الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
البابا تواضروس الثانى

البابا تواضروس الثاني في الفاتيكان

جمال رشدي

للمرة الأولى في التاريخ المسيحي سيتحدث البابا تواضروس بابا وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بصحبة البابا فرنسيس بابا روما ويلقى كلمة للمؤمنين في لقاء الأربعاء ١٠ مايو ٢٠٢٣، بالإضافة لهذا الحدث التاريخي سيحتفل البابا تواضروس الثاني أيضا بالقدس الإلهي في بازيليك القديس يوحنا لإيران، وهو القدس الأول لغير الكاثوليك في هذه الكنيسة.

ويعود جذور هذا التاريخ “10 مايو” إلي عام 1973م، حيث كانت الزيارة الأولى في التاريخ التي جمعت بين بابا كنيسة الأسكندرية المتمثلة في الراحل البابا شنودة وبابا الفاتيكان المتمثل في البابا بولس السادس، وذلك بعد تلقي البابا شنوده دعوة إلي روما من بولس السادس بمناسبة أحتفال الفاتيكان بمرور 1600 عام على وفاة القديس أثناسيوس الإسكندري.

ونتج عن هذه الزيارة توقيع اتفاقية كريستولوجية التي وضعت حدًا للجدل الذي نشأ حول مجمع خلقيدونية والذي أدى إلى قطيعة بين روما والعديد من الكنائس الشرقية، بما في ذلك الأقباط.

أكد هذا الإعلان المشترك لعام 1973 أن المؤمنين يشاركون بالفعل نفس الإيمان بالمسيح بعد غياب دام لـ 15 قرنًا من الزمان منذ انفصال خلقيدونية، واستعاد البابا شنودة أيضًا رفات القديس البابا أثناسيوس الرسولي أشهر بابوات الإسكندرية، ولما كانت القسطنطينية هي عاصمة الدولة البيزنطية التي تحكم مصر في ذلك الوقت فقد استغلت القسطنطينية نفوذها فأمرت بنقل الجسد إلى القسطنطينية وكان ذلك في القرن الثامن ثم نقل بعد ذلك إلى فنيسيا في القرن الخامس عشر.

وما أود الإشارة اليه، هو ما حدث من البعض بعيد الإعلان عن موعد الزيارة، وتناولها من، زاوية مغلقة ضيقة متجمدة رجعية غير روحية، وأصحاب تلك الزاوية يستحقون الشفقة والاحتواء وليس المقاومة والتحارب،

لان بصيرتهم الروحية فريسية لم تتحرر بعد من البعد المادي لترى السيد المسيح الغير محدود وهو يجول يصنع خيرا وحبا، مع الأممي، اليوناني، السامري اليهود، تلك ايدلوجيات وثقافات مختلفة، اخترقها السيد ليتواجد بداخلها ولم يقاطعها أو يقومها أو يتهمها بأنها مختلفه مع رسالة تعاليمة أو ثقافته اليهودية

سافر على الأقدام من مدينة إلى أخرى ليصنع سلاما مع الجميع وفي قصة السامرية خير دليل على ذلك.

وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا. (1كو2:13)،

ما ذكرة بولس الرسول هو دستور الإيمان المسيحي القائم على المحبة، تلك المحبة غير مشروطة، بل غير محدودة ممنوحة للجميع، لان مصدرها هو السيد المسيح “الله محبة” وهو الغير محدود، وأطالب اخوتي المساكين والذين يظنون أنهم يدافعون عن الإيمان ان يقرأوا بتأني ما ذكره بولس الرسول، ليعلموا في من كلماته القليلة ان ايمان بدون محبة ” ميت” تلك المحبة هي العاملة الباذلة التي تحتوي وتحضن الجميع، لان مصدرها هو خالق الجميع.

لن ادافع عن قداسة البابا تواضروس الثاني في الهجوم الذي يتعرض له دائما، لان محبته الكبيرة للجميع ستشفق حتما عن من يهاجمونه وستصلي من أجلهم، لانه ممسوح بالمحبة من مصدر تلك المحبة، واعلم ان كل خطواته تسوقها المحبة، ذلك الرجل سيكشف عنه التاريخ، إنه رجل الله حقا، ومن يعرفني جيدا، يعلم انني لا اجامل على الإطلاق َخصوصا رجال الدين، كفى منذ وقت جلوسه على الكرسي البابوي منذ ما يقرب من ١٠ سنوات إلى الآن َوهو يتعرض لهجوم شرس كاسح، لم ينطق بكلمة واحدة ولم يدافع عن نفسه، بل صامت صامد بقوة المحبة المسموح بها من الله ليكون خادم لتلك المحبة.

وكلمتي الأخيرة إلى المؤيد والمعارض، علينا أن نصلي من اجل بعضنا البعض، حتى نتحرر من تباعيات الفكر المادي وندخل جميعا دائرة الإيمان الحقيقي وهو المحبة، محبتنا لبعضنا البعض، محبتنا للكنيسة، محبتنا للوطن، محبتنا للانسان أينما كان،

فيا اخي ان كنت ترى أن كنائس الغرب كما أراها انا قد تفرغت من الإيمان السليم بالمسيح

فلنصلي من أجلها ان يحررها المسيح من اختطاف الشيطان لها عن طربق افكار وثقافات وسياسيات، ابتعلت الانسان هناك وابعتدته عن حضن الإيمان السليم،وأخيرا كلمتي لسيدي قداسة البابا، سير علي علامات خطوات السيد الرب الذي كان يجول يصنع خيرا ومحبة، صلى من أجلنا جميعا، صلى من أجل الذين يهاجمونك لكي يتحرروا بالمحبة التي تسير بها

جمال رشدى
جمال رشدى

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.