الأربعاء , نوفمبر 20 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

هل من يوسف جديد يقف في الثغرة

ماجد سوس

أيام صعبة تمر بها البشرية في هذا الزمان القاسي.

غالبية البلدان تعاني من كساد اقتصادي وتعثر معيشي وتضخم أطاح بالعملات المحلية حيث فقدت معه الحكومات السيطرة على الأسواق وارتفعت الأسعار ارتفاعا جنونيا فاق كل التوقعات فبات صراخا، عويلا وآنيناً في كل مكان.

أيامُ ضيقٍ ما بعده ضيق.

قد ينشغل البعض بأسباب هذا الغلاء، منهم من يرى أن أنه الوباء القاتل الذي أصاب العالم في عام 2020 ومنهم من يرى الحرب الروسية الأوكرانية ومنهم يرى الأمر يعود لكليهما وهناك من يضيف إليهما قرارات خاطئة أصدرتها الحكومات، فكبدتها خسائر أحدثت خللا في ميزانها التجاري وأفقدتها احتياطيها من العملات الأجنبية.

وأيا ما كان الأمر، علينا أن نتحرك على مستويين، مستوى الحكومات، باتخاذ بعض القرارات السريعة كإيقاف الاقتراض إلا للضرورة القصوى، مع محاولة السيطرة على الأسعار ولو عن طريق تحديد سقف لأسعار السلع الإستراتيجية كالقمح والخبز والأرز والسكر وبعض الخضروات.

أما القرارات الهامة والتي قد يزيد معها الدخل بصورة سريعة وثابتة فهي المتعلقة بالإقامة والتجنس بالجنسية المصرية حيث نقترح أن تكون هناك رسوم سنوية ولو رمزية يتم تحصيلها بالدولار من غير المصريين فعددهم كما نعلم يفوق التسعة ملايين مقيم.

وفي شأن الاستثمار نقدم اقتراحا بتشجيع المشاريع المتعلقة بالمنتجات التصديرية فيتم إعفاء ضريبي لمدة معينة أو تسهيلات ما طالما سيقوم بإدخال عملة صعبة للبلد.

أما على مستوى الأفراد فأنا أدعو المجتمع أن يتجه نحو إرساء فكرة إنشاء شركات متعددة للأشياء المستعملة والبدء في تشجيع أفراد المجتمع على الاتجاه نحو ثقافة “المستعمل” وإن هذا الأمر لا يشين أي شخص أو يظهره بمظهر غير القادر فالأمر موجود في كل بلدان العالم الغنية، بل أن الشخص القادر يذهب إلى محلات المستعمل لربما يجد أشياءً نادرة يحتاج إليها.

فالكثير من الأغنياء عملوا ثرواتهم عن طريق حرصهم الشديد أن يشتروا الأشياء المستعملة ليدخروا المزيد من المال لعمل مشاريع صغيرة، كما أنك لا تجد من هؤلاء من يصرف المال خارج المنزل على قهوة أو مأكولات غالية الثمن أو شراء ملابس غالية الثمن لمجرد أنها ماركة عالمية.

على مستوى دور العبادة أقترح أن تشكل خدمة نطلق عليها خدمة المعارض ولا نطلق عليها أي اسم يشعر معه أي إنسان بأي حرج فهو ليس مشروعاً للمحتاجين وإنما عمل مشترك لمواجهة غلاء المعيشة.

يشكل لهذا العمل لجنة ومكان للتخزين مجهز لاستقبال المشتريات أو التبرعات العينية ثم يقام معرضين في كل شهر، مرة للطعام ومرة للملابس والأشياء يتم وضعها بصورة لائقة لتجذب الكل من محدودي الدخل حتى متوسطي الدخل أو حتى القادرين المتعثرين، فيتم وضع أسعار رمزية وكأنه سوبر ماركت وإذا احتاج الأمر أن يكون مرتين في الشهر ليكن.

الأمر يحتاج منا التكاتف والتكافل فمن يجد نفسه وهو يشتري كيلو لحمة أنه قادرا على شراء نصف كيلو أزيد ليفعل ومن اشترى علبة تونة أو علبه شاي ويستطيع أن يشتري علبة أخرى ليفعل.

من وجد لديه ملابس جيدة يستطيع الاستغناء عنها ليفعل وتوضع الملابس أيضاً بأسعار رمزية وتقدم بطريقة لائقة، ولا توضع كلمة ملابس مستعملة، بل تخفيضات أو أسعار رمزية وشجعوا أولادكم أن يتبرعوا وأن يشتروا من تلك المعارض.

تذكروا أن يوسف الصديق لم يكتف بالصلاة، بل استخدم معها حكمته وفطنته الاقتصادية والتي أنقذت مصر من المجاعة وجعلت منه أنجح وزير تموين أدار البلاد.

ونحن اليوم تعمل أيضاً معنا تلك البركة التي أطعمت أكثر من خمسة عشر ألف نسمة من خمس خبزات وسمكتين. عزيزي، الله اليوم يبحث عن يوسف آخر يدبر ويعمل من أجل شعبه، فهل يوجد.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.