أمل فرج
تسببت درجات الحرارة المرتفعة فى حالة من القلق فى العالم، بلغت ذروتها في أوروبا والولايات المتحدة، ومناطق آخرى، وهى الأعلى منذ 50 عاما، مع تسببها فى حرائق كبيرة وحالات وفيات، وتوقعات بأن تستمر موجة الحر فى جزء كبير من العالم طوال أغسطس.
وذكرت صحيفة “لابانجورديا” الإسبانية أن أكثر من 40 شخصا لقوا مصرعهم فى كندا وإيطاليا واليونان و الجزائر وتونس والولايات المتحدة الأمريكية، مع استمرار اشتعال حرائق الغابات، التى خرجت عن السيطرة، وطالت القرى والمنتجعات فى البحر المتوسط، وتم إجلاء آلاف الأشخاص.
إيطاليا
توفي في إيطاليا 5 أشخاص؛ جراء الحرائق وهبوب الرياح الشديدة، أعلنت الحكومة الإيطالية بعدها الطوارئ فى 20، وتمر إيطاليا بأيام صعبة بسبب موجة الحر التى تعصف بالبلاد، حسبما قالت صحيفة “المساجيرو” الإيطالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا تعانى ارتفاعا كبيرا فى درجات الحرارة، على كافة مدنها، ويعتبر الارتفاع الأعلى منذ إلى 48 عاما، والتى أدت مع الرياح القوية، إلى اندلاع عدد من الحرائق فى جزيرة صقلية، وأيضا أدت إلى انصهار الأسفلت فى عدد من الشوارع فى المدن الإيطالية، الأمر الذي دفع الحكومة لإعلان حالة الطوارئ في البلاد خاصضة مع حدوث ضحايا و وفيات.
وتعرضت أجزاء من مدينة كاتانيا لانقطاع المياه والكهرباء بعد احتراق الكابلات مع وصول درجات الحرارة إلى 47.6 درجة مئوية، وفى شرق صقلية، فى منطقة كالابريا الجنوبية، حوصر رجل يبلغ من العمر 98 عامًا فى منزله وأصيبت ابنته وزوج ابنته بحروق شديدة.
وأصيب أكثر من 200 شخص فى بالريمو بحالة من الاختناق نتيجة الدخان الناتج عن الحرائق، كما اجتاحت النيران، مطار باليرمو، مما اضطر إلى الإغلاق لأسباب أمنية، حيث أدت الشمس الحارقة إلى انصهار الأسفلت.
وكانت السلطات الإيطالية ابلغت عن وفاة 5 أشخاص فى حرائق جديدة في صقلية؛ حيث تعانى من ارتفاع كبير فى درجات الحرارة، وسجلت مدينة كاتانيا الواقعة على الساحل الشرقى 47.6 درجة.
وذكرت صحيفة “المساجيرو” الإيطالية إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، وهبوب الرياح القوية أدت إلى اشتعال حرائق الغابات فى جزيرة صقلية الإيطالية، وأجبرت السكان والسائحين على الإخلاء، حيث تعرضت صقلية إلى 650 حريقًا.
ولجأ السكان المحليون إلى وسائل التواصل الاجتماعى للفت الانتباه إلى الكارثة، حيث عانى أشخاص من صعوبة التنفس بسبب تلوث الهواء والسخونة.
كندا والولايات المتحدة الأمريكية
تواجه كندا أكثر من 1000 حريق نشطا بينهم 546 حريقا خارج السيطرة، وهي الأكثر شراسة في تاريخ كندا، وتجتاح الحرائق بشكل أساسى الغابات الشمالية البعيدة عن المناطق المأهولة، ما يخفف الأخطار المباشرة على المواطنين ولكن العواقب الوخيمة تقع على البيئة.
وقال وزير البيئة الكندى، ستيفن جيلبولت، أن الحرائق قضت على أكثر من 11 مليون هكتار هذا العام، ما يعادل عشرة أضعاف المعدل العام الوطني.
وانتشر الدخان الناتج عن أكثر من 1000 حريق غابات مشتعل فى كندا عبر شمال الولايات المتحدة، مما أدى إلى رداءة نوعية الهواء والتلوث الذى يهدد الصحة فى المدن الشمالية ، ولايات مثل شيكاغو ومينيابوليس.
كما أعلنت السلطات الأمريكية، إخلاء مجمعات سكنية جراء حرائق غابات دمرت أكثر من 10 منازل فى واشنطن، إلا أنها لم تسفر عن وقوع إصابات، والتى أدت إلى وفاة 13 شخصا.
حرائق الغابات في كندا حرائق الغابات في كندا
صرحت وزيرة إدارة الطوارئ في مقاطعة بريتش كولومبيا الكندية، بوين ما، عن انتشار المزيد من الجنود لمساعدة رجال الإطفاء في مكافحة ما يقرب من 400 حريق غابات نشط في مقاطعة بريتش كولومبيا.
وقالت وزيرة إدارة الطوارئ بوين إن 75 من جنود القوات المسلحة الكندية يتجهون إلى بحيرة بيرنز، في وسط بريتش كولومبيا ، للانضمام إلى 75 آخرين تم إرسالهم إلى المنطقة كجزء من مساعدة الحكومة الفيدرالية في مكافحة حرائق الغابات في المقاطعة.
