الخميس , ديسمبر 19 2024
الشخصيات
الشخصية السامة

الدكتور صلاح عبد السميع يكتب الى الأهرام الكندى.. كيف تتعامل مع الشخصية السامة ؟

هل سبق والتقيت بتلك الشخصية ؟ اذا كانت الاجابة بنعم عليك أن تعلم  انها الحياة فيها كل انواع الشخصيات ، بل هو الواقع الذى فرض عليك وعلينا أن نتعامل مع تلك الشخصية وغيرها من الشخصيات ، وعليك أن تدرك ان سنة الله فى كونه وفى خلقه ، أن الانسان خلق فى كبد ، وعليه أن يواجه الابتلاء بالصبر ، وعليه أن يقابل الاساءة بالاحسان ، ولا يعنى ذلك ابداً الاستسلام للواقع بل عليك  أن تكون دائما على استعداد لكى تتعامل مع الجميع وانت على يقين تام بأن الله معك  ، وأن الدعاء  سهم من سهام الله تعالى ، بل هو بمثابة الحصن المتين فى  فى مواجهة قهر الرجال .

وعليك أن تتعرف أولا على مفهوم وطبيعة تلك الشخصية السامة ؟ وكيف يمكنك التعامل معها ؟

يشير مفهوم الشخصية السامة إلى الأشخاص الذين يحاولون إفساد الأجواء الإيجابية في العمل أو الحياة الاجتماعية بشكل عام، ويتميزون بالتصرفات السلبية والسلوكيات الضارة التي قد تؤثر سلباً على الأفراد الآخرين.

وتشمل السلوكيات الشائعة للشخصية السامة التحدث بشكل سلبي عن الآخرين، والتشكيك في قدراتهم وإمكانياتهم، والتلاعب بالمعلومات والأحداث لصالحهم، والتعريض للآخرين للضغط النفسي والعاطفي، والتهديد بالعنف اللفظي أو الجسدي.

هل هناك أنماط للشخصية السامة يجب علينا أن نتعرف عليها أولا قبل أن نتعرف على خطوات التعامل مع تلك الشخصية ؟

هناك عدة أنماط سلوكية للشخصية السامة، ومن أهمها:

1- النمط العدواني: وهو النمط الذي يتسم بالعدوانية والعنف، ويظهر هذا النمط في شخصيات مثل المتنمرين والمتطرفين والمجرمين.

2- النمط المنفرد: وهو النمط الذي يتسم بالانطوائية والانعزالية، ويظهر هذا النمط في شخصيات مثل المشتبه بهم والمتطرفين الفرديين.

3- النمط المسيطر : وهو النمط الذي يتسم بالسيطرة والتحكم، ويظهر هذا النمط في شخصيات مثل المسيطرين والمنغلقين على الذات.

4- النمط المشتت: وهو النمط الذي يتسم بالتشتت وعدم الاستقرار العاطفي، ويظهر هذا النمط في شخصيات مثل المدمنين والمرضى النفسيين.

5- نمط الشخصية السامة النرجسية: وهو النمط الذي يتسم بالغرور والتضخم الذاتي، ويظهر هذا النمط في شخصيات مثل النرجسيين والمنفعلين بشدة.

6- النمط المنغلق: وهو النمط الذي يتسم بالانعزالية والتحفظ، ويميل الشخص الذي يتبع هذا النمط إلى الانعزال عن الآخرين وعدم التواصل الاجتماعي بشكل كافٍ.

7- النمط السلبي: وهو النمط الذي يتسم بالتشاؤم والسلبية، ويميل الشخص الذي يتبع هذا النمط إلى الشكوى والتذمر وعدم الاستمتاع بالأمور الإيجابية في الحياة.

8- النمط المتلاعب: وهو النمط الذي يتسم بالخداع والتلاعب، ويميل الشخص الذي يتبع هذا النمط إلى استخدام الكذب والخداع لتحقيق أهدافه الشخصية وتأمين مصالحه.

9- النمط الإدماني: وهو النمط الذي يتسم بالإدمان على المخدرات أو الكحول أو الجنس أو أي نوع آخر من الإدمانات، ويؤدي هذا النمط إلى تدمير الحياة الشخصية والعائلية والمهنية.

