بقلم /عصام الجوهري
كان شاول المقتنع تماماً بأنه خلق لرسالة وولد كنذير للرب ليتمم ارادته في الحفاظ على ناموس الرب وعادات الاباء وتقاليدهم .
كان للفريسي كي يصبح فريسياً ملتزماً ، ان يحفظ عن ظهر قلب 613 قانوناً يلتزم بها وينفذها في حياته الخاصة والعامة ، ويخضع لها نفسه فلا يخالفها بالإضافة الى تطهيرات كثيرة .
ظل شاول سنوات عندي قدمي غمالائيل يتعلم ويحفظ وينفذ ما ينبغي تنفيذه لكي يصبح فريسياً مكتملاً ، يستطيع ان يقف بثقة امام الله في الهيكل ويشكر الله على كونه فريسياً يلتزم وينفذ وصايا التوراة والانبياء والتلمود ، ويصوم مرتين في الاسبوع ويعشر كل أمواله ويمشي ليراقب الناس في الشوارع والمجامع ليعدل سلوكهم ويرشدهم ويدفعهم الى الالتزام بما ينبغي عليهم فعله لكي يرضوا الله حتى ولو بالقوة .
لم يفكر شاول يوما في الارتباط بزوجة كان كل اهتمامه منصباً علي تلك الدعوة التي يري أنها تستحق التركيز ،ليقيم عوائد الاباء ويحيي تقاليدهم كان شاول شاباً قوي البنيان لا يملك كثيراً جمال الشكل الخارجي ، فانصب اهتمامه على ان يكون مميزاً في سلك رجال الدين من الكتبة والفريسيّن حتى اشتهر أمره بين الناس في اورشليم “شاول الطرسوسي الفريسي العنيف” وصار الناس يخشون قدومه ان كانوا يخطئون
ودرس شاول تاريخ اليهود ومملكة اسرائيل واورشليم كما درس تاريخ الحركات الثورية والخارجة على سلطات الرومان ومملكة هيرودس ، وحفظ شاول تاريخ هؤلاء المنشقين والمتمردين الذين ظنوا في انفسهم انهم شيء ،
وجمعوا حولهم الاتباع والتلاميذ .
فقام ثُودَاسُ قَائِلًا عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ شَيْءٌ، الَّذِي الْتَصَقَ بِهِ عَدَدٌ مِنَ الرِّجَالِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةٍ، الَّذِي قُتِلَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ تَبَدَّدُوا وَصَارُوا لاَ شَيْءَ.”بعدما اظهر تعصباً ليهوديته وتمرد على الدولة وانتهى امره بأن قتل هو وكل اتباعه .
ومن بعده قام يهوذا الجليل في ايام ميلاد المسيح اثناء الاكتتاب الذي امر به اغسطس قيصر وجذب اليه شعباً كبيراً ، ثم انتهى مثل سابقه بان قُتل هو واتباعه ومن بقى منهم تشتت وانتهى امرهم .
انطبع كل هذا في ذهن الشاب الطرسوسي وكره هو هؤلاء المتمردين الذين يضعفون شوكة الأمة ويضعونها تحت نير الرومان اكثر وتحت ذراعهم القوية .
كان تمسك شاول بعقيدته الفريسية ودراسته لتاريخ الانشقاقات هو الأرضية التي وقف عليها الطرسوسي
حين وردت اليه اخبار الجليلي ، كما كان يدعوه هذا النجار الذي بدأ يجمع الآلاف من حوله ويصنع معجزات ويستولي على قلب الشعب وعقله .
فماذا صنع شاول وكيف استقبل اخبار يسوع النجار الجليلي؟ هل سعى شاول للقاء يسوع ؟
وما سر هذا العداء الغير طبيعي لاتباع يسوع من بعد ؟