الإثنين , ديسمبر 23 2024
الكنيسة القبطية
جورجيت شرقاوي

المؤيدون لحفل «ترافيس سكوت» وهوس المغيبين

بقلم جورجيت شرقاوي

خرج علينا بعض الاعلامين و منهم د.محمد الباز ، الذي اكن له كل تقدير و احترام يشن هجوما حادا علي المطالبين بألغاء حفل ترافيس سكوت و يشكك في نواياهم في بث مباشر، و الحقيقه انه لم يقدم دليلا واحدا علي قدرة او استعداد الدوله لإقامة هذا النوع من الحفلات ،وتسأل “من ماذا نحمي الناس” ،ومن المؤكد انه لم يحلل المقاطع الخاصه بحفل المطرب و يختلط عليه الأمر بين اجواء الراب العاديه و الأجواء الشيطانيه المصاحبة لنوعيه في ظاهرها حفلات ،اما في باطنها تمثل خطر علي حياه الحضور ، مهما بلغ من اجراءات تأمين مشددة ،فالمؤكد انه اسقط خطورة افساد الهاوية المصرية ويريد اختزال الأمر في صورة فنيه بحته و يصور الرافضين علي انهم كارهي الفن

فهل هناك قاموس واضح تحت اي بند او توصيف يندرج الفن الممزوج بالدماء ؟

و قد ضرب مثال بإقامة حفل الفنان جان ميشيل في مصر الذي لم يكن قد الغي له ثلاث حفلات و اكثر ، وكان محبوبا بلا اجندات ،فلم يقدم تعليق واحد علي تقرير الشرطة الامريكية بالفيديو مصور الذي تناول حقن مواد غريبه في الحفلة أدت للوفاه و لم يقدم تفسير لكل الأدلة التي تثبت تورطه

فما هو الرواج و الانتشار الذي يحلم به كاتبنا في ظل خلق رأي وهمي يتحدث عن فوائد الحفل ؟

ولماذا يسخر الاعلامي الجليل من زملائه الذين حاولو تبسيط مفهوم الماسونيه لعامه الشعب ؟ فليس من المعقول ان تقود شريحه تتأثر بهذا النوع من الفن تفرض نفوذها بشرعنه الحفل ثم تتهم الفريق الرافض بالجهل ! فهناك فرق بين سيطرة التكنولوجيا علي المراهقين والتي نقوم بحملة توعية لحمايتهم و تقديم اجواء شيطانية جاهزة مرتبطة بالزمان والمكان في صورة حفل فني علي طبق من ذهب !!

مما يمثل غزو ثقافي مميت لأجيال قادمه .

ومن يشكك في حقيقه المطرب نقول له ان كبار المتخصصين قامو بالبت في هذا الامر ،فقد ذكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار مجدي شاكر في تصريحات صحافية ، انه الحفل تطبيق للفكر الاستثماري للمواقع الأثرية واعترف انه المغني بالفعل داعم للفكر الماسوني الذي يعتمد على أن الأهرامات هي محور الكون ،و هذا تصريح يحاسب عليه .

فلماذا يصمم الاعلاميين علي تقديم محتوي مجهول مبني علي افتراضات غير منطقيه برغم ان الاشارات و الدلائل واضحه للجميع؟ و الجهل المركب الحقيقي هم من يريدون تهميش الموروثات الثقافيه و تمزيق الروابط بأتهام اعضاء النقابه بالسلفيه ! مع العلم انه لم يدلي احدهما بتصريحات من تلقاء نفسه دون الرجوع للاجهزة السياديه ، فلا نلقي أنفسنا للتهلكه تحت اي مبررات ، فالجريمة الحقيقه هو التعدي علي دور النقابه بشكل فج ، ونضرب المثل مع الطفل الالماني نويل روبنسون الذي ينتمي للأفروسنتريك و لا يخفي علي احد كيف اهدر الأموال بعد رفض وضع فيديوهات ترويجية و مواد دعائيه من الشركه المتحدة علي صفحته و برز ما يريد خلال زيارته ،ولم نستفيد من الدعايه المزعومه كما كان مخطط ، فكان ضررة اكثر من فائدته في صورة مصغرة .

