صلاح عبد السميع
من المؤسف أن نرى ونسمع من بعض القيادات من القائمين على شأن التعليم أن معنى ومفهوم المدرسة المنتجة يتمثل فى شراء منتجات جاهزة وبيعها داخل أو خارج المدرسة ، ويطلق على هذا الفعل مشروعاً ضمن مشاريع المدرسة المنتجة ، وتوجه التعليمات من قبل متخذ القرار ان يلتزم مدير المدرسة بما يطلب منه من شراء او بيع منتجات تصله من خلال الادارة أو المديرية التعليمية ويقوم على بيعها للأبناء داخل المدرسة ، والزام مدراء المدارس بهذا الأمر
ومن لا يلتزم قد يتعرض للتحقيق لأنه قصر فى تفعيل ما يسمى مشروع المدرسة المنتجة، ومن المهم أن نؤكد ان ذلك لا يعبر عن معنى ومفهوم المدرسة المنتجة، ولهذا من واجبنا أن نشير الى مفهوم المدرسة المنتجة وآليات تفعيل المفهوم ، مع التأكيد على دور المتعلم فى المدرسة المنتجة وما المعوقات التى تحول دون تحقيق هذا المفهوم ؟ المدرسة المنتجة هي مدرسة تهدف إلى إعداد طلابها لسوق العمل والحياة العملية بطريقة فعالة وملائمة للتحديات الحديثة.
توفر هذه المدارس للطلاب المهارات والمعارف اللازمة لتحقيق النجاح في الحياة والعمل.
تتمثل آليات تفعيل المدرسة المنتجة في العديد من الأساليب والأدوات التي تضمن تحقيق هذا الهدف، ومنها:
تطوير المناهج التعليمية:
حيث تعمل المدرسة على تطوير مناهجها بما يتناسب مع احتياجات السوق والمجتمع المحيط بها.
التركيز على المهارات العملية:
حيث تعمل المدرسة على تدريب الطلاب على المهارات العملية وتوفير الفرص لهم لتطبيق هذه المهارات في بيئة العمل الحقيقية.
التعاون مع الشركات والمؤسسات العاملة:
حيث تسعى المدرسة إلى التعاون مع الشركات والمؤسسات العاملة في المجالات المختلفة، لإتاحة فرص التدريب والتعلم للطلاب في بيئة العمل الحقيقية.
توظيف التكنولوجيا:
حيث تستخدم المدرسة التكنولوجيا في تعزيز عملية التعلم وتوفير الفرص للطلاب لاستخدام التكنولوجيا في بيئة العمل الحقيقية.هذا ويلعب المتعلم دورًا حيويًا في عملية تفعيل المدرسة المنتجة، حيث يجب عليه:
الاهتمام بموضوعات التعليم العملي والعمل على تطوير مهاراته وتحسينها.
الاستفادة من الفرص المتاحة للتدريب والتعلم في بيئة العمل الحقيقية.
العمل على تحسين قدراته في استخدام التكنولوجيا وتطبيقها في بيئة العمل.
المشاركة الفعالة في الأنشطة المدرسية والمجتمعية التي توفر الفرص لتطوير المهارات اللازمة للنجاح في الحياة والعمل.
العمل على توفير بيئة تعليمية ملائمة ومحفزة للتعلم، والتي تتضمن توفير الدعم اللازم للطلاب لتحقيق أهدافهم.
التركيز على تطوير القدرات الشخصية للطلاب، مثل قدرتهم على التواصل وحل المشكلات والتفكير النقدي.
توفير فرص للتعلم التفاعلي والتعاوني، حيث يمكن للطلاب العمل معًا لحل المشكلات وتحقيق الأهداف المشتركة.
تطوير مهارات القيادة والإدارة، حيث يمكن للطلاب تعلم كيفية إدارة الفرق والتخطيط والتنظيم.
ويعد دور المتعلم في تفعيل المدرسة المنتجة حاسمًا، حيث يجب عليه الاستفادة من كافة الفرص المتاحة لتطوير مهاراته وقدراته والاستعداد للحياة العملية.
ومن المهم أن يكون لديه المبادرة في البحث عن الفرص والتحديات الجديدة، والتعلم من التجارب السابقة وتحسين مهاراته وقدراته بشكل مستمر.
كذلك، يجب عليه المشاركة الفعالة في الأنشطة المدرسية والمجتمعية، حيث يمكن للطلاب تطبيق المهارات والمعارف التي يتعلمونها في بيئة العمل الحقيقية.
