أشرف حلمي
يأتي عيد صعود جسد القديسة العذراء مريم ، بالتزامن مع إنتهاء النهضات الروحية والقداسات الإلهية بجميع كنائسنا القبطية المنتشرة حول دول العالم طوال أيام صومها المقدس، يستمتع بها شعب الكنيسة سواء بالحضور
أو مشاهدتها علي القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي وعلي قنوات اليوتيوب الخاصة ببعض الكنائس ، يتشبع فيها بالغذاء الروحي من خلال العظات ، الالحان والترانيم الخاصة بالقديسة العذراء مريم والدة الإله ، صاحبة عشرات الألقاب بالإنجيل المقدس بعهديه القديم والجديد
ومن هذه الألقاب عنوان مقالي ” الممتلئه مجداً ” والتي بمجدها ملأت الأرض بكنائسها التي تحمل إسمها علي مستوى جميع الطوائف المسيحية حول العالم وباركت مئات الملايين بمعجزائها وظهوراتها . القديسة العذراء مريم لها مكانة كبيرة في قلوب جميع شعوب وكنائس العالم وتقوم بتطويبها “هوذا منذ الأن جميع الأجيال تطوبني” (لو1 :48)
وفي كل قداس نتشفع بها بلحن بشفاعات والدة الإله القديسة مريم ” هيتين ني ابريسفيا ” خلاف الترانيم ، المدائح والتماجيد التي نتمتع بها في جميع المناسبات الخاصة بها .
من المعروف أن أقدم كنيسة بنيت علي اسم القديسة العذراء في العصر الرسولي هي كنيسة فيلبي وأقدم كنيسة بنيت باسمها في مصر كانت في عهد البابا ثاؤنا البطريرك 16 عام 274 ميلادية ، وهناك الكثير من أقدم الكاتدرائيات والكنائس تحمل أسمها وألقابها في العصر الحديث والبعض منها يحمل معها أسم أحد القديسين
وهناك المئات من الكنائس ومنها علي سبيل المثال كاتدرائية القديسة العذراء مريم والشهيد العظيم مار مينا بمدينة سيدني عاصمة ولاية نيو ساوث ويلز ، والتي تعد أول كنيسة قبطية تمتلكها البطريركية خارج أرض مصر في عهد قداسة البابا كيرلس السادس
وأقدم كنيسة قبطية بأستراليا تم شراءها عام ١٩٦٩ ، فهي الشجرة التي زرعها قداسة البابا كيرلس ورعاها قداسة البابا شنودة الثالث ، وببركة صلواتها وشفاعتها أمتدت جذورها الي الولايات الأسترالية ، وأمتد رحيقها نحو دول الجوار جنوباً بنيوزيلندا وجنوب شرق أسيا شمالاً ، وكانت أهم ثمارها إيبارشيتان هما سيدني وملبورن وتوابعهما تضم عشرات الكنائس ، إضافة الي الأديرة ، المدارس القبطية والكليات الإكليريكية التي تباركت بزيارة العديد من آبائنا أعضاء المجمع المقدس ، المطارنة والأساقفة
وفي مقدمتهم آبائنا البطاركة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث وقداسة البابا تواضروس الثاني ، كما خرجت كاتدرائية القديسة العذراء بسيدني ، عدد كبير من الخدام ، الشمامسة ، الكهنة ، الرهبان والأساقفة ومنهم الاحبار الأجلاء ، الأنبا سوريال والأنبا أنجيلوس والأنبا دانيال
وفي عيدها المبارك هذا العام نطلب منها ببركة صلواتها وشفاعتها أن يعطي سلامنا ومحبة لبلادنا الغالية مصر وأن يحفظها من كل شر ، وأن يسود السلام العالم أجمع ، وتتوقف الحروب فى الدول التي تشهد حروب خاصة أوكرانيا والسودان .