فى مارس 2003 تلاسن كلا من الرئيس الليبى معمر القذافى والملك عبد الله ملك السعودية أثناء انعقاد القمة العربية بشرم الشيخ ، وبدا التلاسن بينهما يتصاعد بشكل تدريجى حتى وصل ذروته فى التشكيك فى الأصل الأصول والجذور والتى بدا
* العقيد القذافى : “أنا اتصلت بالليل بأخى الملك حامى الحرمين
خادم الحرمين، وقلت أنا المعلومات اللى عندى إن القوات الأميركية تتدفق على السعودية.. كيف؟
قال لى والله أميركا دولة كبرى وإذا كان تدخل مين يقدر يمنعها، قلت له كيف تدخل فى أرض دولة مستقلة.
بعد تلاقيت أنا وإياه قال لى الشى اللى ماعرفناش نقول لك فى الهاتف، إن العراق بعد الكويت عنده نوايا باجتياح السعودية.كيف؟
قال لى استطلعنا وشفنا وقال لى حتى مئات الدبابات كانت منتشرة على الجبهة بتزحف على السعودية.
الأمر اللى أدى إنه السعودية فعلاً للدفاع عن نفسها بتتحالف حتى مع الشيطان. فى ذلك الوقت راحت جابت القوات الأميركية.
أصبح الخطر العراقى فى ظل الوضع العراقى الموجود الآن فعلاً يعنى مصدر قلق أو حتى تهديد لإخواننا فى الكويت وفى السعودية وفى كل الخليج.. وأميركا متعهدة بحماية هاى المنطقة.
لأنها مصدر هام جداً للطاقة.. إذن.. آه إذا فيه تصحيح.
تفضل قل أخى عبد الله”.
كلام القذافى استفز الأمير عبد الله بن عبد العزيز فقاطعه بحدّة :”فخامة الرئيس.. كلامك مردود عليه.
المملكة العربية السعودية واجهة.
المملكة العربية السعودية مسلمة.
المملكة العربية السعودية ليست عميلة للاستعمار مثلك ومثل غيرك.
مين جابك فى الحكم أنت.. مين جابك، قل صحيح مين جابك؟
لكن لا تتكلم.. ولا تتورط بأشياء مالك فيها لا حظ ولا نصيب، والكذب هو أمامك، والقبر هو قدامك”
المستشار في الديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون سعود القحطاني نشر فى الشرق الاوسط السعودية تفاصيل محاولة اغتيال الملك عبد الله بتدبير من القذافى والتى بدأت حسب كلامه عام 2003 خلال مؤتمر القمة العربية الذي أقيم في شرم الشيخ بمصر
عندما تطاول معمر القذافي على السعودية والملك فهد، فرد عليه الأمير عبد الله – ولي العهد آنذاك – بشدة، حيث أوضح برده القاسي تاريخ القذافي ودور الغرب بإيصاله للحكم، وقال كلمته التاريخية: “انت من جابك للحكم”،
“جن جنون القذافي وتواصل مع المنشقين السعوديين، خاصة المقيمين بلندن، فلم يتفاعلوا معه لاتفاقهم مع أمير قطر حمد بن خليفة بالعمل لصالحه”،
مردفا “طلب معمر القذافي منه مساعدته في الانتقام من الأمير عبد الله، وأبدى حمد استعداده لذلك، فاتفقا على عقد اجتماع بين مخابرات الدولتين بالدوحة.
كان ممثل القذافي في الاجتماع العقيد محمد إسماعيل الذي أكد للقطريين أن أي تعاون لا يهدف إلى اغتيال الأمير عبد الله مرفوض تماما”.
ركب حمد بن خليفة طائرته وتوجه للقذافي فورا وتأسف لـسوء الفهم الذي حصل من رجاله
وأبدى استعداده التام لتنفيذ كل ما يطلبه القذافي
وأضاف القحطاني أن القطريين حاولوا إقناع ممثل القذافي بصعوبة ذلك، نظرا للتبعات الخطيرة في حال فشل المخطط، لكن الليبيين أصروا على موقفهم وغادروا الدوحة غاضبين، وحينها ركب حمد بن خليفة طائرته وتوجه للقذافي فورا، وتأسف لسوء الفهم الذي حصل من رجاله، وأبدى استعداده التام لتنفيذ كل ما يطلبه القذافي”.