فنظراً لاختلاف الأذواق في مصر حيث يتجاوز عدد مواطنيه 100 مليون نسمة، يريد فريق تحدي الاغلبيه وفرض رأيه المُتذاكي علي الجميع ظنا منهم انهم يتقربون من الاجهزة الامنية ولكن الجدل المتعلق بأتهام سكوت بممارسة طقوس ماسونية في حفلاته وبأنه من مناصري حركة الأفروسينتريك ليس وهما و لا خرافات وفي السابق تم الغاء حفل الفنان الكوميدي الأميركي كيفين هارت في مصر، في فبراير الماضي، الذي كان مقرراً أن يقام في استاد القاهرة تحت الغضب الشعبي من مناصرتة للأجندة، وإن كان السبب المعلن هو “مشكلات لوجيستية”

ولم يؤثر علي السياحه مطلقا . و هناك فرق بين مغني الراب العادي الذي من الممكن ان يمارس نوعا من الخدع بالأشكال المخروطية والنيران التي تخرج من الفم او حتي استخدام مجسمات الجماجم أو أجواء توحي بالرعب

و فنان اخر يقوم بطقوس حقيقية تمس الحضور لسنا مع المبالغات التي تملأ التواصل الاجتماعي، و لكن البعض لديه حاله نكران ذاتي للماسونيه و تسطيح الأمور و الطعن في كل من طالب بألغاء الحفل ورائه اسباب نفسيه للسباحه ضد التيار و التعبير عن وجوهم الحقيقة في الترويج لمطرب سيء السمعة سبق و تم الغاء ثلاث حفلات له منهم “شيكاغو” بل يتفاخر بإنتمائه عبر صفحاته علنا بأعتراف الصحف الاجنبيه ،وليس دفاعا عن السياحه فحسب ،والحقيقة انهم لم يهتمو بها يوما ،حيث يتزامن حفل «سكوت» مع مهرجان ايضا عالمي بمدينه «العالمين»

ولا نجدهم يتحدثون حتي عنه و قد مر عليهم مرور الكرام، فما السر وراء ذلك الدفاع المستميت الذي لم يظهر الا من بضع ايام فقط ؟ و ليس عيبا ان يحاول البعض المطالبه بمنع إقامة هذا الحفل او نمارس الدور الاعلامي في زيادة وعيهم، فمن يحاربون علي إقامة هذا الحفل يزعمون ان الفريق الرافض يجمع معلوماته من مواقع التواصل او الانترنت ، فلا يقدمون مبررات لقبولهم هذا الحفل تحت اي مسمي بل يعتبر تضليل متعمد للعامه ،فمن اين جمعوا ايضا معلومات يؤكدون فيها مزاعمهم حول براءة “سكوت” ؟ و الي ماذا يستندون ؟

وهل يستطيعو ان يتحملو عواقب اي حفل او اي دماء سواء في هذة الحفله او حفلات مماثله؟ و ما ثقافتهم حول الماسونيه و مفهومهم عن القيم و الاخلاق التي تميز مجتمعنا ،فأغلب هؤلاء يعيشون بالخارج يطمحون في تحويل المجتمع الي مفتوح يتقبل عبادة الشيطان و يشجعون المراهقين الذين هم مسؤليه المجتمع اولا علي خوض مثل تلك التجربه تحت مزاعم العالم المفتوح و قبول اي شروط تتعلق بالسياحه ،يريدون ايضا لفت الانظار اليهم ،فالغريب ان المجتمع الامريكي نفسه لم يتقبل كل حفلات مغني الراب و مارسوا حقهم في رفضه، فالشعوب جزء لا يتجزأ من المجتمع الصحيح و السوي ، و رصدنا تعليقات للأجانب ترفض اقامه الحفل في مصر و تؤكد مزاعمنا، بل اغلب حفلات المطرب المزعوم بها مشاكل امنيه مثبته بقضايا و محاضر ،فلماذا اللهث وراء المشاهير بطريقه مستفزة و منافيه لكل ما تربينا عليه و يميز مجتمعنا فهي لم تكن يوما شعارات و لا فراغ .

