الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
الكنيسة القبطية
الراهبة راعوث من دير بنات مريم للراهبات الاقباط الارثوذكس ببني سويف

نياحة تاسوني راعوث من دير بنات مريم للراهبات الأقباط الأرثوذكس ببني سويف

انتقلت اليوم الي السماء الاخت الخادمة راعوث وهي من دير بنات مريم للراهبات الاقباط الارثوذكس ببني سويف، والذي أسسه طيب الذكر المتنيح الأنبا اثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا (١٩٦٢-٢٠٠٠).

وكان علي رأس هذا العمل الراهبة حنة التي شاركت مع أخرين في تأسيس هذا الطريق تحت رعاية وإرشاد الانبا أثناسيوس الذي كان يتمتع برؤية ثاقبة الاحتياجات العمل الرعوي وعملية إعداد الخدام، والذي كان يؤمن أيضا بأهمية ربط البحث العلمي بالخدمة حتي تستطيع الكنيسة أن تخدم الانسان كل الانسان روحا ونفسا وجسدا في كل زمان وفي كل مكان

ومن أجل تحقيق هذا الهدف أنشأ دير بنات مريم الذي إلتحقت به الاخت راعوث التي كانت تربطها بتاسوني حنة صلة قرابة ساعدتها في الالتحاق بهذا الطريق في سن مبكر.

في احد ايام عام ١٩٨٦، كلفني طيب الذكر نيافة المطران الانبا أثناسيوس بمقابلة الراهبة راعوث إحدي راهبات دير بنات مريم للراهبات الاقباط الأرثوذكس الذي قام علي اختيار عضواته وتدريبهن الانبا أثناسيوس بمعاونة تاسوني حنة أول رئيسة لهذا الدير.

كانت الراهبة راعوث قد عادت للتو من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أكملت دراستها لأساليب ومنهج العمل في رعاية المعاقين جسدياً وذهنياً الذين أطلق عليهم الانبا اثناسيوس مسمي “مجاهدون من نوعٍ اخر”. وقد تأثرت تاسوني راعوث في هذه الدراسة بفلسفة اللاهوتي الكندي الشهير جان فانييه الذي أسس مؤسسة “الفُلْك” (بالفرنسية “لارش”) في عديد من دول العالم وهي مؤسسة تسعي إلي ادماج المعاق في المجتمع الطبيعي من حوله ليصبح انساناً مكتملاً قادراً علي تجاوز اعاقته والتحرر منها. وقمت مع تسوني راعوث بزيارة المراكز الحكومية المتخصصة في رعاية المعاقين في مصر لفهم السياق المحلي لهذه الظاهرة وتطويع النماذج والمناهج التي قامت بدراستها تاسوني راعوث للثقافة المجتمعية المصرية.

وتشرفت بعد ذلك في مشاركتها في وضع ملامح مشروع “دار التقدم لرعاية المعاقين ذهنياً” بقرية دير الميمون.

وفي يوم من الايام – حسبما ذكرت لي تاسوني راعوث- انها تقابلت مع قداسة البابا المتنيح الانبا شنودة الثالث في لندن وكانت فرصة أن يتعرف عليها عن قرب وأعجب بشخصيتها وعلمها وشغفها لهذه الخدمة، وطلب منها وقتها أن تعمل معه في القاهرة في خدمة هذه الفئة التي تحتاج الي رعاية خاصة من الكنيسة، فقالت لقداسته لابد وأن أستأذن الانبا أثناسيوس في ذلك. وبالفعل رحب قداسة البابا. وحضرت تاسوني راعوث من لندن وتقابلت مع نيافة المطران الانبا اثناسيوس وسردت له ما دار بينها وبين قداسة البابا شنوده، فقال لها الانبا أثناسيوس “روحي قولي لقداسة البابا أنا والانبا أثناسيوس تحت أمر قداستك في أي شيء”.

وبالفعل تم عقد إجتماع حضره الانبا أثناسيوس وتاسوني راعوث وكاتب هذه السطور في ش القبيسي بالظاهر حيث الوحدة التي كانت تعيش فيها السير عمانوئيل التي خدمت مع دير بنات مريم حتي ذهابها للاعتكاف في ديرها في فرنسا وبعدها تنيحت هناك.

في هذا اللقاء وضع الأنبا أثناسيوس بعض الافكار التي تساعد تاسوني راعوث للعمل في خدمة هذه الفئة علي مستوي الكرازة باكملها حيث انه كان يتمتع بقلب وفكر ورؤية تسع الكرازة كلها.

وذهبت تاسوني راعوث لمقابلة قداسة البابا وحدد لها خدمتها التي كانت لها أثر طيب في النهوض بهذه الخدمة في سائر القطر المصري.

الي أن جاء قداسة البابا تواضروس الثاني (حفظه الله)، والذي أكمل المسيرة بأمانة شديدة ومكن تاسوني راعوث من الخدمة بل الحقها بأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية تحت رعاية نيافة الانبا يوليوس، فأسست مشروعا متميزا “قم وأمشي، وكان لها إسهامة كبيرة في تأثيث خدمات عديدة في أكثر من (٧١) مركز في القاهرة الكبري والدلتا والصعيد.

هذا الي جانب أنه أسند اليها إعداد مادة علمية وتدريسها في معهد الرعاية والتربية. كانت انجيلا مفتوحا.. خادمة مخلصة للكنيسة متمثلة في أحبارها وآباؤها وخدامها.. حقا كانت أنموذجا للخادمة صاحبة الرسالة

نيح الله نفس تاسوني راعوث التي جاهدت الجهاد الحسن وأكملت السعي وتحملت بفرح صليب المرض حتي إنتقلت الي السماء لتستريح من تعبها وتستحق وعد السيد له المجد “حيث أكون أنا يكون خادمي أيضا معي يو ١٢: ٢٦” نعما لك أيتها الاخت المباركة بالفردوس.. الله يعيننا كما اعانك.. تذكرينا في صلاتك.

جمال ذكري

شاهد أيضاً

تقرير حديث يكشف تعرض أوتاوا لأمراض خطيرة بسبب تغير المناخ

الأهرام الكندي .. تورنتو   أفاد تقرير صدر حديثا أن سكان العاصمة الكندية أوتاوا  قد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.