كمال زاخر
الرهبنة بحسب جذورها حركة شعبية خالصة ومازالت ، تأسست على ركائز أربع :
البتولية ـ الوحدة ـ التجرد [الفقر الإختيارى] ـ الطاعة، ويحوط هذا كله «فكر الإتضاع» الذى يحمى مسيرة الراهب فى سعيه للأبدية، وبه يشعر الراهب بحاجته المستمرة لرحمة الله، وهى ركائز لها أبعادها الكتابية والإنجيلية، وتأخذ عمقها وحيويتها وتواجدها من ديمومة «الإستنارة» التى يعطيها الروح والتى بغيرها تتحول إلى مطا لب مجردة لا تعطى شبعاً أو توصل إلى حياة مستقرة وثابتة فى المسيح .
وتجرى فى نهر الرهبنة مياه كثيرة، ويتصاعد الدور الرهبانى فى تدبير الكنيسة، ويصبح خطاب الرهبنة ومفرداته هو السائد، لتبدأ بوادر فقدان الكنيسة لبعض قدراتها على التواصل مع البيئة المحيطة، هدف خدمتها، فانفصلت الكنيسة عن واقعها, فلم تستطع أن تكون ملح الارض ونور العالم، ولعل هذا ما اكتشفه شباب الأربعينيات وشكل الدافع الرئيسى لتحركهم.
وهنا تبرز أسئلة حائرة : من خلال عقد مقارنة بين الواقع الرهبانى الكنسى المعاصر وبين الجذور، نطرح بضع أسئلة بحاجة إلى إجابات موضوعية أمينة ومجردة :
كيف ولماذا ـ توغلت، ثم سيطرت، الرهبنة، وهى وجه شعبى خالص، وهى منهج نسكى تقشفى خالص وخاص بمن يقبلونه طواعية ولا يمكن باى حال ان يكون هذا المنهج هو منهج الكنيسة كلها ، إلى مضمار الخدمة الرسمية الكنسية ؟.
كيف صارت مقاليد المراكز التدبيرية القيادية قى الكنيسة فى يد الرهبنة وحدها ؟!.
ثم من يخضع لمن : الرهبنة أم الكنيسة ؟
ولا أدعى أننى أملك إجابة دقيقة علمية على هذه التساؤلات، وإن كنت انتظرها ممن يملكونها … شريطة أن تكون موثقة وموضوعية وكتابية آبائية.. هادئة !!.