رامي كامل
رفض صديقى المثقف اى ربط بين الرهبنة القبطية و مصر القديمة واخذت اؤكد له أن الأمر هو امتداد الفكرة
وتمدد الفكر فكيمت كانت ممهدة تماما لاستقبال المسيحية و فهمها حتى بصورة افضل من مناطق ذهب اليها عدد كبير من المبشرين بالمسيحية.
قلت له يا صديقى أن اغلب العقيدة المسيحية فى فلسفتها العميقة تمت ممارستها فى العقيدة المصرية القديمة حتى ان موسى وهو خارج من مصر اخذ مع الشعب طقوس مصرية لا شك فيها والشعب العبرانى نفسه كان مرتبط بمصر و الحياة فيها.
ربط صديقى بين الرهبنة وطقوس الشرق الاقصى و كأننا نحتاج لمبرر بعيد الاف الأميال عن حضارتنا الفعلية المعاشة فى حينها صاحبة التأثير الزمانى و المكانى.
أن الرهبنة فى مصر القديمة كانت مختلفة بعض الشئ عن رهبنة الأنبا انطونيوس و الأنبا باخوميوس حيث طور أنطونيوس الكبير الرهبنة “التى كانت موجودة ومارسها المسيحيين بالفعل” الى رهبنة منظمة جماعية “كان الرهبان فرادى وجماعات غير منظمة و طور باخوميوس الكبير الرهبنة النظامية إلى رهبنة لها تراتبية وهيكلية
لكن الشكل الفردى انحصر فى مفاهيم “التوحد”.
كانت الرهبنة فى مصر القديمة مرتبطة بمفهوم التكريس لحفظ “السر” فما بعد انضمام الشخص للجماعة “السرانية” يصبح مكرس تماما لخدمة السر وهى الطريقة التى نقلها عنهم اليونانيين “الفيثاغورثيون نموذجا” بينما نقلت المسيحية التكريس الرهباني لفكرة خلاص النفس ثم خدمة الأسرار المقدسة بعد أن تحولت الرهبنة من الصيغة العلمانية للصيغة الكهنوتية.
كان الرهبان المصريين مرتبطين بالمعابد فنجد ذكر لكهنة ورهبان آمون فى سيوة أو اون فى عين شمس
وهكذا حافظت كل جماعة رهبانية على أسرارها حتى جاء بطليموس ليحاول اجبار المصريين على ترجمة علومهم “السرية” و أعطائها للبطالمة فيخدعه مانيتون “الراهب ايضا” و يسلمه بعض الكتب وتختفى باقى العلوم
ولا يتبقى الان سوى جبتانا و جبتاكا مانيتون .
تدور الرهبنة المصرية القديمة حول خدمة السر “العلوم السرية” وتدور الرهبنة القبطية حول سر التجسد “الخلاص” الرهبنة القبطية هى امتداد وتمدد للفكر و حكمة المصريين القدماء فكما تأدب موسى بكل حكمة اجدادنا “بحسب شهادة التوراة” فان العالم كله نقل عنا أحد أهم أعمدة المسيحية وهو عمود من المعبد المصرى القديم الذى عرف الاله وارتبط به وانتظر خلاصة.