وتقول ما إن هناك توقعات بمضاعفة نشاط الحرائق، حيث تؤدي ارتفاع درجات الحرارة والجفاف و الرطوبة على زيادة الحرائق.
وقد سجلت المقاطعة رقما قياسيا لإجمالي المساحة المحروقة خلال عام واحد حيث تم حرق حوالي 14 ألف كيلومتر مربع في بريتش كولومبيا.
وصرح المسئولون إلى أن الموسم لم يصل بعد إلى ذروته وهم يحذرون من أن الجفاف الذي ساعد في استعار الحرائق هذا الموسم، الأمر الذي قد يتكرر في العام المقبل، مما قد يتسبب في بدء موسم حرائق 2024 بشكل مبكر.
اضطرت كندا لطلب المساعدة الدولية للتدخل في إطفاء الحرائق.
حول هذا الشأن صرح المسئولون أن البلاد بحاجة لعدد كبير جدا من رجال الإطفاء من كل أنحاء العالم للسيطرة على الحرائق المتجددة، والمستعرة في الغابات الكندية والتي التهمت نحو 8 ملايين هكتار من الأراضي الكندية.
كما أشاروا إلى أن موسم الحرائق في كندا لن ينتهي قريبا، وحذروا من هذا الوضع، خاصة مع توقع امتداد الحرائق لأعلى من معدلاتها الطبيعية في كافة أنحاء البلاد، خلال شهري يوليو الجاري، و أغسطس المقبل.
وفي وقت سابق كان قد وصل نحو 100 رجل من رجال الإطفاء من فرنسا إلى كيبيك للمساعدة في أخماد حرائق الغابات المشتعلة في كندا، مع استقرار الوضع إلى جد ما.
وصرح إريك فلوريس ،قائد فريق الإطفاء الفرنسي في كيبيك، حول هذا الشأن بأن فرق الإطفاء الفرنسية تتواجد في كندا من أجل دعم جهود مكافحة الحرائق في كيبيك، ونحن دائما متواجدون للمساعدة.
وكانت قد أعلنت الحكومة الكندية في وقت سابق عن إنشاء وكالة وطنية للاستجابة للكوارث؛ حيث تشهد كندا أسوأ موسم تحترق فيه الغابات بتأثير ارتفاعات درجات الحرارة، وتعتبر أول كارثة تاريخية تشهدها كندا من هذا النوع.
ومع انتشار الحرائق على نطاق واسع في مختلف المناطق في كندا اضطرت الحكومة لمناشدة الجيش الكندي
للتدخل واحتواء الأمر، وبالفعل تمت الاستجابة كما تدخلت قوات الولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة في استدراك هذه المأساة.
وحول الكارثة التي تعيشها كندا صرح رئيس الوزراء جاستن ترودو بأن الحكومة تعمل على دراسة متغيرات المناخ الذي أصبحت تتبعه تبعات لا تحتمل
وأضاف أنه علينا أن نتأكد أننا نفعل أقصى ما عندنا لتجاوز الأزمة، وأوضح إلى أن الوكالة الوطنية للاستجابة للكوارث ستخصص للاستجابة للكوارث بكافة أنواعها، وليس فقط الحرائق، بما في ذلك الفيضانات، و الأعاصير،
وما تشمله الكوارث الطبيعية.
اليونان
قررت اليونان مضاعفة رحلات الإجلاء من جزيرة رودس، بينما تشتعل النيران أيضًا فى جزيرتى كورفو وإيبويا، و من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 44 درجة مئوية فى بعض أجزاء اليونان.
وفى رودس، تم إجلاء أكثر من 20 ألف شخص فى الأيام الأخيرة من منازلهم والمراكز السياحية فى جنوب الجزيرة، وقال مسؤول بالمطار أن أكثر من 5000 مسافر عادوا إلى بلادهم فى أكثر من 40 رحلة طارئة خلال الأسبوع.
وألغت شركتا السياحة جيت 2 وتوى رحلاتهما إلى رودس خلال الأيام القليلة المقبلة، كما تم إجلاء آلاف الأشخاص من إيبويا وكورفو، فى حين أن جزيرة كريت – وهى وجهة سياحية كبرى أخرى – فى حالة تأهب قصوى.
حرائق اليونان حرائق اليونان
الجزائر
بينما لقي 34 شخصا حتفهم بالجزائر، بينهم 10 جنود، اشتعلت فيهم النيران خلال عملية إجلاء فى ولاية بجاية الساحلية شرقى الجزائر العاصمة، وتعتبر بجاية هى المنطقة الأكثر تضررا، حيث لقى 23 شخصا حتفهم.
تقول السلطات الجزائرية أن 80٪ من الحرائق تم إخمادها منذ الأحد، لكن الجهود المكثفة لمكافحة النيران مستمرة، والتى تشمل حوالى 8000 عنصر ومئات من عربات الإطفاء وبعض الطائرات.
تونس
اشتعلت الحرائق أيضًا فى تونس المجاورة، حيث تم إجلاء 300 شخص من مدينة ملولا الساحلية.