فى ظل واقع مجتمعى يبحث عن مكان لبناء الإنسان المتمكن معرفيا، والقادر مهاريا، والمؤهل وجدانيا لكى يتفاعل مع متطلبات الحياة متمثلا لقيم يترجمها من خلال سلوكيات تعكس إطارا اخلاقيا يعيد إلى الإنسان فطرته السوية، ويساعده على توظيف ما أعطاه الله من قدرات عقلية، لكى يفكر ويتأمل فى هذا الكون مدركا دوره الحقيقى المتمثل فى اعمار الكون، من خلال وعيه وادراكه بأن هناك قراءة للوحى وقراءة للكون.
ويتطلب ذلك وعيا بحقيقة وجود الإنسان فى تلك الحياة، وان عبادة الله تعالى هى الغاية ومعها تأتى آليات منها السعى المبنى على أعمال العقل والأخذ بالاسباب وبذل الجهد والاخلاص فى العمل والنية الصادقة.
وفى ظل البحث عن تعليم حقيقى يساهم فى الوصول إلى بناء هذا الإنسان يجب أن تتوافر مجموعة من الآليات التى يساهم من خلالها الجميع لكى يتحقق الهدف من التعليم.
*تفعيل القيمة الحقيقية للتعليم يتطلب جهودًا مشتركة من المؤسسات التربوية والأسرة والمدرسة والمعلمين والمتعلمين والمجتمع بشكل عام. ومن أهم الآليات التي يمكن استخدامها لتحقيق ذلك ما يلى :
1. توفير بيئة تعليمية مناسبة :
يجب أن تكون البيئة التعليمية ملائمة لتنمية المهارات والقدرات الحياتية والاجتماعية للمتعلمين. يمكن أن يشمل ذلك توفير تقنيات حديثة وموارد تعليمية متنوعة وملائمة لمتطلبات التعلم الفردي.
2. دور المعلم:
يجب على المعلم أن يكون مثالًا حيًا للقيم والمبادئ الإنسانية، وأن يسعى إلى تعزيزها في سلوكيات المتعلمين. يجب على المعلم أن يتحلى بالصدق والأمانة والتعاطف والاحترام، وأن يوجه المتعلمين لتحقيق أهدافهم الشخصية والتعليمية، وعلى المعلم ان يدرك بأن دوره ليس فى تأكيد التحصيل الدراسي للأبناء، وإنما دوره كمربى وقدوة يؤصل القيم فى نفوس ووجدان الأبناء من خلال سلوكه وتصرفاته، ودوره فى ممارسة المنهج الخفى عندما يرغب فى غرس قيمه من القيم التى يجب أن تؤصل لدى الأبناء.
3. دور المتعلم:
يجب أن يكون المتعلم مستعدًا لاستيعاب القيم والمفاهيم الجديدة، وأن يسعى إلى تطبيقها في حياته اليومية. يجب أن يكون المتعلم نشيطًا في عملية التعلم وأن يتحمل المسؤولية عن تحقيق أهدافه التعليمية.
4. دور الأسرة:
يجب على الأسرة أن تلعب دورًا فعالًا في تعزيز القيم والمبادئ الإنسانية في المنزل، وأن تدعم المتعلمين في تحقيق أهدافهم التعليمية وتشجيعهم على الاستمرار في عملية التعلم،و يتمثل الدور الرئيس للاسرة فى تربية الجانب الوجدانى للأبناء، حيث يتشكل وجدان الأبناء فى السنوات الخمس الأولى، ومن هنا فإن تأسيس وجدان الأبناء ينطلق من الوالدين، واى خلل فى الجانب الوجدانى قد يكون سببه المباشر سلوكيات الوالدين او أحدهما.
5. دور المدرسة:
يجب أن تسعى المدرسة إلى توفير بيئة تعليمية مناسبة ومحفزة للتعلم، وأن تعمل على تنمية المهارات والقدرات الحياتية والاجتماعية للمتعلمين. يجب أن تكون المدرسة على اتصال مستمر مع الأسرة والمجتمع لتحقيق التواصل والتعاون.
6. دور المجتمع:
يجب أن يعزز المجتمع القيم الإنسانية والمجتمعية ويدعم المؤسسات التعليمية في تحقيق هذه القيم. يمكن ذلك من خلال تقديم الدعم المادي والتقني للمؤسسات التعليمية وتشجيع المتعلمين على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والعمل التطوعي.
7. التركيز على العمل الجماعي:
يجب التركيز على تنمية العمل الجماعي بين المعلمين والمتعلمين والأسرة والمجتمع، وذلك لتحقيق الأهداف التعليمية وتعزيز القيم الإنسانية والمجتمعية.
8. التقييم الشامل:
يجب أن يكون التقييم شاملاً لجميع جوانب العملية التعليمية، وذلك للتأكد من تحقيق الأهداف التعليمية وتعزيز القيم الإنسانية والمجتمعية. يجب أن يشمل التقييم الشامل على النتائج الأكاديمية والاتجاهات والسلوكيات المتعلمة والقيم المتبناة.
بشكل عام، يمكن تفعيل القيمة الحقيقية للتعليم من خلال توفير بيئة تعليمية مناسبة وتعزيز العمل الجماعي وتشجيع المتعلمين على المشاركة الفعالة في عملية التعلم.
كما يجب أن يلعب المعلم والأسرة والمدرسة والمجتمع دورًا فعالًا في تعزيز القيم الإنسانية والمجتمعية وتحقيق الأهداف التعليمية.