نحتاج إليها داخل الأسرة والمدرسة، نحتاج إليها فى المنهج الدراسي، وفى المعاملات، نحتاج إليها فى بيئة العمل، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، نحتاج إليها فى الخطاب الإعلامى، نحتاج إليها فى كل مكان.
وعلينا أن ترسخ فى وجدان الكبار أن تأسيس تربية وجدانية حقيقية يبدأ منذ الطفولة ويتم ترسيخه وتأصيله فى السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل.
ولهذا علينا أولا أن نتعرف على مفهوم التربية الوجدانية.
التربية الوجدانية تعني تعليم الأشخاص كيفية التعامل مع المشاعر والعواطف بطريقة إيجابية وصحية، وتنمية القدرة على التفكير بوعي وتحليل المشاعر والتعبير عنها بطريقة مناسبة وفعالة.
كما تهدف التربية الوجدانية إلى تطوير شخصية الفرد ونضجه العاطفي والاجتماعي، وتمكينه من التعامل مع التحديات الحياتية والعلاقات الاجتماعية بطريقة صحيحة وإيجابية.
وتشمل التربية الوجدانية تدريب الأشخاص على التعاطف والتسامح والاحترام وتطوير العلاقات الاجتماعية الإيجابية وتحسين الصحة النفسية.
هذا ويتم تحقيق التربية الوجدانية من خلال توفير الفرص اللازمة للأفراد للتعلم والتدريب على مهارات الاتصال العاطفي والتحليل النفسي والتعبير عن العواطف، والتعرف على أنواع المشاعر وكيفية التعامل معها.
وتشمل هذه الفرص التدريب العملي والورش والبرامج التعليمية والأنشطة الاجتماعية.
وتعتبر التربية الوجدانية جزءًا أساسيًا من التربية الشاملة، حيث يتم تنمية الجانب العاطفي والاجتماعي للفرد بجانب الجوانب الأخرى مثل الجانب العلمي والفني والرياضي وغيرها.
وتعتبر التربية الوجدانية مهمة جداً لتحسين جودة الحياة الفردية والمجتمعية وتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.
و يعد تدريب الأطفال على التعامل مع المشاعر جزءًا أساسيًا من تطوير شخصيتهم ونضجهم العاطفي والاجتماعي.
ويمكن القول أن العديد من الدراسات والأبحاث أظهرت أهمية التربية الوجدانية في المدارس.
فقد وجدت دراسة نشرت في مجلة الطب النفسي الأطفال والمراهقين في عام 2012 أنّ التدريب الوجداني يمكن أن يزيد من مستوى السعادة وتحسين العلاقات الاجتماعية لدى الطلاب.
كما أظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة الطب النفسي في عام 2011 أنّ التربية الوجدانية تقلل من القلق والاكتئاب لدى الطلاب.
إضافةً إلى ذلك، يؤكد العديد من الخبراء على أن التربية الوجدانية تساعد الطلاب على التعامل مع الصعوبات الحياتية وتطوير مهارات الاتصال والتعاون والتفاوض، وتعزز الاحترام والتسامح والتعاطف.
من بين المراجع الأجنبية التي تؤكد أهمية التربية الوجدانية في المدارس، يمكن الإشارة إلى كتاب “Emotional Intelligence: Why It Can Matter More Than IQ” لدانيال جولمان والذي صدر عام 1995، وكتاب “Raising An Emotionally Intelligent Child” لجون غوتمان وهوكيرت هاندلر والذي صدر عام 1997.
هل يمكن تطبيق التربية الوجدانية في المدارس العربية بسهولة ؟
تطبيق التربية الوجدانية في المدارس العربية قد يواجه بعض التحديات، ولكنه يمكن تحقيقه بسهولة إذا تم توفير الدعم اللازم والتخطيط الجيد.
أحد التحديات الأساسية هو عدم وعي الجميع بأهمية التربية الوجدانية وفوائدها، وهذا يتطلب العمل على توعية الأسر والمعلمين والإدارة التعليمية بأهميتها وكيفية تطبيقها.
