محمد أحمد إبراهيم
أود أن أسطر بعضا من السطور حول شخصية هذا الرجل الذى تضاربت حوله الاراء والاقوال وسواء أتفقت أو اختلفت عليه ممن لم يتعايشوا ظروفه ولا يدركون أسرار حياته الشخصية أو المعيشية.
#زين الذى لقى ربه فى ليلة بغض النظر عن كونها ليلة من ليالى رمضان أو كونها ليلة عيد الفطر فلننظر لكونها ليلة الجمعه والتى ورد فيها من الأحاديث الكثير وقد روى الترميذي عن عبد الله بن عمر عن النبى ﷺ قال ما من مؤمن يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعه الا وقاه الله تعالى فتنة القبر صدق رسول الله ﷺ
ومن هنا نبدء حديثنا فليتسع صدركم لنا رحمة بهذا الرجل الذى لا يجوز عليه الآن إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة
زين العابدين مات انتقل الى جوار ربه بما له وما عليه يأخذ حسنات من كل الناس اللى اتكلمت عنه واغتابته سواء وهو حيى يرزق بيننا أو راحل الى بجوار ربه بيأخذ أغلى ما لديهم تخيل ايوة زى ما باقولك كده بيأخذ منهم حسنات. بيعمل بيها ايه؟! بيبدل بيها ما لديه من سيئآت.. وهو ميت؟؟
اه يا سيدى وهو ميت (اؤلئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات) طب وهمه بيستفادوا أو بياخدوا ايه؟؟ بياخدوا على كل كلمه مش كويسة فى حق الراجل ده سيئة
تخيل… سبحان الله ناس كتيرة يهاجموه ويقطعوا فيه وبيقولوا فيه من العبر الكثير وهم به وباحواله يجهلون
ليه يعنى؟؟!! هو انتوا خلاص بقيتوا رقيب وعتيد على الناس مسكتم موازين الحساب؟؟!!
نبذة مختصرة على هذا الرجل
طب ما تيجوا نعرف نبذة كده عن الراجل اللي طفح المر والكوته فى حياته لأجل بناته ولأجل الايتام اللي كان بيكفلهم ويقوم بتربيتهم لا تتعجب كده ايوة كان بيربى يتامى
زين العابدين كانت حياته حلوه ومريحة ، وكان فى بداية حياته معه كشك فى السوق تحديداً فى الرقعه على الناصية عند نادى ابناء أسوان
يقوم ببيع الكتب القرأنية غفيه وشرائط دينيه وطواقى إسلامية وعمامات لطلبة الأزهر وكانت الحياة ماشية
زين العابدين ذاك اسمه لديه بنات أكبرهم كانت اول فرحته وكل حياته كان يحبها أكثر من اى شىء فى الدنيا ، تزوجت وانجبت ذرية ٤ اطفال ،توفى زوجها فى ريعان شبابه وتركها فجأة وأطفالها الصغار لتعود مرة اخرى لبيت والدها داهمها المرض وأصيبت بالفشل الكلوي ، سافر بها والدها هنا وهناك وانفق علي علاجها كل ما يملك ، باع الكشك بما فيه واستدان من هنا ومن هناك ، ولكن القدر كان رحيما بها فلاقت ربها شهيدة المرض
وتركت صغارها الذين باتوا حملا أخر فوق أحمال بناته علم بحاله البعض ممن لا داعى لذكرهم أعانوه قدر ما استطاعوا ، ولكن كان الحمل ثقيل قد لا تتحمله الجبال
زين العابدين كانت لديه إعاقة ويتم علاجه من أكثر من مرض كان كل همه وشغله الشاغل يروح أخر اليوم بما يسد نفقات بيته واولاده وأحفاده اليتامي فى ظل ضغوط حياة لا يتحملها بشر
باع واشترى ولكن العائد قليل مد ايده للكثيرين منا من كان يعطى له ومنا اللى كان بيغض الطرف عنه ويتركه
زين العابدين كان بيعامل الناس بفطرته وسجيته لكونه ابن بلد ، كان يتعامل مع الناس كلها كانها عيلته!!
