الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
أحداث دير السلطان

محطات الآلام الأربعة عشر مع عرض لبعض الممتلكات القبطية في القدس

بقلم / ماجد كامل

أحتلت مدينة القدس عبر العصور مكانة هامة ومتميزة في جميع الأديان ؛ وتتضاعف أهمية مدينة القدس خلال موسم أعياد الفصح ؛ففي هذا الموسم يتجه المسيحيون من جميع أنحاء العالم إلي كنيسة القيامة .ومواكبة منا لهذه المناسبة سوف نلقي إطلالة سريعة في هذا المقال علي هذه الاحتفالات .

أما عن مدينة القدس نفسها ؛ فأسمها بالعبرية هو “أورشليم ” ومعناها “مدينة السلام “بااللغة العربية ؛وهي مكونة من مقطعين ؛المقطع الأول “أور “ومعناها “مدينة ” أما المقطع الثاني فهو “شاليم “ومعناها “سلام ” ومن أشهر الأماكن المقدسة بالقدس ما يعرف ب”طريق الآلام ” أو “درب الصليب ” ويقصد به الطريق الذي قطعه السيد المسيح في الطريق إلي الصلب ؛ وعدد المحطات الرئيسية في هذا الطريق 14 محطة ؛ تسع منها خارج زمام كنيسة القيامة ؛أما الخمس المحطات الباقية فيقع داخل زمام الكنيسة

أما أسماء المحطات الأربع عشر فهي :

1- محطة الحكم بالموت علي السيد المسيح ثم جلده

2- السيد المسيح يخرج حاملا الصليب ؛وفي هذا المكان يوجد كنيستان للرهبان الفرنسيسكان

3- وقوع السيد المسيح تحت ثقل خشبة الصليب للمرة الأولي

4- لقاء السيد المسيح مع أمه السيدة مريم العذراء ويوجد به كنيسة سيدة الأحزان للأرمن الكاثوليك

5- تسخير الجنود الرومانيون لشخص يدعي “سمعان القيرواني “لحمل الصليب

6- المكان الذي مسحت فيه فتاة تدعي “فيرونيكا ” وجه السيد المسيح من العرق ؛وفي هذا المكان توجد كنيسة فيرونيكا لأخوات يسوع الأصاغر

7- السيد المسيح يقع تحت خشبة الصلبيب للمرة الثانية ؛ويوجد به دير للرهبان الفرنسيسكان

8- حديث السيد المسيح مع بنات أورشليم عندما لهن “لا تبكين علي بل أبكين علي أنفسكن “(لوقا 23 :28 ) ويوجد به دير للروم الأرثوذكمس

9- السيد المسيح يقع تحت خشبة الصليب للمرة الثالثة ؛ويوجد به مدخل مطرانية الأقباط الأرثوذكس

10- نزع الثياب عن السيد المسيح تمهيدا لصلبه

11- تعليق السيد المسيح علي خشبة الصليب ويوجد به كنيسة تتبع الروم الكاثوليك .

12- وفاة السيد المسيح علي خشية الصليب ؛ويوجد به كنيسة للروم الأرثوذكس ؛وكنيسة أخري للفرنسيسكان

13- إنزاله من علي خشبة الصليب

14- القبر المقدس ويقع في وسط كنيسة القبامة وفي الأسبوع الأخير قبل عيد الفصح ؛يجتمع المسيحيون من جميع أنحاء العالم ومن جميع الطوائف للألتفاف حول هذه المحطات الأربع عشر ؛وعند كل محطة يقفون ليتلون صلوات وتلاوات معينة .

أما عن تاريخ بناء كنيسة القيامة ؛ فيذكر التاريخ عنها أن الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين دشنت المكان الذي أقيمت فوقه الكنيسة في يوم 13 يوليو 335م بحضور بطريرك كنيسة الإسكندرية في ذلك الوقت وكان هو البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك رقم 20 في سلسلة بابوات الكنيسة القبطية ؛ مع لفيف من جميع أساقفة العالم ؛ وفي عام 614م قام الفرس بهدم الكنيسة وحرقها ؛ فأعاد بناؤها أحد الآباء البطاركة وكان ذلك عام 636م .

وعندما فتح الخليفة عمر بن الخطاب مدينة القدس عام 637م ؛أعطي للبطريرك “صفرونيوس “عهد الأمان للمسيحيين وكنائسهم فيما يعرف ب”العهدة العمرية ” وفي عام 1009 م ؛قام الحاكم بأمر الله بهدمها ؛ولكنه عاد بعد ذلك وسمح للمسيحين أن يعيدوا بناؤها من جديد ؛ فشيدوا كنيسة القبر المقدس فقط نظرا لحالة الفقر الشديد التي كانوا يمرون بها في ذلك الوقت ؛ وفي عام 1035م سمح الخليفة الفاطمي المستنصر بالله للمسسيحين ببناء الكنيسة من جديد .

