تعليقات للأب هنري بولاد اليسوعي
تنشر الأهرام الكندي عدد من التعليقات للأب هنري بولاد اليسوعي حول الإنسان والإلحاد
تعليق الأب هنري بولاد اليسوعي حول الإلحاد
حيث قال الأب هنري بولاد اليسوعي“الإلحاد نعمة من عند ربنا”- الإلحاد بركة لأنه يقضى على صنم الدين، والإيمان بالله بالطريقة التى تجعلنا نعبده دونما نعرفه أو نسمعه أو نفهمه ! فالملحد قد يكون أقرب لله من المؤمن، وأنا شخصيا فى هذا الإطار أقرب للملحد من المؤمن! فالإيمان يحتاج العقل ليبرره ويجد له التفسيرات المناسبة أمام الوجدان، باعتباره أعمق ما فى الإنسان.
والعقل فى حاجة للإيمان لكى يخرج من محدودية المعرفة العقلية! فحينما يقول «البابا» رأيا وأصبح كمؤمن مطالبا باتباع تعاليمه وطقوسه، دون أن يقتنع بها وجداني، حتما سينتهى بى الأمر لضياع إيماني!
وهذا هو سبب انتشار الإلحاد فى عصرنا، الذى أومن أنه مرحلة ستؤدى لتطوير الفكر الإسلامى والمسيحي، لأنه يشبه المُطهِر الذى يحرق الإنسان حتى يشفي، فأنا أُرحب بالإلحاد لأنه سيعرفنا رأسنا من رجلينا
وسيجعلنا نكتشف أن كلا منا يعرف الله بطريقة مختلفة، وأن الإيمان هو رحلة لاكتشاف ومعرفة المطلق الذى هو الله!
تعليق الأب هنري بولاد اليسوعي حول الإنسان
الإنسان هو الحل فى فكر الأب الفاضل هنرى بولاد اليسوعي
العالم فى يد الإنسان وليس في يد الله فقط.
لا للإتكالية والقضاء والقدر ولا للحتمية، فالإنسان يستطيع أن يخلق عالم كله حب أو كله كراهية، عالم فيه تضامن أو أنانية.
أمام المرض لا تقل: هذه إرادة الله، بل كافح المرض.
أمام الفقر لا تقل: إنها مشيئة الله، بل كافح الفقر.
كذلك أمام الأمية لا تقل: هذا قدرنا، بل كافح الأمية.
نكافح جميع أنواع العذاب والآلام والشر، سواء كانت بدنية أو معنوية أو اجتماعية.
وأين دور الله مادام الإنسان هو وحده يملك زمام التغيير وبالتالي يملك مصيره بيديه؟
هل يقف الله موقف المتفرج؟
يمكن القول أن الله يتصرف، لا من فوق، بل من داخل الإنسان.
ليس الله إذاً بمتفرج ولا بغائب، بل هو حاضر، ولكن من خلال عمل الإنسان، من يده وعقله وقلبه.
يحب من خلال قلبي و يعمل من خلال يدي ويفكر من خلال عقلي.
الله يعمل ويغير العالم من خلالي.
إذاً أنا مع الله وليس الله بمفرده ولا الإنسان بمفرده.
إذا تصورنا أن الله وحده هو الذي يغير العالم، نقع في الاتكالية وهو مفهوم غير مسيحي للتاريخ، وإذا قلنا الإنسان بمفرده، نقع في الغرور وهو المفهوم الماركسي للتاريخ.
أما المسيحي فيقول: الله والإنسان يتضافران معاً.
الله فى الإنسان والإنسان فى الله، وكلاهما يصنعان التاريخ والعالم الجديد.