جميل جورجي
هل تعرف أن الراهب الكاثوليكي يظل راهب مدي الحياة متفرغ للعبادة والدراسات اللاهوتية والعمل داخل الدير فقط. ولا يأخذ رتب كهنوتية مدي الحياة ؟
هل تعلم أن الكاهن الكاثوليكي لا يتزوج ولا يأخذ أي درجة في الكهنوت الا بعد دراسة مكثفة لعدة سنوات ؟ ولا يرتقي لدرجة أسقف الا بعد حصوله علي درجة الدكتوراه في العلوم اللاهوتية وتاريخ الكنيسة ؟ وبعد ذلك يرشح ليكون رئيس أساقفة – كاردينال – نتيجة ثمار خدمته ونشاطه ومن ثم من بينهم يتم أختيار بابا الفاتيكان.
هل تعلم أن رجال الكهنوت سواء كهنة أو أساقفة أو رؤساء أساقفة يخدمون الكنيسة حتي سن 75 سنة ثم بعد ذلك يعيشون في بيت للمسنين تابع للكنيسة به كل الرعاية الصحية والخدمية ؟ كذلك يمكنهم تقديم استقالة في أي وقت نتيجة أي ظروف طارئة ، فالخدمة في الكنيسة الكاثوليكية لا تتوقف علي شخص بعينه ولا يستطيع أي أسقف الاستقلال بأبروشيته.
كما ويتم عزله بعد محاكمة كنسية برئاسة لجنة من الفاتيكان إذا أساء إدارة ابروشيته أو خالف الإيمان وقوانين الكنيسة.
هل تعلم أن الكاهن الكاثوليكي يغير الكنيسة التي يخدم فيها كل ثماني سنوات ؟
هل تعلم أن المسيحي الكاثوليكي يمكنه الاعتراف عند أي كاهن دون الإلتزام بكاهن محدد ؟
هل تعلم أن الكاهن يشرح ويعلم الإيمان والطقس المسيحي ولا يلزمك بالطاعة وأنك تتحمل شخصيا نتيجة أعمالك وكلامك وتصرفاتك ؟ فكلامه ليس سيف علي رقبتك.
هل تعلم انه لا يوجد مطانيات لأي إنسان في الكنيسة الكاثوليكية مهما كان مركزه.
وأن السجود داخل الكنيسة لمخلصها فقط ؟ كما لا يوجد تقبيل ليد أي رتبة كنسية.
الأرثوذكس الذين يرفضون هذا النظام في الكنيسة الكاثوليكية هم الذين يحاولون تشويه صورتها واتهامها باتهامات باطلة، ويريدون الحفاظ علي مناصبهم وأوضاعهم داخل الكنيسة الأرثوذكسية.
ويجب أن تعرف أنك لست مجبرا علي أتباع النظام الكاثوليكي داخل كنيستك فهذا شأن داخلي.
ولكن شدة الإختلاف في التعامل داخل الكنيستين يقلقهم.
ولا داعي لإطالة الشرح في ذلك فالقارئ لديه من الذكاء ليفهم .
التقارب بين المسيحيين في العالم والحوار بين الكنائس أمر هام جدا علي الأرض قبل الوصول للسماء لأن مفاجئات السماء ستكون صعبة للرافضين.
نصلي من أجل روح المحبة والاحترام والوحدة بين الكنائس وأن يبطل إلهنا الصالح كل فخاخ إبليس وكفانا شتات. فالمحبة تجمعنا في شخص يسوع المسيح فادينا ، أما النواحي الإدارية فهي شأن داخلي.
فليس استقبالك أو حوارك مع شخص مخالف معك في بعض نقاط الإيمان أو الإدارة معناه انك تخليت عن ايمانك.
وإذا كنت تملك الحقيقة المطلقة والإيمان المستقيم إذن فإن خلاص السبع مليارات إنسان الذين يعيشون علي وجه الأرض هو مسئوليتك أمام الله وستسأل عن هلاكهم في الأبدية.
يجب أن تعرف أن أباءنا الرسل ذهبوا إلي العالم أجمع وبالصوم والصلاة ربحوا المؤمنين وليس بمهاجمة العقائد ، وهذا كان مبدء السيد المسيح في الكرازة .
الكنيسة الكاثوليكية تعتز بأنها الكنيسة التي أسسها القديسان بطرس وبولس الرسولين وهما أكثر الرسل خدمة فالسيد المسيح خاطب القديس بطرس الرسول بطريقة مباشرة أمام باقي الرسل وحمله مسئولية تأسيس الكنيسة.
بينما القديس مرقس الإنجيلي كان من السبعين رسول وهو الذي أعد مائدة الفصح للسيد المسيح وتلاميذه في بيته ولكن السيد المسيح لم يدعوه للجلوس معهم علي المائدة.
هذا ليس تقليل من شأنه ولكن عمل الأباء الرسل وزعه السيد المسيح بنفسه.
يكفي انه إنجيلي أي اشترك في كتابة إنجيل هام في الكتاب المقدس ، وأسس كنيسة لاهوتية هي الأولي في العالم ومنها خرج قديسين منهم القديس أثناسيوس الرسولي واضع قانون الإيمان الذي تتلوه كل الكنائس كل يوم إلي اليوم.
والقديس مرقس الإنجيلي كان سبب بركة لكل أفريقيا لأنه كان يكرز بالروح القدس، روح المحبة والتواضع والإنفتاح الساعي إلي خلاص البشر.
التقليل من شأن الآخرين أو اتهامهم بما هو غير صادق لن يعطي لكلامك مصداقية ولن ينجح أي تواصل معهم ، وستكون أنت الخاسر في الأرض والسماء.لا توافق ولا إصلاح ولا مصالحة ولا توحيد للإيمان ولا كرازة بدون حوار. فالإنغلاق هلاك.
يجب أن نجحد كل فكر شيطاني يدعوا الي عدم التواصل فيما بيننا ، بل بالمحبة المسيحية نتحاور ونتواصل بالاحترام والثقة في عمل الروح القدس في قيادة كنيسة السيد المسيح علي الأرض.