كان أقوى سلاح في ايدي الافروسنتريك هو اعتمادهم الأساسي على اسم مصر في اللغة المصرية القديمة ” كيميت” الذي ترجمه العلماء الكلاسيكيون في القرن 19 ب “الأرض السوداء او السمراء” رمزا لسواد تربتها..
وسار على نهجهم جمهرة العلماء فيما بعد الا قليلا منهم رأى فيه انها ترجمة حرفية غير دقيقة وليست جامعة مانعة.. صحيح أن اللغة المصرية ليست فيها مفردة اخرى تعني السواد غير “كم” هذه الا انها كانت تعني أيضا اللون الخمري واللون القاتم أو الغامق على وجه الاجمال
ولذلك اورد لنا العلامة عبد العزيز صالح في كتابه حضارة مصر القديمة وآثارها اكثر من مثال على ذلك.. منها مثلا أنه كان هناك نوع من الحنطة وصف بأنه “كمي” اي اسمر او غامق وليس أسود بطبيعة الحال
كما وصفت المعبودة ايزيس الجميلة بأنها “كيميه” اي خمرية ووصف اوزوريس بنفس الصفة..اذن فان كلمة ” كيم”لا تعني صفة السواد دائما وهو منطق ليس غريبا عن العرب الذين اطلقوا على الخضرة الكثيفة بأنها سوداء لاشتداد خضرتها (راجع معجم لسان العرب)
وهنا يبرز السؤال هل المصري القديم كان يقصد بهذه الصفة السواد فعلا ام الاخضرار الشديد خاصة وان اوزيريس لون دوما باللون الاخضر ووصف بانه”كيمي” ؟
وأن الحنطة ال”كيمي” ليست سمراء او غامقة اللون وانما حنطة خضراء.. وان ايزيس هي الخضراء التي يجري على يديها الخير وان اوزيريس هو بصورة ما اشبه بالخضر اي المبارك ولذلك صور كجسد مسجى تخرج منه زروع خضراء.. هل آن لنا اعادة التفكير في ترجمة جديدة لكلمة “كيميت” وهي الأرض الخضراء – برغم وجود كلمة “واج” التي تعني اخضر (وهي كلمة مرنة تعني الوان اخرى)
وفق الاعتبارات السابقة ام نظل متمسكين بالترجمة الكلاسيكية الارض السوداء؟..واذا كان هذا الاستنتاج صحيحا اعتقد اننا بذلك نكون قد حطمنا اقوى واول دعامة تقوم عليها مزاعم الافروسنتريك.(قضية مفتوحة للمناقشة ونرحب بكل الاراء)