الجمعة , نوفمبر 22 2024
عبدالواحد محمد روائي عربي

خالتي ماريا وأمي والقلب الطيب !!

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي

كانت بلسم رقيق الملامح والقسمات خالتي ماريا التي لا نظير لمثلها كثيرا في رحلة الحياة والتي كتبت علي تغريدات قلبي وقلوب من اقتربوا منها سمو من أخلاق وكرم وتواضع جم أنها السيدة الحنون وجارتنا في بيت العائلة والتي كانت شمس مضيئة لنا كاطفال وشباب بكل ما تحمله من خصال الود والدعابه والصدق والحب لنا جميعا في المسرات والأحزان والأعياد هي وأبناءها وابنتها الجميلة الرقيقة سلوي مجدي عاطف جرجس

كانوا اعز الأصدقاء اعز الأشقاء في حياتي نلعب معا كرة القدم الشراب في طفولتنا نشاهد السينما مرة كل أسبوع نذاكر معا بدون الاعتماد علي مدرس خصوصي حتي مرحلة الثانوية العامة وخالتي ماريا كانت هي الخالة لشخصي المتواضع حقا خالتي التي لا نظير لها تمارس معنا كل طقوس الطبخ والأحلام في الأعياد والمناسبات

ونحن كذلك معها نمارس نفس الطقوس في المناسبات والأعياد أسرة واحدة بل عائلة كبيرة كانت خالتي ماريا تتمتع بخفة ظل وقدرة علي بث الشفاء في اي أزمات من خلال كلمات الود وترانيم انجيلية كانت اخت امي لا ليلة تمر عليهما بدون مشاهدة التلفزيون الأبيض والأسود القديم في بيتنا ونحن كذلك نشاهد مباريات كرة القدم عندها مع عاطف ومجدي وجرجس الذين اصبحوا أطباء لهم شهرة كبيرة في مسقط رأسي مدينة المنصورة

وأصبحت سلوي ايضا طبيبة وهاجرت إلي استراليا مع زوجها كانت عائلة كبيرة حقا تكتب اسمي آيات الحب العفوي اسمي ترنيمات خالتي ماريا وكانت المنقذ لنا في شقاوتنا من أيدي امي رحمهما الله عند تكسير زجاج الأبواب بسبب لعب كرة القدم الشراب في البيت أو التكاسل في المذاكرة او خروج لفظ غير مناسب لطفل من أطفال العمارة التي نقطن فيها بشقاوة وبراءة الاطفال كما كانت خالتي ماريا مثقفة بالفطرة

تتابع معها ايضا أحداث مسلسل الغروب في إذاعة البرنامج العام في تمام الساعة الخامسة والربع مساءا كل يوم ومن الطرائف أنها كانت تملك صوت جميل تشدو به في عرس احدي بنات العمارة في بيتنا القديم الكل بناتها كانت تفرح من قلبها لنجاحنا جميعا ومن ذكرياتي معها وأبناءها كنت اذهب معها ومعهم إلي الكنسية في المناسبات مثل اطفالها لا فرق كانت أصيلة في كل أطوار حياتها حتي رحلت وهي في اوج صحتها وعافيتها رغم أنها نيفت علي الثمانين لم يسقط لها ضرس بل كانت مثل الشباب في ذاكرتها تتمتع بكل نبل ووعي وجمال رباني

وعندما ماتت خالتي ماريا كانت امي معها لم تفارقها لحظة بلحظة وكل نساء العمارة والحي الذي كنا نقطن فيه رحلت خالتي ماريا وهي تدعو لشخصي المتواضع كاتب تلك السطور كما قالت لي امي في لحظة الاحتضار لاني في وقتها كنت في سفر خارج مصر الحبيبة مازالت تعيش في قلبي لا تفارقني ذكريات طفولتي مع الخالة ماريا التي انجب علي يديها شقيقي الأوسط محمود واختي الصغيرة سلوي تيمنا باسم بنتها سلوي لم تكن امي بحاجة الي داية الزمن الجميل ولا طبيب الولادة القيصرية التي لم تكن معروفة مثل تلك الولادات في زمن امي وخالتي ماريا رحمهما الله زمن الفطرة والحب زمن جميل .

بل كانت من ذكرياتي عندها كاتب تلك السطور المتواضعة في البيت تناول اشهي كيكة مع الشاي بالحليب مازالت اشهي كيكة تناولتها في حياتي مازال لها مذاق لم يفارقني حتي تلك اللحظة .

كانت خالتي ماريا رواية إنسانية كبري في كل حواديت طفولتنا وشقاوتنا السعيدة بل كانت تذهب مع امي إلي مدينة بورسعيد قبل الأعياد والعودة إلي المدارس لتشتري لنا الملابس الجديدة ولابناءها وكذلك امي تشتري الهدايا لهم كانوا بحق قيمة بلا حدود في حياتنا مهما تحدثت عن خالتي ماريا فهي كلمات متواضعة لسيدة قلما ان يجود الزمان بها كانت أعمق فلسفة إنسانية في حياتي رحمها الله وامي الغالية لتبقي الذكريات الإنسانية عنوان دائم لرواية وطن .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.