ومن أجل تطبيق التربية الوجدانية بنجاح، يجب توفير برامج تدريبية وورش عمل وأنشطة تفاعلية تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم العاطفية والاجتماعية. كما يجب توفير الدعم اللازم للمعلمين وتدريبهم على كيفية تدريس التربية الوجدانية وتطبيقها في الصفوف.
بالإضافة إلى ذلك، يجب توفير الإمكانيات المادية والتقنية اللازمة لتطبيق التربية الوجدانية، مثل البرامج الحاسوبية والتطبيقات التعليمية والمواد التعليمية المناسبة.
وبشكل عام، يمكن تطبيق التربية الوجدانية في المدارس العربية بسهولة إذا تم التخطيط الجيد وتوفير الدعم اللازم، وستكون النتائج إيجابية على المدى الطويل في تطوير شخصية الطلاب وتأهيلهم للحياة العملية والاجتماعية.
هذا ويمكن الإشارة إلى أن التربية الوجدانية تشمل مجموعة واسعة من المهارات والمفاهيم التي يجب تعليمها وتنميتها لدى الأفراد، وتشمل بعضها:
1 . التعرف على المشاعر: يجب تعليم الأفراد التعرف على مشاعرهم ومشاعر الآخرين، والتمكن من التفريق بين المشاعر المختلفة مثل الحزن والفرح والغضب والخوف.
2 . التحكم في المشاعر: يجب تعليم الأفراد كيفية التحكم في مشاعرهم والتعامل معها بطريقة إيجابية، مثل التفكير الإيجابي والتمرين على التأمل والاسترخاء.
3 . التعاطف: يجب تعليم الأفراد كيفية التعاطف مع الآخرين وفهم مشاعرهم وتجاربهم، والتعلم من خلال الخلافات والصراعات التي يمرون بها.
4 . التواصل العاطفي: يجب تعليم الأفراد كيفية التواصل بشكل فعال وصحي مع الآخرين والتعبير عن مشاعرهم بصراحة واحترام.
5 . التفاعل الاجتماعي : يجب تعليم الأفراد كيفية التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين وتطوير العلاقات الاجتماعية الإيجابية.
وتعتبر التربية الوجدانية مهمة جداً في المدارس والجامعات ، حيث يتم تدريب الطلاب على هذه المهارات الهامة من خلال البرامج التعليمية والأنشطة الاجتماعية والورش والمشاريع.
ويؤكد العديد من الخبراء أن التربية الوجدانية تساعد الأفراد على تحسين صحتهم النفسية والجسدية وتحسين جودة حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية والعملية.
ويمكن القول أن التربية الوجدانية تعد جزءًا أساسيًا من تعليم الحياة، حيث تساعد الأفراد على تطوير مهارات الحياة الأساسية والتي تشمل:
1 . مهارات الاتصال : تشمل التعبير عن الرأي بشكل واضح وصريح وإدارة النزاعات بشكل فعال.
2 . مهارات المواجهة : تشمل التعامل مع المشاكل والصعوبات والتحديات بشكل إيجابي وفعال.
3 . مهارات الاتخاذ القرارات: تشمل القدرة على التفكير النقدي والتحليل واتخاذ القرارات المناسبة.
4 . مهارات العمل الجماعي : تشمل القدرة على العمل بشكل فعال مع الآخرين وتحقيق الأهداف المشتركة.
5 . مهارات الإدارة الذاتية: تشمل القدرة على التحكم في المشاعر والعواطف والتعامل مع الضغوط بشكل فعال.
وتستخدم التربية الوجدانية فى كافة مجالات الحياة عامة وفى العديد من المجالات الخاصة بما فيها التعليم والصحة والأعمال والرياضة والعلاقات الأسرية والاجتماعية.
وتساعد التربية الوجدانية على تحسين جودة الحياة الفردية والمجتمعية، والتي تتضمن الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية الصحية والأداء الأكثر فعالية في الأعمال والرياضة.
وأخيرا يمكن القول إن التربية الوجدانية تعد جزءًا أساسيًا من تنمية الذات وتطوير الشخصية، وتساعد الأفراد على تحسين صحتهم النفسية والجسدية وتحقيق السعادة والرضا في الحياة.
ودائما نبحث عن تفعيل التربية الوجدانية فى حياتنا قولا وعملا.