بقلم جورجيت شرقاوي
نستقبل مجيء السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى مصر في ذكرى محببة من اسمي الأحداث التاريخية التي جرت على أرض مصر المباركة وصارت ملاذا آمنا، والتي انعكس علي مدى تأثرها، فعندما كان يدخل السيد المسيح إلى أي مدينة كانت الأوثان تسقط في المعابد وتنكسر من تلقاء نفسها ويتساءل الناس فيما بينهم عن هذا الحدث غير المألوف، وكان للسيد المسيح طريقه الخاص المليء بالمخاطر والآلام، فلم يجتاز أي طريق من ثلاث طرق التي كان يمكن أن يسلكها المسافر من فلسطين إلى مصر في ذلك الزمان ، ولكن سلكت العائلة المقدسة طريق الهروب الطويل من شر الملك هيرودس، والمأخوذ عن رؤيا البابا ثيئوفيلوس التي سجلها فى ميمره المعروف
وبارك نيلها وزرعها وأراضيها، وتفجر نبع ماء حلو كالعسل، فهرب إليها لتصبح نفسها ملجأ امن الغزاة علي مر العصور.
لقد كان السيد المسيح بالفعل أول لاجئ يرسخ فكرة الهروب الروحي وكما وصفه البابا تواضروس الثاني ، فكان لجوء للسلام النفسي من نوع خاص مختلط بين اللجوء الديني والسياسي، فالتواري عن الشر اختيارا محمودا في الكتاب المقدس يختاره الإنسان في توقيت محدد
فنشر السلام والتصالح بين الناس، كما قدم الطفل الصغير وسيلة إيضاح وطريق للعيش الاختياري بعيدا عن الضعف.
لم يكن اختيار مصر عشوائيا طبقا للجغرافيا، ولكن كان اختيار الهيا ، فتميزت مصر بخصوبة أرضها وكان شعبها في ترف لكنه أراد أن يقيم في وسط هذه الأرض التي أشبعت العالم فيما بعد، مذبحا للرب ويمنح حق الأمم في عبادة الله والتساوي مع شعب اليهود الذي اختاره في العهد القديم، حتى خط سير الرحلة التي مر بخمس مناطق رئيسية أهمها سيناء حتى أقصى صعيد مصر
كان ليرسخ حقائق كتابية وأثريه، ويهدي مصر كنز محطات بعلامات خالصة دشنها بنفسه بمثابة قدس جديد بذكريات مباركة يأتي إليها العالم ليزور كنائسها وأديرتها المحصنة الكثيرة التى لم يستطع أي غازي هدمها.
ومرة أخرى يتعرض السيد المسيح في طفولته إلى نوع من الاضطهاد والهروب الاستثنائي حيث أنتشر خبر سقوط الأصنام بمجرد دخوله بين أهل المدينة وراح الكل يتساءل من أين هذا الطفل، فأراد الحاكم القبض على الأسرة المقدسة، وهرب في ظلام الليل واستأنفوا رحلتهم بعد أن قدم معجزة صغيرة لشفاء بيت كلوم
ولكن هذه المرة ترك بصمة حياه ولكنه لم يترك مصر هذه المرة، ولكن انتظر حتى ينشر عجائبه ويغير الواقع شيئا فشيئا ودون مواجهة مباشرة أو اصطدام بالحاكم آنذاك ليترك لنا درسا آخرا من الدروس الاجتماعية