فمن الذي يمارس شكل من اشكال الوصايا علي الشعوب الذين لا يتعدي نسبتهم سوي ١٠٪ من مؤيدين اقامه الحفل ومن يتهمون الاغلبية المؤيدة للالغاء بإتهامات سخيفه و بلهاء و يتعمدون تقديم معلومات وهميه عن “سكوت” ام من يحاولوا تنبيه الاجهزة الامنيه بخطورة الوضع

فسواء اقيم الحفل او تم الغائه تعد حريه الرأي التي تكفل ايضاح الصورة الحقيقه للمطرب و التي بنيت علي تقارير حقيقه من الشرطه الامريكيه نفسها،و شهادات الحضور و المفرج عنه من الوثائق و التحقيقات التي تثبت سوء سمعه مصورة بالصوت و الصورة الذي يري القوم الاخر انها بلا قيمه ويمارسوا نوع من الاحتيال الالكتروني

والحكر المتعمد علي الاغلبيه التي طالبت بألغاء الحفل . يعتمد هؤلاء المغيبين علي جهل عامه الشعب بالمحافل الطقسيه و خبايا تصميم المعادن و علاقتها بالأهرامات و الطاقه الكهرومغناطيسية المنبعثه للسيطرة علي العقول

وفتح البوابات النجميه و علاقتها بحركه الكواكب و النجوم و هي ليس طلاسم او محض اوهام بل وردت في كتب دونها كبار الاستخبارات السابقون المختلفه و يعتمدون علي ذاكرة ضعيفه لدي المصريين في تكرار المواقف التي رفضت الدوله اقامه مثل هذة الحفلات

ولعل التاريخ يعيد نفسه ، ففي عام ٢٠١١ كان من المزمع ان تقوم شركه بتنظيم طقس بسيط بالشموع و ذكر مدير منطقه الاهرامات ان هذا النوع من الحفلات له تفكير أيديولوجي غريب ،ذوي اهداف مريبه. و ان كان حقا حفله “سكوت” لا يوجد بها اي موانع امنيه فلماذا تأخرت التصاريح و لم تبت رئاسه الجمهوريه نفسها في القبول او الرفض بعد رفع مختلف التقارير بعكس كل حفلات المطربين الاخرين ،ان كان هؤلاء القوم علي حق فعلا ، فليقدمو مبررات حقيقه لماذا لجأ هذا المطرب لتدخل السفارة الأمريكية و الضغط لقبول حفلته

ولماذا لقي كل هذة التعقيدات في مجرد حفله علي سفح الاهرامات ؟ و فهل الميديا العالميه تفتكس ايضا نوعيه الممارسات الصاخبة ؟ و بماذا نفسر وجود نوعيه الموسيقي التي يستخدمها خلال الدارك ويب ! و ان تحدثنا عن تأثير الغاء الحفل و ذهاب المطرب لتأسيس البومه في السعوديه مثلا ، نجد انه تم الغاء الحفل سابقا ،و بعيدا اننا دوله مستقله في صناعه القرار و لا يوجد مرجعية في السياحه العالميه

فلا علاقة لها بالأهرامات و لا بأفكار الأفروسنتريك ،فلا مانع من اقامه الحفل ان كان يناسبهم بحسب شروطهم . و لعل اصحاب الافكار الماجنه حول السياحه ، بنفس منطقهم يسمحوا بحفلات الجنس الجماعي او الشواذ تحت سفح الهرم و التي من الممكن ان تأتي بإيرادات أسطورية بصدى ترويجي و عالمي لأجتذاب ملايين الباحثين عن المتعة في جو فرعوني ساحر ،فهل العادات و التقاليد تقف حائلا في المستقبل بنفس المنطلق لتنفيذ الفكرة و التي سبق ان تم الغائها في الماضي في محاوله لأستنساخ “مشروع ليلي” تحت مزاعم الحريه و لم نسمع حسهم آنذاك بعد القبض علي عدد من المشاركين ، فلا يصح الا الصحيح دوما .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.