10- النمط العاطفي: وهو النمط الذي يتسم بالعصبية والغضب وعدم السيطرة على المشاعر، ويميل الشخص الذي يتبع هذا النمط إلى الانفعال بسرعة والتصرف بشكل غير لائق في العديد من الحالات.

وهنا يسأل سائل هل يمكن للأشخاص الذين يمثلوا تلك الأنماط أن يتغيروا ؟

نعم، يمكن للأشخاص الذين يتبعون هذه الأنماط السلوكية أن يتغيروا ويتحسنوا إذا كانوا مستعدين لذلك ولديهم الرغبة في التحول والتغيير.

ولكن عملية التحول والتغيير تتطلب الكثير من العمل والتعب، وقد يكون من الضروري الحصول على المساعدة من خبراء ومتخصصين في مجال الصحة النفسية، وذلك للتعرف على الأسباب الجذرية للأنماط السلوكية السلبية والتعامل معها بشكل فعال.

ومن الأساليب التي يمكن استخدامها للتحول والتغيير هي التركيز على الأشياء الإيجابية في الحياة، والتعلم من الأخطاء وتحسين العلاقات الاجتماعية، والعمل على تحسين الصحة النفسية والعاطفية والجسدية، وأخذ المسؤولية عن الأفعال والقرارات الخاصة بهم.

ومن الجدير بالذكر أن عملية التحول والتغيير تتطلب الصبر والتحلي بالإرادة والعزيمة، ويمكن أن تستغرق وقتًا طويلاً، لكن النتائج الإيجابية التي يمكن تحقيقها تجعل الجهد المبذول يستحق العناء.

ما الخطوات التى يمكن للأشخاص الراغبين فى التحول والتغيير من تلك الأنماط المزعجة الى السواء النفسي ؟

هناك عدة خطوات يمكن للأشخاص القيام بها للبدء في عملية التحول والتغيير، ومن أهم هذه الخطوات:

1- التعرف على الأنماط السلوكية السلبية: يجب على الشخص التعرف على الأنماط السلوكية السلبية التي يتبعها والتي تؤثر على حياته الشخصية والعلاقات الاجتماعية.

2- الاعتراف بالحاجة للتغيير: يجب على الشخص الاعتراف بأنه بحاجة إلى التغيير وأن الأنماط السلوكية السلبية ليست مفيدة وتؤثر سلباً على حياته.

3- تحديد الأهداف: يجب على الشخص تحديد الأهداف الإيجابية التي يريد تحقيقها، والتي تساعده على البدء في عملية التغيير.

4- البحث عن المساعدة: يمكن للشخص البحث عن المساعدة من خبراء ومتخصصين في مجال الصحة النفسية والعلاج النفسي، والذين يمكنهم تقديم النصائح والإرشادات والدعم اللازم للتحول والتغيير.

5- البدء بالتحول والتغيير: يجب على الشخص البدء في تطبيق الخطوات اللازمة للتحول والتغيير، والتي تتضمن تحسين العلاقات الاجتماعية والعمل على تحسين الصحة النفسية والعاطفية والجسدية، وأخذ المسؤولية عن الأفعال والقرارات الخاصة به.

وعلى من يرغب فى تعديل سلوكه من الجانب السلبى الى الجانب الايجابى ، أنه يجب عليه الاستمرار في العمل على هذه الخطوات وتحديد الأهداف الجديدة بشكل منتظم، والتي تساعده على الاستمرار في عملية التحول والتغيير وتحقيق النجاح.

وقد يسأل البعض ، عن التأثير النفسي والاجتماعى الوظيفى الناتج عن التعامل مع تلك الشخصية ، ولهذا علينا أن ندرك جيداً ، كونك قد يفرض عليك ضرورة  التعامل مع تلك الشخصية بحكم القرابة فى اطار العائلة  أو فى الزمالة فى  بيئة العمل ،يمكن أن يؤدي هذا التعامل المستمر مع الشخصية السامة إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والعاطفية، ومن بين هذه التأثيرات:

1- الإحساس بالتعب والإرهاق النفسي.

2- الشعور بالاكتئاب والقلق.

3- فقدان الثقة بالنفس وتدهور الصحة النفسية.

4- التأثير على العلاقات الاجتماعية والعائلية.

5- التأثير على الأداء الوظيفي والتحصيلي.

6- زيادة مستويات الإجهاد والتوتر.

