الجمعة , نوفمبر 22 2024
أحمد صالح

مقبرة الاسكندر الأكبر ( ١ )‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

ذكريات أحمد صالح

يوم ما مش متذكر التاريخ بالضبط ولكنه سنة ١٩٩٥ ..كانت وظيفتي اثري طالع عينه! في المكتب الفني لرئيس هيئة الاثار الكائن في العباسية ..وكان يرأس الهيئة الاستاذ الدكتور عبد الحليم نور الدين رحمه الله ولاني كنت اقدم شاب في مكتب الدكتور لاني شغال من ايام الدكتور محمد ابراهيم بكر رحمه الله

كان معايا زملاء شباب اخرين مكلفين باعمال .. ولكن كنت باتابع الاعمال الاثرية في مصر كلها من اسكندرية لحد ابوسمبل ..اتصل بمديري المناطق الاثرية واسألهم عن احتياجات مناطقهم الاثرية واتابع المشروعات الاثرية واشوف وصلت لحد فين .. وبالرغم ان دا كان بياخد عشرين ساعة من يومي

ولو مت دلوقتي هيكون بسبب متاعب الفترة دي!! ..وبرضه ابتدعت وظيفة لنفسي وهي معرفة وقياس الرأي العام وكتابة تقرير عنه وعرضه علي الدكتور عبد الحليم نور الدين يوميا وكان الدكتور معجب بهذه الفكرة واصبح يحب قراءة اللي بكتبه .. ولما كنت ازعل من الدكتور – الله يرحمه- مكنتش اكتب التقارير دي!!!

( كنت باتقمص ..صغير في السن بقا!! )

ويوميا بمجرد وصولي للمكتب اشرب كوباية الشاي واشرب قد عشر سجاير! واطلع علي ملف الصحافة .. وكنت اقرأه بتركيز ..وفي هذا اليوم الذي لا اتذكره كان التركيز في اقصاه

كانت السماء ملبدة بالغيوم ..والدنيا متكهربة ..والمكتب في حالة صمت زي القبر.. لان ملف الصحافة كله هجوم علي الدكتور عبد الحليم بالرغم من ان الدكتور صاحب الصحفيين وبيعاملهم علي انهم من اسرته !

الهجوم كان بسبب حضور الدكتور المؤتمر الصحفي مع ليانا سوفالتسي للاعلان عن اكتشاف مقبرة الاسكندر الاكبر في سيوة .. وليانا سوفالتسي كانت زي كاترينا مارتينيز بتاعة مقبرة كليوباترا دلوقتي

كلتاهما مش تخصصهن اثري وكلتاهما دخلتا علي موضوعين شائكين في الحضارة المصرية وهما الاسكندر الاكبر وكليوباترا السابعة!!

والدكتور عبد الحليم كان حابب درجة الوعي اللي منتشرة في مصر وكمان كان يحب تطوير السياحة في مصر .. وبحسن نية صدق ليانا انها فعلا كشفت مقبرة الاسكندر وراح سيوة مرتين وليانا كانت عندها قدرة خطيرة في الاقناع واقتنع الدكتور بوجهة نظرها وتاني يوم مؤتمر الاعلان عن الكشف الدنيا اتحولت للون الاسود

واتكهربت اروقة هيئة الاثار .. وانا دايما بابدأ ملف الصحافة بقراءة ماكتبه كل من الاستاذة امل الجيار بصحيفة الاهرام والاستاذ محمد عبد الواحد في الاهرام المسائي لان كتاباتهم متوازنة وجامعة لكل الاراء ( مؤيد ومعارض )

ولكني وجدت لاول مرة ان الاستاذ محمد عبد الواحد منحازا لوجهة النظر المعارضة للدكتور عبد الحليم ..ووجدت ان الاراء الغالبة هو رفض وجهة نظر السيدة اليونانية وان مقبرة الاسكندر الأكبر في الجبانة الملكية بالاسكندرية اما وجهة النظر المؤيدة لسيوة هي ضعيفة وليس لديها ادلة مؤكدة وبعد ما خلصت قراءة ما كتبته امل الجيار

وما كتبه محمد عبد الواحد فهمت ان الموضوع مش هيعدي .. وعليا وبعد ان انتهي من قراءة باقي الصحافة

ان أصل لقرار اكتبه في تقرير ..بس كمان لازم اقرا كل ما كتب عن مقبرة الاسكندر .. وزمان مكانش فيه نت ولا موبايلات وسهولة الوصول للمعلومات.. فكان القرار اللي اخذته هو اني اذهب الي المكتبة المركزية لجامعة القاهرة لاني عارف ان مكتبة كلية الاثار مش هالاقي فيها اللي انا عايزه!

شربت الشاي وخلصت قراءة ملف الصحافة ورحت لسكرتيرة الدكتور عبد الحليم ..قلتلها لو الدكتور سأل عليا قولي له اني ذهبت لجامعة القاهرة اتابع شغل هناك ..واخدت عربية المكتب ورحت للجامعة …..

وان شاء الله سنستكمل بعد يومين الحلقة ( ٢ ) والي لقاء

ذكريات أحمد صالح

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.