يمكن القول إن المدرسة المنتجة هي تحول في المنهج التعليمي، حيث تركز على تطوير مهارات الطلاب وتأهيلهم للحياة العملية.
وهذا يتطلب توفير بيئة تعليمية تحفز الطلاب على التعلم والتطور، وتطوير مهاراتهم اللازمة للنجاح في الحياة والعمل.ويعد العمل على تطوير المهارات العملية وتوفير الفرص للتدريب والتعلم في بيئة العمل الحقيقية أحد أهم أساليب تفعيل المدرسة المنتجة.
فالتعلم في بيئة العمل يساعد الطلاب على تطبيق المهارات والمعارف التي يتعلمونها في الحياة العملية الحقيقية، ويمنحهم الفرصة للتعلم من التجارب العملية وتحسين قدراتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المتعلم العمل على تطوير مهاراته وقدراته بشكل مستمر، وذلك بالاستفادة من الفرص المتاحة له في بيئة التعليم والعمل، والعمل على تحسين مهاراته الشخصية والاجتماعية والتكنولوجية.
ويعد التعاون مع الشركات والمؤسسات العاملة أيضًا أحد الآليات الفعالة في تفعيل المدرسة المنتجة، حيث يمكن للطلاب الاستفادة من فرص التدريب والعمل في بيئة العمل الحقيقية، والتعلم من الخبرات العملية للمتخصصين في المجال.
ويجب على المدارس أيضًا العمل على تطوير المناهج التعليمية وتحديثها بشكل دوري، وتوفير المنصات التكنولوجية اللازمة لتعزيز عملية التعليم وتحسين تجربة الطلاب في المدرسة.بالنسبة للمعوقات التي تحول دون تحقيق المدرسة المنتجة بالمعنى الحقيقي، فهي تختلف من مدرسة لأخرى وتشمل:
نقص التمويل:
قد يؤدي نقص التمويل إلى عدم توفر الموارد اللازمة لتطوير برامج التدريب والتعليم العملي.
قلة المعلمين المؤهلين:
قد يشكل نقص المعلمين المؤهلين عائقًا أمام تطبيق المدرسة المنتجة بشكل صحيح، حيث يحتاج المعلمون إلى مهارات خاصة لتوجيه الطلاب وتطوير قدراتهم.
ضعف البنية التحتية:
يمكن أن تكون ضعف البنية التحتية، مثل عدم وجود مختبرات علمية مجهزة بالمعدات اللازمة، عائقًا أمام تطبيق المدرسة المنتجة بشكل فعال.
القيود المنهجية: يمكن أن تحد القيود المنهجية من إمكانية تطبيق المدرسة المنتجة بشكل صحيح، حيث تتطلب بعض المخططات الدراسية مزيدًا من الوقت لتنفيذها، مما يجعل من الصعب تخصيص الوقت الكافي للتدريب العملي.
عدم التزام الطلاب:
يمكن أن يكون عدم التزام الطلاب عائقًا أمام تحقيق المدرسة المنتجة بشكل فعال، حيث يحتاج النجاح في هذه المدرسة إلى التزام الطلاب بالتعلم والعمل على تطوير قدراتهم.
ولهذا يتطلب تحقيق المدرسة المنتجة بالمعنى الحقيقي توفر العديد من العوامل المهمة، بما في ذلك التمويل الكافي والمعلمين المؤهلين والبنية التحتية الجيدة، بالإضافة إلى التزام الطلاب بالتعلم والتطوير.
انطلاقا مما سبق تعتبر المدرسة المنتجة مفهومًا حديثًا ينبغي أن يتماشى مع احتياجات السوق والمجتمع المحيط بها، فهي تعمل على تطوير المهارات اللازمة للطلاب للنجاح في الحياة والعمل.
وتهدف هذه المدرسة إلى إعداد الطلاب للانخراط في سوق العمل بسرعة وكفاءة، ولتحقيق ذلك تستخدم العديد من الأساليب والأدوات.وفى النهاية على متخذ القرار أن يعى بأن المدرسة المنتجة تعمل على توفير التعليم العملي وتطوير المهارات اللازمة للطلاب، وذلك بالتعاون مع الشركات والمؤسسات العاملة في المجتمع.
ويعد المتعلم شريكًا أساسيًا في عملية تفعيل المدرسة المنتجة، حيث يجب عليه الاستفادة من الفرص المتاحة له والعمل على تحسين مهاراته وقدراته بشكل مستمر.