بقلم /عصام الجوهري
مبروك لعودة رانيا عبد المسيح وفي انتظار رانيا أخرى أو كاميليا أخرى أو وفاء أخرى أو .. أو ..
لماذا اختفت هذه أو تلك ؟ ولماذا عادت ؟
الأمر له عدة جوانب فيها ما يخص الدولة، وفيها ما يخص الكنيسة، وفيها ما يخص الأسرة .
أولاً : لا شك أنه منذ سبعينات القرن الماضي وهناك اتجاه لدي بعض الجماعات المرتبطة بأموال خليجية لزيادة نسبة الأسلمة وخاصة بين النساء ولهذا أسبابه :
١- فهن الأكثر عاطفية والأكثر تأثراً بالمشاعر والكلام الناعم والأسهل انجذاباً في علاقات مع شباب أو رجال غير مسيحيين.
٢-لأن أسلمة النساء تكون مرتبطة ليس فقط بالدين وإنما أيضاً بالشرف فتكون الضربة موجعة أكثر وفيها إذلال لأسرة الفتاة وربما لمسيحيى المنطقة التي تسكنها بالكامل .
٣-كذلك لأن الفتاة والمرأة تعاني بشدة كما تعاني المرأة بشكل عام في مجتمعنا الذكوري
فإن كنتَ مصرياً في ظلِّ الظروف الحالية فأنت تعاني، وإن كنتَ مصرياً ومسيحياً فأنت تعانى مضاعفاً،وإن كنتَ مصرياً ومسيحياً وامرأةً فأنت تعانى فوق الاحتمال وسهل استدراجك بوعود الراحة والخلاص مما تعانى .
هذا ما تعانيه المرأة المسيحية في المجتمع المصري منذ عقود ويُعَرِّضها لأن تقع فريسة لتلك الحرب الضروس بين من يريد تأجيج الفتنة الطائفية في مصر وبين من يريد الانتقام لشرفه واعتبارها ماتت وبين من يعتبرها سَبِيَّة وانتصاراً لدين علي آخر .
كل هذا والمرأة والفتاة لا تعرف الكثير عن دينها الأصلى ولا تعرف شئياً عن دينها الجديد .
وأما النقطة الأخطر من جهة مسئولية الدولة والمجتمع فهو أن الدولة غالباً ما تجعل الملف القبطى بِرُمَّته وأهم ما فيه عملية اختفاء القبطيات ورقة لعب في الملعب السياسي فان أرادتْ أن تراضى الكنيسة أخذت موقفاً كعودة وفاء أو كاميليا أو رانيا ..
وإن أرادت أن تراضى احزاب الظلام ومن يمثلهم أغمضتْ عينيها وربما ساعدت وإعانتْ الخاطف الذي تزوج بقاصر او أخذ زوجة من زوجها وأبنائها وأجبرت الأهل علي كتابة التعهدات بعدم التعرض لتكون نكاية لهم فتسكن أمامهم ويزداد الاحتقان والغليان يوما بعد يوم
هذا عن دور الدولة ..
فماذا عن دور الأسرة ودور الكنيسة ؟
الأسرة واعني هنا الاسرة المسيحية (المعنية بحالات الخطف والاختفاء) التي جري عليها ما جري علي غيرها من عوامل الضعف والتحلل وضعف القدرة علي المتابعة
وذلك نتيجة الضغوط المادية التي جعلت الوالد وربما الوالدين ينشغلون معظم الوقت بمحاولة توفير ما يمكن توفيره من سيل الحياة الكريمة (مادياً) لأولادهم و توفير ما يحتاجون إليه من متطلبات الحياة
وايضا لدخول تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال مما جعل الاباء يفقدون الكثير من سيطرتهم المفترضة والتي كانت محكمة في ما مضي بوسائل تربية تعتمد علي العنف والدكتاتورية وعدم الحوار..
لقد انهار كل هذا في السنوات القليلة الماضية فلا صار الاباء يملكون المقدرة علي التحكم ولا الابناء والبنات بقابلين بهذا النوع من التربية والمعاملة
وتزداد الاموار بشاعة حين يبصرون هذا التمزق المنتشر بين الاباء والامهات في البيوت المسيحية ووصول الامور للكثير من التداعيات وبعضها الي محاولات كثيرة من الانفصال الخفي والظاهر غير المصرح ولا المسموح به.
واخطر ما مزق الاسر وساعد علي زيادة حالات الاختفاء والاختطاف هو انتشار التليفون المحمول سواء كاتصال سهل مباشر او كوسيلة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطرق في غاية اليسر والبساطة
حتي صار الكلام والكتابة والتعرف علي اخرين غير معروفين يحدث تحت اغطية الفراش وربما تحت بصر الاب والام او الزوج الذين لا يعرفون ما يحدث امامهم حتي تقع الكارثة وحينها يفيقون علي ان الغريب صار اقرب الي الابنة او الزوجة من الساكنين معاها في بيت اسرة متهلهلة
وتصير الفتاة (او الزوجة ) كالمنومة مغناطيسياً مسلوبة الارداة مستسلمة تماماً لما ظنته حباً
وانا هنا احلل ظاهرة الاختطاف العاطفي الذي يكون هدفه الاساسي جر الفريسة الي شرك تغيير الدين
وفي حالات كثيرة تذهب الضحية بلا عودة خوفا من اهلها الذين قد لا يقبلون عودتها بعد تدنيسها، فتكون مثل هذة الاسر شريكة الجريمة فلا هي حافظت ، بناتها وحمتها ولا فتحت باب الرحمة لها كي تعود فتحتضنها وتضمد جراحها
اما عن دور الكنيسة فلهذا قصة اخر
عصام الجوهري
الإسكندرية