الجمعة , نوفمبر 22 2024
أمل فرج

استغاثة في الثالثة فجرا ..

كتبت ـ أمل فرج

لماذا الثالثة فجرا؟! في كل يوم يأتي هذا الزائر الثقيل ليغتصب منا النوم في طقس حار من لفحات جهنم، لم يمر به العالم من قبل، لماذا وزارة الكهرباء لا ترحمنا في ظروف نحتاج فيها للرحمة، لماذا تزود أحمالنا؛ لتخفف الأحمال عن الكهرباء في هذا الطقس تحديدا؟

ولست بصدد الحديث عن “لماذا” ولكن ألا اخترتم التوقيت الأكثر رحمة؟! هل لا يستوعب المسئول عن قطع الكهرباء أن الوقت الذي يقطع فيه الكهرباء هو وقت الفجر كل يوم؛ حيث الجميع نيام؛ استعدادا لاستقبال يوم عمل وكفاح شاق في حرارة تلهب القلوب التي لم تستطع أن ترتاح و تكمل نومها واستيقظت من حرارة الطقس والرطوبة، بعد أن قطع المسئول الكهرباء، دون اعتبار لمريض أو طفل رضيع، خاصة و أن انقطاع الكهرباء يكون بشكل متكرر كل يوم وعلى مدار اليوم لمرتين أو ثلاث مرات على أقل تقدير نعيشه على أرض الواقع، ولمدة ساعة في كل مرة على أقل تقدير أيضا.

لماذا وكيف تختار أن تقطع الكهرباء أيها المسئول وقت خطبة صلاة الجمعة، الأمر الذي عشته أنا شخصيا في منطقتي وأهل المنطقة، دون اعتبار واحترام لمئات المصلين الذين خرجوا لصلاة الجمعة في هذه الحرارة، و المتكدسون في المسجد دون تهوئة تبرد نار هذا الطقس.

مسئول الكهرباء حين يقطع الكهرباء بشكل متكرر على مدار اليوم ولمدة ساعات هو يعلم جيدا أن هناك خطر يتعرض له المواطنون، هل لا تتوقع سيدي المسئول أن هناك من المواطنين من هم يستقلون المصاعد الكهربائية؟! ماذا لو انقطع التيار الكهربائي وكان أحدهم في داخله، ترى هل سيموت بالسكتة القلبية فزعا في هذا الظلام، وهو معلق بين السماء و الأرض؟! أم سيموت من احتباس التنفس على مدار ساعة في هذا القبر الذي احتبس فيه وهو على قيد الحياة؟!

هل لا تتوقع سيدي المسئول ألا تتوفر المولدات الكهربائية في المستشفيات الحكومية؛ فما مصير المرضى في المستشفيات وأي حظ تعس لو كان أحدهم في غرفة العمليات، ألا تتوقعون أن يكون الخطر بحجم مواجهة الموت يا سادة؟! ماذا عن الأجهزة الكهربائية التي قد يكون المواطن اشتراها “بطلوع الروح”، إن تعرضت للتلف بسبب الانقطاع المتكرر والمستمر؟!

المواطن المصري يواجه الكفاح المرير في أكثر من جبهة، ارتفاع الضرائب المتواصل تارة، و نار الأسعار المستعرة تارة، والتي تلقي بآثارها القاسية والعنيفة على كافة مناحي حياة المواطنين، وتستهلك من تفكير المواطن وطاقته ما لا يحتمل، ويصل الأمر لمواجهة كفاح جديد مع انقطاع التيار الكهربائي في أوقات حرجة تعرضه للموت من انقطاع الكهرباء المتكرر خلال اليوم ولكل يوم ن ناحية أخرى.

إن كان يرى المسئولون أنه يوجد أسباب لتخفيف الأحمال عن الكهرباء، ألا خففتموها عن كاهل المواطن المصري المنهك قليلا، ألا رحمتمونا قليلا رغم أننا في أمس الحاجة للرحمة كثيرا؟! ألا اخترتم توقيتا أكثر إنسانية لانقطاع الكهرباء؟! فقط هذا أكثر ما يطلب المواطن المصري الآن من حقه في هذا الوضع الحالي.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.