الأحد , ديسمبر 22 2024
Wageh gerges
د. وجيه جرجس

التنمر في الفن

د. وجيه جرجس

التنمر فمعناه بحسب منظمة اليونيسيف هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل أخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزل طفلٍ ما بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.

من اشكال التنمر ما هو بدني:  زي الضرب، سرقة الأغراض بالقوة، إتلاف الممتلكات. وايضا التنمر اللفظي:  مثل الشتايم، السخرية، إطلاق الألقاب، التهديد.

الى جانب التنمرالاجتماعي: مثل التجاهل عن عمد،و إطلاق الشائعات، وايضا التنمر النفسي: مثل النظرات السيئة، التربص، إشعار الشخص بإن التنمر من صنع خياله المريض وابشعها التنمر إليكتروني السخرية والتهديد عن طريق الرسائل الإلكترونية، واختراق حسابات

نحن بحاجة أيضاً لكوميديا متطورة تناسب جميع أفراد الأسرة بأسلوب تربوي خال من الأخطاء والمشكلات والألفاظ غير المناسبة للأطفال.

فالتنمر المستمر والدائم على الجار والقريب وغيرهم ممن يتعاملون معهم بالطبع يتنافى مع صفة التسامح والأخلاق والقيم الطيبة التي يرغب ونيس دائماً في زرعها في الأطفال والكبار.. ففى مسلسل ( عائله ونيس )

تأليف: مهدي يوسف – محمد صبحي و إخراج : أحمد بدر الدين – محمد صبحي.. كان الاخير دائم السخرية (الإساءة لفظية ) من ابن عمه عبد الله..عبد الله مشرف بسبب غبائه، لتلعثمه في الكلام وبطء تفكيره، لم يحترمه كان يجب عليه أن يخلق حوار درامى  يحفز  على التركيز على المحادثة والحفاظ على التواصل البصرى، والتحلى بالصبر، على الأب/ ونيس أن يستمع  باحترام وبشكل جيد.

ويمنحه الحق في التعبير عن أفكاره.

وما هو ذنب ابرياء من الأطفال والمراهقين  بسبب السخريه والتنمر (المحاكاة والتقليد الأعمى بسلوكيات الأب المتنمر الساخر نلمسها فى شخصية عبلة أيضاً بتلقيبه لها “عبلة الهبلة”.

فى الحقيقة طيبة ساذجة (عبير صلاح الدين)”.

سخر منها من ناحية ( الشكل) لأنها غير جميلة لكونها تتمنى أن  تكون مضيفة طيران  فجعلها فريسة ضعيفة  سهلة للمتنمرين من  أمثال ونيس  نتذكر مشاهد الضرب وشد الشعر في ونيس، فيها تنمر بشكل عمدى،المشكلة الاكبر فى المسلسل عندما يكون التنمر من الأشخاص القربيبن أو أحد أفراد العائلة ..لو اسم طفله  ما عبله او… ستكون من المنطوين والخجولين اجتماعيً، تتكررالأخطاء اللفظية والسلوكية على شكل الآخرين أو صفاتهم

حيث كان يُطلق دائماً على جاره خليل لقب “خله القلة” ولم يكن هذا اللقب يصف الصفات السيئة التي يمتلكها خليل وإنما فقط هو سخرية من قصر قامته.الأطفال كانوا قديما بيغنوا الأغنية،فسحة.. فسحة.. عم خليل الأوزعة..المختلفين في الشكل و المظهر..عزيزي صاحب القامه القصيره هذا خلق الله لك فما عليك ان تحمده وتشكره ومالك بكلام الناس انما الله خلق للانسان اذنان الخير والفائده يحزنها والمضره يخرجها من الاذن الاخره..

فهناك حوالى 180 الف فرد هم عدد قصار القامة فى مصر يعانون من العديد من المشاكل يأتى على رآسها التنمر بسبب صغر أحجامهم التى قد تغرى البعض باستعراض قوته عليهم أو السخرية منهم بالاضافة إلى صعوبات العثور على عمل أو الحصول على ما يلزمهم من احتياجات وملابس مناسبة، عموما المسلسل نجح في يكون عملا أسريا، ومازال الكثيرون ينظرون إليه بالانبهار نفسه إلى الآن، كما قدم الأب والأم بشكل جيد يقعون في الأخطاء ويعترفون ويعتذرون.

على الجانب الآخر نلمس السخرية والتنمر من الانف الطويل بهدف الاضحاك فى  شخصية” جميل” مفارقة الإسم فى مسرحيه تخاريف ١٩٨٩. الى جانب السخرية من الاقزام  امثال الفنان “حسن عبد السلام” الشهير بـ”حسن كفتة” صاحب الإفيه الشهير “متقدرش فى مسرحيه الهمجى،١٩٨٥م الى جانب السخرية والتنمر من وكأن الفتاة السمينه لا يمكنها ان تكون جميله.

كما لو كان فقدان الوزن هو الحل الوحيد ، لكي يعيش « بثينة- هناء الشوربجى» أو الشخصية، في سلام في هذا العالم.

تظهر بهدف إضحاك الجمهور فقط.التنمر لا يقتصر على أصحاب القامات القصيرة فحسب، فصاحب البشرة السوداء، أو البدين، أو الطويل القامة يتعرضون أيضاً للتنمر المستمر.

والتنمر أحياناً يكون سلاحاً ذا حدين، فهو قادر على قتل الروح بداخل الشخص المتعرض له أو بث روح جديدة قادرة على المواجهة والتحدي لإثبات قوته….السؤال هل الجمهور عاشق حتى النخاع للتنمر والسخرية وإهانة بعضهم البعض. اعتقد الدراما الكوميديا المصرية قامت على اكتاف التنمر، تنمر لا يكتفي فقط بالسخرية من أوزان وأطوال الناس ولكن يمتد إلى كل شيء، أمراض نفسية وعصبية، عيوب خلقية، كل أنواع الاختلاف طبقي لوني عرقي ديني ، البلاد والسخرية من الجنوبيين الصعايدة والفلاحين … وايضا هناك أعمال درامية حادة متعددة تدعو الأهل والمجتمع إلى التنبه لمخاطر التنمر وأثره على الطفل والمحيط، متتبعة تلك النماذج في شخصيات مختلفة، وتطرح جوانبه كاملة، لمساعدة من مر بتلك التجارب وحماية الآخرين منها.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.