كثيرا ما تحدث مشكلات داخل لجان الامتحانات نتيجة عدم وعى الطلاب بحقوقهم وكذلك ما يجب عليهم القيام به من واجبات ، ولا يقف الأمر عند الطلاب فقط بل يتعدى الى غياب الوعى لدى من يتولى الملاحظة على الطلاب داخل اللجان ، وقد يعتبر البعض نفسه بمثابة رقيب من حقه ان ينفعل على الطلاب أو يرفع صوته داخل اللجنة مما قد يتسبب أحيانا بل غاليا فى زيادة التوتر لدى الطلاب وعدم قدرتهم على التركيز وبالتالى يتحول دور الملاحظ
أو المراقب من كونه ميسر للطلاب الى عائق يحول دون قدرة الطلاب على التفكير والاجابة فى جو من الطمأنينة ، وهى من حقوق الطلاب داخل لجنة الاختبار
ولهذا انطلاقاً من حرصى على توعية طلاب المرحلة الثانوية بشكل خاص بحقوقهم وواجباتهم داخل لجان الامتحانات ،فقد حرصت على أن اقدم مجموعة من النصائح التى يحتاج الطلاب
وكذلك القائمين على ملاحظة الطلاب داخل لجان الاختبارات من المعلمين ،منها أن حقوق الطالب داخل لجنة الاختبار تتمثل فى الحصول على :
معاملة عادلة ومتساوية دون أي تمييز أو تحيز، فلا يجوز أن يسمح الملاحظ داخل اللجنة لبعض الطلاب باستمرار الاجابة بعد انتهاء الوقت بينما يسارع بجمع الأوراق مع انتهاء الوقت من باقى الطلاب ، أو لايجوز أن يقوم بعض المراقبين بتضييع وقت الطلاب نتيجة اخطاء ادارية فى تسجيل الحضور والغياب واهدار الوقت داخل بعض اللجان ، بينما يحرصوا على جمع اوراق الاجابة مع انتهاء الوقت المحدد ، وقد تكون هناك لجان اخرى يسمح للطلاب بالاستمرار فى الاجابة وفى هذا غياب للعدالة.
الوقت الكافي لإنهاء الاختبار دون أي ضغوط أو تسرع.
وهنا قد يحدث اهدار للوقت نتيجة كتابة الحضور والغياب ، وتسجيل الأسماء وتعليمات الاختبار خاصة مع الأيام الأولى فى الاختبارات ، مما يتسبب فى اهدار الوقت ،وفى نهاية الوقت المعلن لا يسمح للطلاب بتعويض الوقت الذى كانت الاجراءات الادارية والتعليمات تعرض على الطلاب وهى ليست جزء اصيل من وقت الاختبار وهنا يكون الظلم قد وقع على الطلاب خاصة اذا كان وقت الاختبار لا يتناسب مع عدد الأسئلة .
مكان مناسب للجلوس وإمكانية الوصول إلى الأدوات اللازمة لإجراء الاختبار.
الخصوصية الكاملة وعدم السماح لأي شخص بالاطلاع على إجاباته.
إرشادات واضحة ومفهومة من قبل المراقبين حول قواعد الاختبار والنظم المتبعة.
إجابات وافية على أي استفسارات أو اسئلة يطرحها الطالب.
فرصة للتظلم في حالة وجود أي خطأ في النتائج أو المعاملة، وهنا نسوق بعض الأمثلة منها حرص بعض المراقبين على تجميع اوراق الاجابة مع آخر دقيقة فى الاختبار ، بينما يقوم البعض الآخر باعطاء فرصة للطلاب بتسجيل اجاباتهم والسماح بوقت اضافى تعويضا عن الوقت الذى ضاع فى بداية اللجنة نتيجة عرض التعليمات واجراءات التأمين وغيرها ، وهنا يجب أن يكون هناك مجال للتظلم ، ومن المؤسف أن يقوم مراقب بجمع اوراق الاجابة من الطلاب والجميع مازال يكتب ، وعندما يغادر الطلاب اللجنة يجدوا باقى الطلاب فى اللجان الأخرى مازالوا داخل مقاعدهم يكتبوا وقد سمح لهم بوقت اضافى
هنا يأتى السؤال كيف يتظلم هؤلاء الطلاب ؟ وما السبيل لعلاج تلك المشكلات خاصة فى ظل غياب المشرف أو مسئول الدور او المراقب العام ورئيس اللجان ؟
واود أن اذكر الطلاب ببعض النصائح ومنها :
قبل دخولك لجنة الاختبار، يجب عليك التأكد من معرفة حقوقك وواجباتك.
يجب عليك الحفاظ على الهدوء والتركيز أثناء الاختبار، وعدم الانشغال بأي ملاحظات غير ضرورية.
في حالة وجود أي مشكلة أو استفسار، يجب عليك التوجه إلى المراقبين وطرحها بشكل واضح ومفهوم، وفى حال حدوث مشكلة او تجاوز من الملاحظ عليك أن تصر على حضور رئيس اللجان لعرض المشكلة ولا تغادر اللجنة او مكان الاختبار الا بعد ان تعرض مشكلتك ، وعليك ان تتحلى بالاحترام والتقدير للملاحظ .
يجب عليك الالتزام بالتعليمات والقواعد التي تم تحديدها في لجنة الاختبار.
يجب عليك الحفاظ على النظام والترتيب داخل اللجنة، وعدم التسبب في أي إزعاج للآخرين.
في حالة وجود أي ملاحظات أو شكاوى من قبل الطلاب نتيجة تجاوزات من قبل بعض الملاحظين اثناء الاختبار ، عليك أن تتقدم بشكوى فردية أو جماعية وتثبت من خلال الشهود على الواقعة ويسجل ذلك ضمن محضر رسمى توقع عليه وكذلك الشهود ، حتى يتم اتخاذ اللازم .
