الأحد , ديسمبر 22 2024
مختار محمود

مختار محمود يكتب: ورطة الوزير!

ظن معالي الوزير أنه سوف يكون اليومَ في نزهة هادئة هانئة تحت قبة مجلس النواب؛ في ظل غياب النائب السابق أحمد طنطاوي، ولكن خاب ظنه وضل مسعاه، وفوجيء بأعضاء المجلس: مسلمين وأقباطًا يُعوِّضون غياب “طنطاوي” ويمطرونه بما لا يحب ولا يرضى وما لم يخطر له على بال؛ لا سيما أنه من الذين يُحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا، ومن الذين يحسبون أنهم يُحسنون صُنعًا.

في دورة برلمانية سابقة..شنَّ “طنطاوي” هجومًا عنيفًا على معالي الوزير، ووصفه بـ”الفاشل ومحدود القدرات”، وطالبه بالاستقالة من منصبه الذي ضرب رقمًا قياسيًا بالاستمرار فيه حتى اليوم؛ حيث إنه أقدم من رئيس الحكومة الحالية مصطفي مدبولي نفسه، وفي شهر يوليو المقبل سوف يُكمل عشر سنوات عجاف في منصبه، يعتبرها المراقبون بأنها “عشرية سوداء بامتياز”

كما سوف نوضح لاحقًا من خلال الأدوات الرقابية التي استخدمها النواب في محاكمة الوزير اليوم، والتي لم تخرج في مُجملها عما نكتبه خلال السنوات الماضيات! اللافت أن جلسة اليوم

شهدت انتقادات واسعة من النائبة المسيحية سهام بشاي لأداء الوزير في ملف المساجد، مؤكدًة أنه يشهد تقصيرًا واضحًا، بعكس ما يروج له الوزير ومستخدموه في وسائل الإعلام، ما دفع رئيس المجلس إلى تحيتها وتوجيه الشكر لها! النائب الوفدي محمد عبد العليم داود عبَّر بأسلوبه عما تموج به صدور المصريين تجاه الوزير، وعدَّد أخطاءه وخطاياه، واصفًا ما تشهده الوزارة في عهده بأنه “جريمة بحق الشعب المصري”، مشددًا في طلب إحاطة على أن الوزارة تشهد في عهد الوزير الحالي سوء إدارة متعمدًا لأموالها التي تكفي للقضاء على الفقر في مصر، وفرش جميع المساجد وتعميرها، دون اللجوء إلى جمع التبرعات أو إغلاقها في وجوه المصلين على حد قوله.

النائب انتقد أيضًا ما وصفه بالأوضاع المتردية للأئمة والخطباء والمؤذنين العاملين بالوزارة، منوهًا إلى أن بعضهم “بيشعلقوا في العربيات بالشوارع”، كما تطرق إلى استغلال الوزير لنفوذه بالظهور الدائم والمتكرر واليومي عبر أثير شبكة القرآن الكريم، من خلال برامج محدودة القيمة وفقيرة المحتوى، متحديًا بذلك مشاعر عموم المصريين الذين يعربون عن ضيقهم من ذلك يوميًا دون جدوى.

رئيس حزب المحافظين النائب عبد المنعم إمام وجّه حديثه بشكل مباشر للوزير: ” معالي الوزير..لقد زاد شاكوك، وقل شاكروك، اتقِ الله وارحل”، مؤكدًا أن التقارير والبيانات الصادرة عن الوزارة بشأن مُجمل أعمالها غير صحيحة، وتُغازل الرأي العام! النائب عرج إلى إشكالية فقهية مهمة طالما شغلت الرأي العام منذ سنوات، وتتمثل في إصرار الوزير على إلقاء خطبة الجمعة وتقديم البرامج الإذاعية والتليفزيونية بنفسه على حساب أكابر ونوابغ وفصحاء العلماء الحقيقيين، منوهًا إلى أن المالكية والشافعية أجمعوا على أنه لا يجوز لمن هم مثل الوزير بأن يقوموا بالآذان أو الخطابة أو الإمامة!!

وسخر النائب من إلزام الوزير أئمة المساجد بتوفير صكوك الأضاحي وتعسفه معهم وقهرهم وإذلالهم، مقترحًا إلغاء الوزارة، والإبقاء على هيئة الأوقاف هيئة مستقلة، مع إسناد مسئولية المساجد للأزهر الشريف. النائب أحمد قورة قال: إن عدد المساجد فى مصر يصل إلى نحو 180 ألف مسجد، منوهًا إلى أن ثلثها يواجه عجزًا في الأئمة والخطباء، متسائلاً: “كيف نتحدث عن تجديد الخطاب الديني، وعندنا 60 ألف مسجد بدون أئمة وخطباء”؟!

النائب المنياوي حسام أبو زيد أكد في كلمته أن مساجد محافظته تعاني إهمالاً كبيرًا، فيما قال النائب محمد الحسيني: إن عددًا كبيرًا من المساجد بدائرته بمحافظة الجيزة مغلقة.

ما تقدم آنفًا مجرد غيض من فيض من هجوم قاصف لجبهة الوزير ووزارته، ولكن الغريب والمؤسف هو أن عددًا من الصحف والبوابات الإلكترونية المتواطئة مع الوزير عمد إلى إخفاء ما حدث اليوم، وتضليل القاريء بما تعرض له الوزير ووزارته الملاكي من اتهامات تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وسوف تكتفي فقط بإبراز ردوده وتعقيباته، وربما نجد حسابات الوزير الشخصية على السوشيال ميديا تزعم في نهاية اليوم أن المجلس استقبل الوزير استقبال الفاتحين، وأثنى عليه وأشاد بأسلوبه الحكيم في إدارة الوزارة، وطالب ببقائه في منصبه مدى الحياة، ولحظئتذ سوف يهرع مستخدموه إلى الإعجاب والتعليق بالأمر المباشر، ولله الأمر من قبل ومن بعد!!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.