جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
الدكتور صلاح عبد السميع
نعم كما قلت لك تلك هى العبارة التى تكتب ضمن تقرير لجنة متابعة الاختبار مع كل امتحان للثانوية العامة فى مقر الادارة العامة للامتحانات الكائن بالقرب من شارع القصر العينى حسب ما اتذكر ولا اعرف المقر الان لانقطاعى عن اى تواصل مع الوزارة منذ رحيل الاستاذ الدكتور حسين كامل بهاء الدين رحمة الله تعالى عليه، فى هذا المقر تأتى لجنة وضع الاختبار وتجلس فى حجرة مستقله ولجنة كتابة تقرير الاختبار وتجلس فى حجرة أخرى وفور بداية توزيع أوراق الأسئلة، يعرض على لجنة كتابة التقرير الامتحان ومعه المواصفات، والتى ترسل تقريرها قبل انتهاء الطلاب من الإجابة، لقد عشت تلك التجربة على مدار سنوات أثناء عملى فى مركز الامتحانات والتقويم التربوى، ولهذا يأتى التقرير لكى يخبر متخذ القرار فى الوزارة ان الاختبار جاء مطابقا للمواصفات كانت تلك التجربة جزء من منظومة وضعها الدكتور حسين كامل بهاء الدين رحمه الله، ولأن لا اعرف ماذا يحدث بشأن الحكم على تلك الاختبارات اليوم ومن يصدر حكما عليها فقد استعديت ذكريات التسعينات .
ولانى لست معلم كيمياء، كان لا بد أن استعين براى الخبراء ولا أصدر حكما بناءا على أراء فردية أو ردود فعل لا تمثل المجموع العام، فقد كتب إلى أحد خبراء الكيمياء، وهو معلم خبير، يدرس المادة منذ الثمانينات ويعيش مع المادة ليل نهار، يشهد له الجميع بتميزة فى المادة وفى التدريس
يقول المعلم الخبير ان امتحان الكيمياء جاء بعيدا تماما عن النموذج الاسترشادى الذى وضعته الوزارة، ويقصد هنا من حيث الصعوبة، وان الامتحان صعب على الطلاب، وان صعوبته تعادل صعوبة اختبار الفيزياء فى عام ٢٠٠٨،واضاف المشكلة ان الامتحان تم تسريبه وبالتالى معيار العدالة قد اختفى ولا يمكن أن يكون التقويم صادق، والمشكلة التى لا يستطيع احد ان يحلها ان تكون رقيب على ضمير من بلاحظ او يتابع هنا وهناك، وبالتالى تتكرر نفس المشكلة كل عام، سهولة الغش لان الاختبار عبارة عن أسئلة اختيار من متعدد،ورغم وجود بعض أسئلة المقال على استحياء الا انه تم تسريب الامتحان، عبر التليجرام وتسابقت المواقع عبر صفحات التواصل الاجتماعى فى تداول أوراق الأسئلة مع الإجابات عقب بداية الاختبار مباشرة، ولقد شاهدت ذلك بنفسي اليوم على التليجرام، ما يسمى “شاومينج” يعلن انه سوف يستمر فى تسريب الاختبارات حتى يتم تغيير منظومة وطريقة التقويم فى تحدى غريب ينتج عنه غياب المصداقية وعدالة التقويم للطلاب.
إضافة إلى ما سبق أود أن أشير إلى رسالة احد أولياء الأمور والتى وصلتنى عقب انتهاء اختبار الكيمياء اليوم الأحد الموافق ٢٥ يونيو ٢٠٢٣ م.
وسوف اعرضها لحضراتكم كما وصلتنى مع قيامى بحذف بعض الكلمات التى وردت بها، وتقديرى لمشاعر أولياء الأمور نتيجة ما يحدث للأبناء.
يقول فى رسالته :
السلام عليكم ورحمة الله ..اخبار حضرتك يادكتورنا المحترم يارب تكون بخير اتمنى لكم الصحه والسعاده …بنتى فى الثانوية العامة ..الحمدالله من المتفوقين فى كل المراحل وبمحهودها فقط وليست اشياء،اخرى
كانت اليوم فى امتحان الكيمياء التعجيزى للطالب المتفوق،جدا ..من وضع هذا الامتحان شخص بالتاكيد اراد ان ينتقم من كل الناس ليست هذه المشكله .