ودائماً ستبقى مشكلات لجان الاختبارات قائمة ، فى ظل غياب التربية وفى ظل غياب دور المدرسة ودور المعلم ودور الادارة ، لا يمكن أن نراهن على أن الحكم على الطالب فى المرحلة الثانوية يثمثل فى كونه قد اتقن التحصيل ، او اصبح قادراً على أن يتعامل مع اختبارات شعارها قياس مهارات التفكير بينما مضمونها قد يتمثل فى الخداع البصرى وتشتيت ذهن الطالب ، وبالتالى تصبح تلك الاختبارات بلا فائدة تذكر
نحن فى حاجة الى أن يتم التقويم بشكل فردى لكى تتعرف على الخصائص النفسية والعقلية لكل طالب ، نحتاج الى تقويم يقيس مهارات الطلاب فى هذا السن الحرج وتلك المرحلة التى تعبر عن طاقة هائلة يمتلكها الطالب
نحتاج الى توظيف التكنولوجيا وتواجدها بشكل فعال ان كانت لدينا الامكانيات والقدرة على تفعيلها ، نحتاج الى مناهج ترتبط بالواقع وتمس حياة طلاب التعليم العام ، نحتاج الى ان يعرف الطالب حقوقه وواجباته شكلا وموضوعا وممارسة ، وليس مجرد كلام ، نحتاج الى أن يعيش كل طالب مع مشروعه الخاص الذى يحبه ويقوم على انتاجة ويكلف بتنفيذه على المستوى الفردى أو الجماعى ، نحتاج الى مدرسة ومعلم وادارة وبيئة تعلم حقيقية
لا نحتاج الى مراكز للدروس الخصوصية ، ولا نحتاج الى تحويل المدارس الى سناتر كما يطلب البعض ذلك كمحاولة لمواجهة مراكز الدروس الخصوصية ، وليس هذا هو الحل ، الحل أن تتصالح وزارة التربية والتعليم مع اولياء الأمور ، وأن تعود الصلة والثقة بين اطراف منظومة التعليم ليعرف الجميع حقوقة وواجباته
ولكى نعيد النظر فى منظومة التقويم لتلك المرحلة التى اضحت حقل تجارب على الأبناء منذ سنوات ومازالت ، بين اختبارات موضوعية مهددة بمنظومة الغش الفردى الجماعى وغياب العدل والعدالة ،وبين اسئلة تدعى انها تقيس مهارات التفكير بينما فى الحقيقة لا تعدوا كونها الغاز لقياس الخداع البصرى من ناحية والابتعاد عن منظومة العلم الحقيقى فى ظل عالم يفرض عليه الذكاء الاصطناعى هيمنته من خلال تطبيقاته التى تملى على الجميع أن يستجيب لها ويتعامل معها فى اطار مناهج تصمم من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعى
واختبارات تصمم من خلال الذكاء الاصطناعى ، ومعلم يدرب على توظيف تلك التقنيات ، وطالب يعد لكى يتعامل مع عالم افتراضى يفرض نفسه وبقوة ، وسوق عمل يفرض نفسه وفق ادوات جديدة تستند الى تطبيقات الذكاء الاصطناعى ولن يتسامح مع من اراد السكون او الاستمرار فى تكرار نفس النموذج الذى يهدر طاقة الأبناء الحقيقية من خلال اختبارات لا معنى ولا شكل ولا مضمون لها ،ومع غياب شبه كامل لدى الأبناء فى تلك المرحلة لحقوقهم وواجباتهم ، بل غياب لمعنى الحياة لدى المجموع العام طالما لا يوجد من يحفزهم لآستغلال طاقاتهم وتوظيفها بشكل عملى لخدمة مجتمعهم وانفسهم .
انها دعوة صادقة اتوجه بها الى اخى ورفيق الدرب فى مركز الامتحانات والتقويم التربوى الأستاذ الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم ، وهو المعلم المتميز الذى يشهد له طلابه الذين تعلموا على يديه مادة الكيمياء
وكل من تدرب على يديه مدربا متميزا فى قسم التدريب بمركز الامتحانات والتقويم التربوى ، وهو يسعى الى علاج مشكلات متراكمة عبر سنوات ، عليك سعادة الوزير ان تعيد النظر فى تلك المنظومة التى ارهقت الجميع ، ارهقت الدولة واولياء الأمور والمعلمين ، او بالأحرى ما تبقى من المعلمين فى ظل انحسار اعداد المعلمين بشكل كبير ، اصبحنا امام امر واقع يحتاج الى تضافر جهود الجميع
ويجب أن يكون أولياء الأمور شركاء فى القرار ، وعلينا ان نسارع الى عقد مؤتمر قومى ينظر الى تلك المشكلات ويضع لها حلول اجرائية ونستمع فيه الى أراء الأبناء واراء اهل الحكمة من الخبراء
قبل أن ندخل الى عام جديد ونرى مدارس ثانوية بلا معلمين ، وهى اصلا غير موجودة لطلاب الصف الثالث الثانوى الذين خاصموا المدرسة منذ سنوات وعجزت الوزارة عن دعوتهم للجلوس فى مقاعد الدراسة ، الا انهم مازالوا يرفضوا الدعوة ومعهم اولياء الأمور ويفضلوا مقاعد السناتر ، لأن هذا هو المتاح فى ظل العجز الرهيب
فى اعداد المعلمين فى المرحلة الثانوية بشكل خاص ،والى أن نرى اجراءات على ارض الواقع تعالج تلك المشكلة ، لا نملك الا الدعاء بالتوفيق والسداد للجميع .