حين رأينا أول طائرة عسكرية تابعة للجيش المصري راح الجميع يهتف وعلت الأصوات وشعرنا جميعا وكأننا كتبت لنا حياة جديدة ،وحين هبطط الطائرة وشاهدنا الجنود المصريين زادت سعادتنا ونزلت دموعنا من شدة الفرحة وحمدنا الله على أننا لنا وطن وجيش كنا منعزلين هناك لا نعرف أن جيشنا يجتهد في إعادتنا الى الديار وكانت أمامهم عوائق وتحديات كثير كان عددنا يتجاوز آلألف مواطن مصري وكان معنا عدد من السوريين
تحملت مصر نقلهم معنا عشنا أيام من الرعب هناك قبل وبعد نقلنا الى قاعدة وادي سيدنا العسكرية التابعة للاتحاد الأوربي تجاوزت الخمس عشر يوما كنا خلالها نعاني الحصول على طعام بالكاد ناكل القليل الذي يبقينا على قيد الحياه وحين بدأت طائرات الجيش المصري في اجلاءنا كنا ننظر الى المجموعات الذين يتم نقلهم وقلوبنا تملئها الفرحة منتظرين دورنا ولكن يتملكن الخوف كنا خائفين من عدم تمكن الجيش من إكمال عملية الاجلاء ولكن كان ايماننا بالله يطمئننا وكانت ثقتنا في جيش بلادنا كبيرة لا حدود لها
وفي اللحظة التي ركبنا الطائرة مع أفراد الجيش لأول مرة بعد خمسة عشر يوما من الرعب نشعر بالأمان وكنا نعد الثواني قبل الدقائق حتى وصلنا إلى مطار عسكري في القاهرة وفي لحظة خروجنا من الطائرة تفاجئنا باستقبالنا بالورد وتواجد عدد كبير من القنوات الفضائية التي حضرت لتغطية الحدث كان الجميع يهنؤننا بالعودة الى ارض الوطن لم نكن نعلم بما يحدث هنا في مصر من اهتمام بعودتنا لم نكن نعلم أن جميع أجهزة الدولة تعمل على إعادتنا سالمين لم نكن نعلم أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع عملية اجلاءنا بنفسه لم نكن نعلم أننا كان يمكن استخدامنا لتوريط مصر في الحرب في السودان
حفظ الله مصر وشعبها حفظ الله جنود مصر والحمدلله على اننا لدينا دولة متماسكة وجيشا جنوده خير أجناد الأرض.
رياض المندراوي