للأسف في مفهوم غير مسيحي وغير روحي سائد على كافة المستويات مفاده أن أي راهب بيدخل الدير بيكون له هدف أو غرض ما أو مطمع في شيء ما بداخله .. فالأمر يتصوره الكثيرون صراع على الفوز بمكانة دينية أو سياسية أونفوذ وشهرة.. بريستيچ يعني .. نلاحظ هذا في بعض اللقاءات الإعلامية مثلا مع مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة أو البابا تواضروس بشأن مثلا المرتب والملابس المزركشة وبتحب تأكل إيه بالإضافة إلى السؤال الغريب “شعورك إيه قداسة البابا لما فوزت بالكرسي البابوي وبقيت كدا البابا يعني دي أعلى رتبة دينية في الكنيسة
واحكي لنا كيف قداستك رشحت نفسك.. والمنافسة مع باقي المرشحين كان شكلها إيه ” لكن اللي بيحصل أن الإعلامي بيكون في حالة دهشة لما بيعرف أن المكانة دي مش حلم ولا رغبة خالص لأي راهب أو أسقف على الإطلاق لكنها ثقل كبير ومسؤولية خطيرة ليس له يد فيها بالعكس بيهرب منها .. لكنها اختيار إلهي عن طريق القرعة الهيكلية زي ما الرهبنة هي دعوة .. وبالتالي كل اللي بيعمله هو الطاعة فقط وقبول الاختيار بصمت
وهذا يوضح أن المفهوم الدنيوي السائد في أغلب الأذهان مش بيستوعب فكرة الزهد أو التبتل والتجرد عن كل مغريات ومباهج العالم ليسكن الراهب الصحراء و البراري بإختياره .
ومش بيقدر يستوعب أن الراهب لايتقدم بنفسه بطلب الترشح للكرسي البابوي ..بمعني إزاي يضحي بفرصه ذهبية زي دي .. للأسف المفاهيم ضيقة الأفق دي مدولالها أن المسافة شاسعة جدا في الانفتاح على الآخر للدرجة اللي ممكن إنسان غير مسيحي لايخطر بباله أن فيه غيره على نفس الأرض أو الكوكب له فكر وأسلوب وتراث روحي وفلسفة وتعاليم حياتية مختلفة عنه تماما .. فيادوب بتطلع كل معرفتهم عن ثقافة الآخر
(المسيحي على وجه الخصوص) بتتلخض في بعض مظاهر الاحتفال بالأعياد خاصة أعياد الكريسماس .. فطبيعي نسمع من البعض أراء ووجهات نظر وتحليلات مغلوطة وسطحية وغير روحية ولا علاقة لها بالكتاب أو بتعاليم الأباء على الإطلاق .. مش مطلوب شيء غير حد أدنى من الاطلاع والتحقق في أي رسالة بنوجهها للناس..