وايضا عليك أن تدرك أنه في بعض الحالات، يمكن للتعامل المستمر مع الشخصية السامة أن يؤدي إلى تحسن الصحة النفسية والعاطفية، وذلك من خلال تعلم كيفية التعامل مع الشخصية السامة بطريقة إيجابية وصحية، ومن خلال العمل على تحسين الصحة النفسية والعاطفية بشكل عام.

وللتعامل مع الشخصية السامة التى انتشرت فى واقعنا نتيجة غياب التربية ونتيجة ضعف الوازع الخلقى والايمانى ، لهذا عليك  اتباع الخطوات التالية:

1- التعرف على أنماط سلوك الشخصية السامة وتحديد السبب الذي يدفعها للتصرف بشكل سلبي.

2- الابتعاد عنها قدر الإمكان، حيث يتم تقليل فرص التعامل مع هذا الشخص وتقليل التأثير السلبي الذي يمكن أن يسببه.

3- الحفاظ على الهدوء وعدم الاستجابة للتصرفات السلبية، حيث يتم تجنب الرد على الانتقادات والاستفزازات والتركيز على الأهداف والأنشطة الإيجابية.

4- التواصل المباشر والصريح مع الشخصية السامة وتحديد الأسباب التي تؤدي إلى سلوكها السلبي والعمل على إيجاد حلول مشتركة.

5- البحث عن الدعم والمساندة من الأفراد الآخرين والتحدث معهم عن التحديات والمشاكل المتعلقة بالشخصية السامة وتبادل الخبرات والنصائح.

6- الاهتمام بالصحة النفسية: يجب الاهتمام بالصحة النفسية والتركيز على الأنشطة الإيجابية التي تساعد على تحسين المزاج والنفسية، مثل ممارسة الرياضة والتأمل والاسترخاء.

7- تحديد الحدود: يجب تحديد الحدود والتأكيد عليها بشكل واضح مع الشخصية السامة، وتحديد ما يمكن الموافقة عليه وما لا يمكن الموافقة عليه.

8- الاعتماد على الدعم الاجتماعي: يمكن الاعتماد على الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة والزملاء لتخفيف الضغط النفسي والتعامل بشكل أفضل مع الشخصية السامة.

9- العمل على تحسين الثقة بالنفس: يجب العمل على تحسين الثقة بالنفس وتعزيز الاعتماد على الذات لتجنب التأثيرات السلبية للشخصية السامة.

10- البحث عن الحلول الإيجابية : يمكن البحث عن الحلول الإيجابية للتعامل مع الشخصية السامة، ومن ضمنها البحث عن الطرق الأخرى التي يمكن التعامل بها مع الوضع.

11- عدم الانجرار خلف سلوكيات الشخصية السامة: يجب عدم الانجرار خلف سلوكيات الشخصية السامة وعدم السماح لها بالتحكم في الحياة الشخصية والعلاقات الاجتماعية.

وعلينا ان ندرك أن التعامل مع الشخصية السامة يحتاج إلى الصبر والتحمل، وقد يتطلب الأمر بعض الوقت والجهد لإيجاد الحلول المناسبة والتعامل بشكل فعال مع هذه الشخصيات، ومن الهام التأكيد على أنه يجب الحفاظ على الصحة النفسية والتوازن العاطفي في جميع الأوقات.

المراجع التى يمكن العودة اليها للتعرف على مزيد من المعلومات لفهم المزيد عن الشخصية السامة وطرق التعامل معها :

1. Brown, B. (2018). Dare to Lead. Random House.

2.Malkin, C. (2019). Rethinking Narcissism. HarperCollins.

3. Forward, S., & Frazier, D. (2019). Toxic Parents: Overcoming Their Hurtful Legacy and Reclaiming Your Life. HarperCollins.

4 .McBride, K. (2018). Will I Ever Be Good Enough? Healing the Daughters of Narcissistic Mothers. Free Press.

5. Simon, G. (2018). In Sheep’s Clothing: Understanding and Dealing with Manipulative People. Parkhurst Brothers Publishers Inc.

6. Lancer, D. (2017). How to Deal with a Narcissist: Understanding Narcissistic Personality Disorder, Narcissistic Abuse & Dealing with a Narcissist. A.P.A. Publications.

7. Hedges, C. (2019). The Empath’s Survival Guide: Life Strategies for Sensitive People. Sounds True.

صلاح عبد السميع
الدكتور صلاح عبد السميع

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.