كمال زاخر
من الأفلام العبقرية “فيلم العار”؛ عرض عام 1982، من بطولة نور الشريف (كمال) الإبن الأكبر الذى لم يكمل تعليمه ورافق والده فى تجارته ليصبح ذراعه الأيمن ومخزن اسراره.
وحسين فهمي (شكرى) الإبن الثانى وكيل النيابة الحازم، ومحمود عبد العزيز (عادل) الإبن الثالث الطبيب الواعد، وهم ثلاتة اخوة أبوهم تاجر العطارة والأعشاب الورع (الحاج عبد التواب) عبد البديع العربى، والأم التقليدية (أصيلة) أمينة رزق.
الفيلم تأليف محمود أبو زيد وإخراج علي عبد الخالق.
كأى اسرة مصرية اختلف نصيب الأبناء من التعليم؛ وفى الغالب يحمل الابن البكرى مهمة مواصلة عمل الوالد.
كانت العطارة مجرد غطاء يخفى تجارة الأب الحقيقية، المخدرات، وقد احاط نفسه بمظاهر الورع والتقوى، والإمعان فى اظهار أعمال البر والاحسان لكل من يقصده.
لم يكن احد من المحيطين به حتى أسرته يعرف حقيقة تجارته سوى ابنه كمال ويعرف مصادره وعملائه.
يسافر الأب لاتمام واحدة من صفقاته وفى رحلة العودة يلقى مصرعه فى الطريق.
يتحمل كمال المسئولية، فيما يطالبه اخوته بانصبتهم من الميراث، يفاجئهم كمال بأن كل السيولة وضعها ابوهم فى صفقة أخيرة لم تصل بعد.
تتطور الأحداث ويتصاعد ضغط الأخوة، ويواجه كمال العديد من المشاكل فى استلام وتخزين البضاعة (المخدرات).
وتحت الحاح أخوته فى امر الميراث والتشكيك فى امانته.
يضطر فى لحظة فارقة لكشف سر ابيهم.
تثور ثائرة اخوته وينكرون أن يكون هذا الكلام صحيحاً وكادوا يفتكون بأخيهم الكاذب والمفترى والمشوه لسيرة ابيهم صاحب الأيادى البيضاء على الجميع، ونظيف اليد والضمير.
وتأتى الأم تستفسر عن صخب الإخوة ويصدمها ما قاله كمال، فتصفعه على وجهه فى مشهد يعد من المشاهد المتميزة والتى تترجم حالة صدمة اكتشاف الخديعة وانهيار الصورة الطوباوية للأب فيكون الانكار والغضب العنيف هو الرد الطبيعى والمتوقع، وقد يتصاعد الى ما هو افدح، فيقاطعون الابن العاق وينبذونه.
وعندما يهدأون وتتكشف لهم الحقائق، ويتقبلونها على مضض يضطرون إلى اعادة النظر فى مواقفهم … تتطور الاحداث ويتخللها اخطاء مهنية تتعلق بتخزين المخدرات فى غياب خبراءه وتضيع الثروة وينتهى الأمر نهايات مأساوية للأخوة الثلاثة.
العار يتجاوز كونه فيلماً اجتماعياً الى دائرة الطرح الفلسفى الذى يرصد ويحلل حالة الصدمة حال اكتشاف حقيقة الشخصيات المثالية المصنوعة بحنكة نفسانية، وما تنتجه الصدمة من انكار ورفض وعنف وتشويه لمن يقول الحقيقة.