الإثنين , نوفمبر 25 2024
أمل فرج

قُبلة الحياة ..

جرة قلم ـ أمل فرج

أسبرينة أمل

بطولة الأبطال تجبرك أن تنحني احتراما و انبهارا، ولو كنت عدوا، لابد حتما سيحدث وإن كابرت و تكبرت، فلن يمنعك خيالك وتحدثك نفسك بهذا الاعتراف، و إن كنت عدوا، ولا بحجم الفخر و الانتصار إن كنت عزيزا للأبطال.

لا أريد أن أن أقول لك هكذا هم المدافعون عن أوطانهم، ولن أقول هؤلاء المستميتون من أجل حقوقهم و أحلامهم في الحياة العنيدة، ولا حتى من بذلوا حياتهم من أجل حياة الأحباء.

رغم أنه كم أبكتني مشاهد المتبرعين بأعضائهم لتنبض الحياة من جديد في أجساد أحبائهم، وكم هزتني دموع الفخر والعطف على آباء مكافحين تحملوا هوان الأيام؛ ليكونوا درعا لكرامة أبنائهم.

ولكن أريد أن أقول أنك و إن لم تختر لك بطولتك في الحياة، فقد تجد نفسك بطلا في معركة أو تحدٍ من اختيار الحياة، دون إرادة منك، و لكنها صنعت منك بطلا.

أريد أن أقول لك أن لكل منا قصته وبطولته التي قد يعلمها الجميع، أو قد لا يكون عليها شاهد سوى الله، وأيا ما كان لا تخرج من حياتك دون انتصارات حتى ولو كنت أنت الشاهد الوحيد عليها من البشر، انتصر على أحزانك، على هزائمك، على خزي الأيام، و خذلان البشر، تجاهل أوجاعك، وجراحك حتى تلتئم، وحتى يحدث كل هذا عليك أن تصنع انتصارا.

اصنع لنفسك صورة تفتخر بها أمام نفسك دون أن يعنيك رؤية أو رأي الأخرين، أنت في هذه الحياة تحتاج كثيرا أن تصنع شيئا يرضيك عن نفسك، شيئا يجعلك تحب نفسك، كما تستحق من هذا العالم، ويجعلك تستوعب صورتك في مرآة نفسك، نفسك أنت لا مرآة غيرك، أنت تحتاج أن تصنع شيئا تصنع به نظرتك لنفسك؛ فيتلاشى كل العالم من حولك؛ فالعالم لن يعنيك بعدها؛ فبطولتك و انتصارك يصنع لك عالما جديدا.

انتصاراتك على هزائمك وتحديات حياتك هي قبلة حياة تضعها على جبين الأيام، تعيش بعد رحيلك، أو قد لا يعلمها سواك فترحل معك؛ لتكون لك رحمة ومغفرة وانتصارا في الآخرة.

شاهد أيضاً

لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟

جوزيف شهدي في الايمان  الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.