يعشم فى كل الناس كان بيصمم أنك تديله ، يطلب منك مبلغ بعينه يمكن ميكونش مع حد فينا وقتها اللى بيطلبه ناس تديله جزء ، ناس تعتزر وتمشى كده يعنى كلا على قدره وظروفه
لكن أغلب الاوقات لم يكن عشمه ببعض الناس فى محله لدى الكثيرين منهم
زين لم يكن يخطىء فى احد أو مكنش بيغلط فى احد وإنه إن كان له مع أحدكم تصرف من هذا القبيل فعزرا لم اراه ولم يحدث معى. او امامى
ايوه زين كان بيلف الأقصر كلها زى المجنون وده لأن فى رقبته أكتر من ٩ أنفس عايزين ياكلوا أبسط حقوق الحياة عايزين أقل الطعام مما يسدون به جوعهم ، ومن الشراب أقل أنواعه
عايزين يتعلموا أبسط تعليم ويلبسوا أقل الملابس ، ويتعالجوا ببرشامه ريڤوا لو حد تعب فيهم ولا حقنة من الصيدلية تنزل حرارتهم عايزين يركبوا مواصلات من ام ٢ جنيه توديهم مدارسهم
زين العابدين عمرة ما جاب بنت من البنات وقال لها انزلى اشتغلى ولا مرمطهم فى البيوت ولا الشوارع عمره ما تعاطى مخدر أو برشام زى الناس اللى بنشوفها بيتطوحوا ويتسكعوا ، وعمره ما فكر يمشى فى الحرام ومكنش بيحط أيده فى جيبك عافيه يا بيه ولا فى شنطتك غصب جاء على نفسه ومد أيده للمحترم والغير محترم
زل نفسه وهونها ولا هون حته من لحم بناته وأحفاده كل ده من أجل شخص يشعر به ويعينه من أصحاب الثراء يتبناه ويتبنى اليتامى ويشيل الحمل معه وكله بثوابه لكن مفيش….. الناس طلعت تهاجمه بدون ما تعرف هو بيعمل كده ليه
زين متعلم تعليم متوسط مهواش جاهل كان فى صباه وسيم جدا ونزية جدا جدا وأقسم بالله على ذلك لكونى كنت معه فى بعض المراحل التعليمية وكنت أغيب واذهب اليه كالكثيرين فكان يشكوا ظروفه وأحواله ومن منا فى هذا الزمان لا يشتكى ويئن وكان يروى ما يزيدنا آلما وحسرة
زين اخد الابتدائى من مدرسة سيدى ابو الحجاج وجاب مجموع دخله مدرسة الأقباط كان تلميذ نجيب يأخذ دروسه معنا عند الأستاذ أحمد جوهر رحمه الله عليه ، ولست متذكر أكمل دراسته أم لا او كيف سلك مسلكه وما آل به
زين مات فلا يجب علينا سوى أن ندعوا له بالرحمة والمغفره بما له وما عليه ولا تندموا على ما ساعدتموه به فقد قراءت تعليقاتكم السخيفه الفجة وخزعبلاتكم وتهكمكم على هذا الرجل وشعرت بأنكم ندمتم على ما اعطيتموه
وأعلموا ان ما اعطيتموه أياه هو من عند الله لا بحول منكم ولا بقوه واعلموا أيضا أنه قد وقع بيد الله قبل أن يقع فى يد زين وأعلموا جميعا أنكم مسؤلون على ما تقولون من قول حلوه ولازعه وستحاسبون به امام الله
وتأتى صحفكم وأقلامكم تشهد عليكم ومن قبلها ألسنتكم والكل أمام الديان ويفصل الله تعالى بينكم يوم القيامة واعلموا ان الله يدافع عن الذين آمنوا
وددت فقط أن ارد غيبة هذا الرجل الذى هو الأن بين يدى ربه ولا يستطيع الدفاع عن نفسه
قد يلومنى البعض على ما كتبت ولكنها شهادة حق فأنا كنت واحدا من الناس أخجل من ان يرانى وقتما لم يكن بحوزتى ما اقدمه فكنت اتوارى منه خجلا
كانت اخر مرة يوم الأربعاء بالشارع الذى خلف ش سان جوزيف رايته وكنت خالى الوفاق فهرولت نحو محل صديق لى ودخلت بل واختبئت خلف البنك الذى يبيع عليه حتى لا يرانى فاخجل منه
ولا اعرف بما اجيبه حتى مر وعبر الشارع وفى قرارة نفسى أن احضر عنده فى وقت لاحق لاعطيه مما اعطانا الله ولم أكن أعلم أن تلك أخر مرة ترقبه فيها عينى
وأنه سيفارق الحياة بعد ساعات هذا هو الرجل الذى تجنت عليه الاقلام وتطاولت عليه الالسنه
اللهم اغفر له وارحمه وسامحه وتجاوز عن سيئاته واسكنه فسيح جناتك اللهم غسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم لا تحرمنا أجرة ولا تفتنا بعده
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمي
صدقت اخى العزيز
كنت اساعده فى كل الاوقات الشدة والرخاء
واحيانا عندما لم توجد معى
كنت اوضح له ذلك فيتفهمه بكل ادب
لكن حكاية بنته واليتامى لم أعلمها الا الان ؟
ياريت تتابع ظروفهم ونحاول نقدر نعمل اللى يقدره الله لنا🥲