وأشار المستشار بالديوان الملكي إلى أن “حمد بن خليفة أصدر أوامره لمنشقي لندن بالعمل على تنفيذ كل الأوامر التي تصلهم من العقيد الليبي محمد إسماعيل”، لافتا إلى أن المنشقين أبديا سعادتهما بتنفيذ المخطط، وأكد سعد الفقيه أن الاغتيال قابل للتنفيذ، وأنه بمجرد حدوثه سينهار النظام على يد من يسميهم بالجهاديين”
صحيفة الإندبندنت البريطانية، مع آخر عدد ورقى لها
فى 26 مارس 2016 نشرت تحقيق مطول عن “محاولة اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز”فى لندن عام 2003 وعرضت بالتفصيل التحقيق مع السعودى محمد المسعرى، الذى كان يعمل محاضرا فى الفيزياء بـ”يكنجز كوليدج”، بتهمة تلقى أموال من نظام معمر القذافى، بهدف تنظيم محاولة اغتيال للملك عبدالله بن عبدالعزيز وتفاصيل استجواب المشتبه بهما فى القضية عام 2003.
وجرى استجوابه فى مقر شرطة العاصمة البريطانية “سكوتلاند يارد”، العام 2014، بتهمة التهرب الضريبى، فى سعى لحرمانه من 600 ألف جنيه يشتبه أنه تلقاها من الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى، مقابل مشاركته فى مخطط لاغتيال الملك عبد الله، قبل اعتلاء الأخير عرش السعودية رسميا، وذلك بالتعاون مع المعارض السعودى الآخر، الطبيب الجراح سعد الفقيه.
وتمثلت محاولة الاغتيال إطلاق صاروخ على سيارة ولى العهد السعودى آنذاك عبدالله بن عبدالعزيز،عام 2003.
وقد اشتبهت الشرطة بالمسعرى والفقيه بعد استجوابها عبدالرحمن العمودى، الذى كان شغل منصب مستشار الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، قبل اتهامه بتمويل تنظيم “القاعدة” الإرهابى، وألقت الشرطة البريطانية القبض عليه فى مطار هيثرو الدولى بلندن، فى العام 2003، وبحوزته 336 ألف دولار.
واعترف العمودى حينذاك بتورطه فى خطة اغتيال الملك عبد الله، فحكم عليه بالسجن لمدة 23 عاما.
وكشف العمودى للمحققين أن المسعرى والفقيه متورطان أيضا فى القضية، مشيرا إلى أنه كان اجتمع معهما فى لندن، وسلمهما حوالى مليون دولار، مقابل قيامهما بإيجاد أشخاص لتنفيذ الهجوم على سيارة الملك عبدالله.
كما ذكر العمودى أنه عرف المسعرى على رئيس جهاز المخابرات الليبية السابق، موسى كوسا، الذى قدم الأسلحة للمسعرى، وأكد له أن ولى العهد السعودي عبدالله هو الهدف الأساسى.
وقال العمودى، إن العقيد محمد إسماعيل، الضابط السابق فى المخابرات الليبية، سافر إلى مكة المكرمة، فى نوفمبر 2003، لدفع مليونى دولار لمن اختيرو لتنفيذ المهمة، إلا أن السلطات السعودية ألقت القبض عليهم، أما إسماعيل،
فهرب إلى مصر، ثم تم توقيفه وترحيله إلى السعودية، حيث اعترف بدوره فى مخطط الاغتيال،
لكنه حصل على عفو ملكى، وهو يعيش حاليا فى قطر.
ورغم أن سكوتلانديارد أسقطت الاتهامات بحق المسعرى، فإن هيئة مكافحة الجريمة أعادت التحقيق معه ا، بحثًا عن مصدر أمواله.