إن كلمات السيد المسيح في الموعظة على الجبل هي موعظة في حقيقتها سمو ورقي بالذات الإنسانية لتصل إلى درجة حب الاعداء فهي فصل بين كراهية ما نختلف حولة وبين حب البشر للبشر مهما اختلفنا..لذا فيمكن ان نختلف في الرأي لكن لا يجب ابدا ان تختلف قلوبنا لدرجة التباغض.
إن الموعظة على الجبل تعبر عن منتهى الرقي الإنساني فنحن جميعا من نفس واحدة وأب واحد فكيف نكون اعداءا مهما اختلفنا في اي شأن من الشئون.
لذلك تجد ذات المعنى بالقرآن حيث يقول الله رب العالمين بالقرآن:١{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) }[ سورة فصلت : 34 إلى 35 ].
لقد قدم لنا الله بلسان السيد المسيح الاساس بالإنجيل وقدم الله لنا التفصيل بالقرآن لذا يقول ربنا:{ …وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا }[ سورة الإسراء : 12 ].
لهذا فالإنجيل والقرآن نبعا من مشكاة واحدة ترنو للسمو بالبشرية بقتل شهوات الغل والكراهية وتدفعك للرقي بالذات الإنسانية.وموعدنا التالي مع قول سيدي المسيح ( وباركوا لاعنيكم).
عسي أن نحب جميعا الإنجيل كما نحب القرآن لنكون فعلا ابناءا صالحين لرب عظيم واحد أحد.
مستشار أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث مسلم