المشكله العميقه هى الانسان الفاسد الذى سرب الامتحان على تليجرام بعد ربع ساعه واتاح لطلبه متوسطين ولكنهم بالطبع مضبطين ودافعين ان يحلوا الامتحان بكل بساطه وبكل سهوله
واضاع مجهود وتعب وسهر الكثير من الطلبه الذين لم يرتضوا الغش طريقا،وان كانت الفرصه موجوده وسهله ..يادكتورنا العزيز ارجو ان تتواصل مع المسؤلين بان يجدوا طريقه لمنع الغش لأنه هادم للمجتمعات وربما ما يحدث لنا وسيحدث فى فشل كثير،من المؤسسات والهيئات ربما يكون بسبب هذه الأفة التى ضربت مجتمعاتنا منذ حين من الزمن ..اصبح الأن غالبيه المهن المرموقه يستحوذ عليها اناس لا يستحقونها بل يستحقها اخرون أفضل منهم ولكنهم لم يدخلوا طب مثلا بسبب ان هذا المكان اخذه بطريقة غير شرعية من استطاعوا أن يغشوا
واستطاعوا أن يصلوا لاناس فاسدين يسهلوا عليهم ما يرغبون ..وحتى لو عجزوا يدخلوا كليات طب خاصه التى ما وجدت الا للماده فقط وخدمة لاغنياء القوم وقهرا الفقراء هذا البلد، وهذا يخلق وضعا اجتماعيا مميتا فى النهاية
لماذا لا نجد أو نبحث عن طريقة لمن نجحوا فى التغلب على هذه الظاهرة الفظيعة واستاصلوها هناك خلل لا بد أن يجد من يغيره والا سيكون كل التعب ذهب هباء وذهب لمن لا يستحق ..ارجو اذا كان هناك تواصل مع المسؤلين بحكم علاقاتك ان توضح هذه النقطه الغش مدمرللامم ..تحياتى لحضرتك
انتهت رسالة ولى الأمر
وتبقى رسالتى إلى معالى وزير التربية والتعليم الاستاذ الدكتور رضا حجازى، اعلم يقينا انك تحاول أن تصلح منظومة الثانوية العامة وتحاول جاهدا ولكن الحل ليس بمراجعة بنوك أسئلة او عدم وجود اكثر من إجابة للسؤال الواحد، الحل أخى الحبيب فى ان يكون للمنهج مكان ومكانة فى المدرسة، الحل بأن يعود الأبناء إلى المدرسة جسدا وعقلا ووجدانا، الحل بأن يتم تعيين المعلمين لسد هذا العجز الرهيب نتيجة خروج دفعات كاملة من المعلمين إلى المعاش، الحل فى ان لا اعتبر طالب الثانوية العامة خصما ومتهما، وهو فى الأساس ضحية، ضحية الضغط النفسي الذى يمارس تجاهه من قبل الوالدين الرأى العام، وسعادتك تعلم ذلك جيدا، ضحية المناهج الغامضة الغير خاضعة لتوصيف حقيقى، ضحية لأفلام من تفننوا فى وضع أسئلة لا تقيس ما وضعت لقياسه، انه ضحية فى عيد الأضحي للكيمياء وبعد العيد للفيزياء، اننا نهدم وجدان جيل يا معالى الوزير، استحلفك بالله وانت معلم كيمياء ان تجيب عن هذا الاختبار بنفسك وتحكم هل فعلا الاختبار مطابق للمواصفات ؟
تعلم ومعلم جميعا أن طلاب الصف الثالث الثانوى هذا العام عاشوا مع جائحة كورونا أصابهم ما اصاب المجتمع و تعرضوا لازمات نفسية وجسدية، بل لم يتعلموا منذ انتهاء الصف الثالث الاعدادى، كيف لى ان اعاملهم بتلك القسوة، وياليت عدالة الاختبار على الجميع، ولكن التسريب مازال موجود وسيبقى ولن تمنعه كاميرات مراقبة، تعرف لماذا؟ لأن الخلل ليس فى من قام بالتسريب او يساعد الطلاب على الغش الفردى او الجماعى، إنما الخلل فى منظومة تقويم تصدر أحكام على طالب بأنه متفوق على مستوى التحصيل وهو غير قادر على اتخاذ القرار او حل مشكلة أو ان يبدع فى إيجاد حلول، هل الحكم على طالب الكيمياء بأنه متميز يكون من خلال تلك الأسئلة التعجيزية، ام من خلال معمل حقيقى وتجارب حقيقية، ومن خلال أنشطة فعلية يقوم بها الطلاب داخل المدرسة يا معالى الوزير، وليس فى السنتر، ان أولياء الأمور انتظروا من الوزير ومن الوزارة ان يستشعروا معنى العيد فى تلك الأيام المباركة، فإذا بمن وضع الاختبار كأنه زملكازى متخصص فى ان ينزل الحزن على قلوب المشجعين فى الأعياد، هكذا تعودنا نحن مشجعى نادى الزمالك.
نحن أمام أزمة اختبار صعب، واختبار تم تسريبه ونشره، فما الحل مع تلك الأزمة التى تكررت على مدار سنوات وسوف تبقى طالما لم نعدل ونطور من منظومة التقويم التى ثبت بالدليل فشلها منذ أن ظهر البوكلت وتم إقرار التابلت وغاب الأبناء عن المدرسة وارتضى أولياء الأمور بهذا الخصام مع الوزير والوزارة، فهل آن الأوان لكى تصالح الوزارة أولياء الأمور يا معالى الوزير ونحن على أبواب استقبال يوم عرفة وايام عيد الأضحى المبارك اعاده الله عليك وعلينا وعلى الأمة الإسلامية وعلى مصر الحبيبة بكل خير.
