دكتور صلاح عبد السميع
يعرف الاقتصاد الأخضر بأنه عبارة عن ممارسات الإنسان وأنشطته، خدمة البيئة، الحفاظ على مواردها الطبيعية، توفير الاستدامة الإنتاحية، وفرص عمل بدون الإضرار بالبيئة ومواردها الطبيعية.
هذا ويعد الاقتصاد الأخضر نموذجا اقتصاديا يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، وتعتمد فكرة الاقتصاد الأخضر على تحويل النمو الاقتصادي إلى نمو مستدام ومنخفض الكربون، وتعزيز استخدام الموارد الطبيعية بطريقة فعالة وحمايتها من التلوث والتدهور، وتعزيز الابتكار والبحث والتطوير لتطوير تقنيات وحلول جديدة تساهم في تحقيق الاقتصاد الأخضر.
وهناك عدة سبل لتفعيل الاقتصاد الأخضر، منها
. تشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة، والتي تعتبر بديلًا مستدامًا للاعتماد على الوقود الأحفوري.
. تنظيم النشاطات الصناعية والاقتصادية بطريقة تحافظ على البيئة وتقلل من الانبعاثات الضارة.
. تشجيع التجارة العادلة والمستدامة، والتي تحترم البيئة وتعمل على تعزيز العدالة الاجتماعية.
. تعزيز الزراعة المستدامة والتي تعتمد على الممارسات الزراعية المستدامة والتي لا تضر بالبيئة.
. تشجيع النمط الحياة المستدام والمسؤول، من خلال تحفيز المواطنين على تبني السلوكيات الخضراء، وتدريبهم على استخدام الموارد بطريقة فعالة والتخلي عن الاستهلاك الزائد.
ويلعب المجتمع دورًا مهمًا في تفعيل الاقتصاد الأخضر، حيث يمكنه أن يساهم في تحقيق هذا الهدف من خلال:
. دعم الحملات البيئية والاجتماعية التي تساعد على تحفيز الوعي والتحول إلى نمط حياة مستدام.
. تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في تحقيق الاقتصاد الأخضر وتوفر فرص عمل جديدة.
. المشاركة في النقاشات العامة حول السياسات البيئية والاقتصادية التي تعزز الاقتصاد الأخضر.
أما واجب التربية والتعليم فيما يتعلق بالاقتصاد الأخضر، فيتمثل في:
. تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وتوفير الموارد الطبيعية.
. تعليم الطلاب عن الاقتصاد الأخضر وأهميته وكيفية تفعيله، وتعريفهم بالتحديات التي تواجه المجتمع والبيئة في الوقت الحالي، وكيف يمكن للتكنولوجيا والابتكار أن تساعد في حل هذه التحديات.
. تعزيز القيم البيئية والاجتماعية مثل المسؤولية والاستدامة والعدالة، وتحفيز الطلاب على تبني هذه القيم في حياتهم اليومية.
. توفير الفرص التعليمية والتدريبية التي تساعد الطلاب على اكتشاف مجالات العمل الخضراء والمساهمة في تحقيق الاقتصاد الأخضر.
. تشجيع البحث العلمي والتطوير التقني في مجال الاقتصاد الأخضر وتقديم الدعم اللازم للفرق البحثية والمؤسسات العلمية والتقنية التي تعمل في هذا المجال.
ولعل تفعيل الاقتصاد الأخضر من خلال تبني السلوكيات الخضراء والمسؤولة في الحياة اليومية، والعمل على تشجيع المشاريع الخضراء والمستدامة، والمشاركة في النقاشات العامة حول السياسات الاقتصادية والبيئية التي تعزز الاقتصاد الأخضر.
هذا و يمكن للأفراد المساهمة في تحقيق الاقتصاد الأخضر من خلال اتخاذ بعض الخطوات البسيطة والفعالة التي تساهم في الحد من التلوث وتوفير الموارد الطبيعية وتحقيق الاستدامة، ومن هذه الخطوات:
التقليل من استهلاك الطاقة:
يمكن للأفراد تقليل استهلاك الطاقة عن طريق إيقاف الأجهزة الكهربائية عند عدم استخدامها، واستخدام اللمبات الخضراء، وتشغيل المكيفات عند درجات الحرارة المناسبة.
التقليل من استخدام المياه:
يمكن للأفراد تقليل استخدام المياه عن طريق إيقاف الصنابير عند عدم الحاجة لها، واستخدام الأواني الصحية لغسل الأواني، وتحديد الوقت المناسب للاستحمام.
التخلص من النفايات بشكل صحيح:
يجب على الأفراد التخلص من النفايات في حاويات النفايات المخصصة لها، والتحقق من فصل النفايات القابلة للتدوير عن النفايات الأخرى.
التحول إلى النقل الخضر:
يمكن للأفراد التحول إلى استخدام وسائل النقل الخضر مثل الدراجات الهوائية أو السيارات الكهربائية، والتخلي عن السيارات التي تستهلك الوقود الأحفوري.
التحول إلى النمط الحياة الخضراء:
يمكن للأفراد تبني السلوكيات الخضراء في حياتهم اليومية، مثل التسوق من المتاجر العضوية وتقليل استخدام المنتجات البلاستيكية والتحول إلى المنتجات القابلة للتحلل الحيوي.
الاهتمام بالأغذية الخضراء:
يمكن للأفراد الاهتمام بتناول الأغذية الخضراء، وتقليل استهلاك اللحوم والدجاج والأسماك، وتحديد الوقت المناسب لتناول الأغذية وتناول الأغذية المطبوخة في المنزل.
المشاركة في المبادرات الخضراء:
يمكن للأفراد المشاركة في المبادرات البيئية والخضراء، والتي تهدف إلى تحقيق الاقتصاد الأخضر، مثل الحملات البيئية والمشاريع التطوعية.
بشكل عام، يمكن للأفراد المساهمة في تحقيق الاقتصاد الأخضر من خلال تبني السلوكيات الخضراء والمسؤولة في الحياة اليومية، والعمل على تشجيع المشاركة في المبادرات البيئية والتطوعية، وتحفيز الحكومات والشركات والمؤسسات على تبني السياسات والإجراءات الخضراء والاستدامة في أنشطتها.
كما يمكن للأفراد التعلم والتوعية بأهمية الاقتصاد الأخضر والبيئة والاستدامة من خلال القراءة والبحث والمشاركة في النقاشات المتعلقة بالموضوع.
وأخيرا لعلى أرى أن هذا الموضوع كان ضمن ثمار مؤتمر شرم الشيخ الذى استضافته مصر وشارك فيه زعماء العالم والذى تناول قضايا التغير المناخى والاحتباس الحراري واوصى بالعديد من التوصيات منها ” الحاجة الملحة لخفض فوري وعميق وسريع ومستدام للانبعاثات العالمية من غازات الدفيئة” المسؤولة عن الاحترار المناخي.
اتمنى ان يطلع طلاب وطالبات الثانوية العامة على أهداف وتوصيات المؤتمر، وان يهتموا بفهم ما تم طرحه من قضايا لعلها تكون ضمن محاور أسئلة الاختبارات فى اللغة العربية واللغة الانجليزية باعتبارها قضايا عالمية مهمة يمكن من خلالها ان نتعرف على مدى وعى الطلاب وقدرتهم على فهمها.
والله اسأل أن يوفق الجميع ويفتح لهم أبواب الخير والفهم.
ودائما من استصعب عليه أمر يقول الدعاء ” اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا”