رامي كامل
فى الذكرى المائة لميلاد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث نتذكر جميعا هذا “الرجل” و الوصف هذا يكفيه فالكتاب حرص على ان يصف المؤمنين و يحفزهم على الرجولة “تقووا ، كونوا رجال” فالامر يحتاج الى “الرجولة” كثيرا اكثر ما يحتاج الى الادارة و مفاهيمها المعقدة.على مدار قرابة الخمسين سنة
وقف شنودة الثالث معلم و اب و راعى و مثقف و سياسى تاركا بصمته فى كل بيت قبطى ، جذب الانظار اليه بشخصية زعامية من طراز فريد جعلت الاعين تتجه اليه فى كافة الازمات فهو كان دوما “فاعل” لا مفعول به ولا رد فعل فهو قادر على وزن الامور.
لا ينكر متابع ان ازمة مثلث الرحمات كانت في من اختارهم كمساعدين له فى العقد الاخير من عمره و نظر كلا
المساعدين “السكرتارية الاشهر” لانفسهم كاوصياء على الكنيسة القبطية بل انهم اوصياء
على كل الاقباط بالتبعية بينما توارى فى الظل و بعيدا عن الصراع اثنان اخرين “الانبا بطرس مؤسس قناة اغابى
والمتنيح الأب انسطاسى الصموئيلى” .بعد اعتلاء البابا تواضروس الثانى “المختلف منهجيا تماما عن البابا شنودة”
ارتاحت الكنيسة جزئيا من هذا الصراع المكتوم بين الاسقفين بتجليس احدهم كخليفة لاكبر مطارنة الصعيد
واستمر الصراع من الاخر مرتديا عباءة الدفاع عن البابا شنودة و تاريخه و ملكيته هو الحصرية لكل البابا شنودة.
لازال الاخر يدير الصراع مع البابا تواضروس لابسا لعباءة البابا شنودة حتى انه لم يدعو البابا تواضروس لاحتفالية مئوية البابا شنودة الا متاخرا ليضع البابا تواضروس الثانى فى حرج امام الشعب فان لم يحضر فهو “كاره”
وان حضر فهو رجل يمكن تجاوزه فى الكنيسة القبطية .
نحب البابا شنودة كابناء له و نثق فيما سلمه من ايمان و فيما قدمه من عطاء لكن الى متى يتم الطعن
من خلف صورته ؟ حديثى غير موجه للمعترضين على بعض الامور التى قام بها البابا تواضروس
فمن حقهم تماما الاعتراض والاستفهام و اثق فيهم تمام الثقة و فى نواياهم
ولكن حديثى لمن يستغل مكانه و مكانته و المعترضين فى ادارة صراع مكتوم ضد رأس الكنيسة القبطية ، الى متى ؟