وعندما احتل الصليبيون القدس عام 1099 بنوا قرب القبر المقدس كنيسة عرفت بعدئذ بكنيسة “نصف الدنيا ” . وفي القرن السادس عشر عقدت تركيا مع فرنسا معاهدة الأمتيازات الأولي عام 1535م ؛ وسمح للاتين بعمل بعض الترميمات بالكنيسة .

وأستمر الحال ما بين الهدم والبناء والترميم ؛ وخلال هذه الفترات أندلعت صراعات مريرة بين الكنائس المختلفة حول نصيب كل كنيسة من ملكيتها ؛فأنعقد مؤتمر في برلين في 13 يونيو 1878 من أجل إيجاد حل لهذه الصراعات ؛ وانتهت فيما يعرف في التاريخ بمعاهدة “برلين” التي سوت حقوق المسيحيين في الإمبراطورية العثمانية وجاءت المادة 62 من هذه المعاهدة فيما يعرف بقانون الحالة الراهنة Status Que لتنظيم وحل هذه الصراعات.

ويقوم علي حراسة أبواب كنيسة القيامة حاليا عائلتان مسلمتان هما :عائلة آل جودة وعائلة آل نسيبة ؛حيث يحتفظ آل جودة بمفاتيح الكنيسة ؛بينما يقوم آل نسيبة بفتح أبواب الكنيسة في مواعيد الصلاة .

وتذكر بعض المصادر التاريخية أن هاتين العائلتين تقومان بهذه الوظيفة منذ سلم بطريرك الروم الأرثوذكس “صفرونيوس” مفاتيح كنيسة القيامة إلي الخليفة عمر بن الخطاب عام 637م .

وهناك خمس طوائف لهم حقوق في كنيسة القيامة هم (الروم الأرثوذكس – الأباء الفرنسيسكان “اللاتين ” – الأرمن الأرثوذكس – الأقباط الأرثوذكس – السريان الأرثوذكس ) . أما عن ممتلكات الأقباط الأرثوذكس في القدس فتشمل :

1- دير القديس الأنبا أنطونيوس :- ويقع بجوار كنيسة القيامة ؛وقد أصلح هذا الدير وأضيفت إليه مبان جديدة في سنة 1875م ؛وفي عام 1907 م عمر من جديد ؛وعلي بعد نحو ستة أمتار من هذه الكنيسة تقع المرحلة التاسعة من طريق الآلام ( وقوع السيد المسيح تحت خشبة الصليب للمرة الثالثة )

2- دير مارجرجس للراهبات :- وهو يقع بالقرب من باب الخليل بالقدس القديمة ؛ ويرجح أن تاريخ بناء هذه الدير يرجع للقرن السابع عشر تقريبا ؛وقد قام نيافة الأنبا أبراهام “المطران الحالي للقدس ” بتجديد الدير خلال عام 1994 ؛ولقد أكتشف علماء الأثار أثناء التجديد أطلال أثرية يعود تاريخها للقرن الرابع أو الخامس الميلادي .

3- كنيسة الملكة هيلانة :- وتقع في الطابق الألرضي من مبني البطريركية القبطية ؛ويقال في التقليد القبطي أن الملكة هيلانة قد استخدمت بئر المياه الذي بداخل الكنيسة في بناء كنيسة القيامة خلال القرن الرابع الميلادي .

4- كنيسة السيدة العذراء :- وهي تقع بداخل كنيسة القيامة ؛ولهذه الكنيسة أهمية روحية خاصة ؛ فهي ملاصقة للقبر المقدس مباشرة بل وتعتبر جزء من بنائه ويرجع قدم هذه الكنيسة إلي قدم كنيسة القيامة نفسها .

5- خان الأقباط :- بني خان الأقباط في عام 1837م في عهد نيافة الانبا أبرآم (1820- 1854 )

6- دير السلطان :- وهذا الدير يستحق مقال مستقلا ؛غير إننا في هذه العجالة سوف نشير إليه سريعا ؛فهو يقع بجوار كنيسة القبامة ؛ وتبلغ مساحته حوالي 1800 متر مربع تقريبا ؛ أما عن سر تسميته بدير السلطان ؛فأرجح الأراء ترجع أصل التسمية إلي السلطان صلاح الدين الأيوبي ؛حيث وهبه للأقباط الأرثوذكس مكافأة لهم علي الشجاعة التي أظهروها أثناء الحروب الصليبية ؛وتقع ساحته فوق كنيسة القديسة هيلانة .

وبالرغم من ثبوت ملكية الدير تاريخيا للأقباط الأرثوذكس ؛إلا أن السلطات الإسرائيلية وكنوع من النكاية في مطران القدس الراحل الأنبا باسيليوس ( 1959- 1991 ) بسب مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينة ؛وأثناء قيام نيافته بصلوات قداس عيد القيامة المجيد في كنيسة القيامة يوم 25 أبريل 1970 ؛ قامت قوات الجيش الإسرائيلي بتغيير مفاتيح دير السلطان ؛ووضعوا الحواجز الحديدية أمام أبواب الدير ؛ومنعوا الأقباط من الاقتراب من الدير

وفي صباح اليوم التالي قامت القوات الإسرائيلية بتسليم مفاتيح أبواب الدير للرهبان الأثيوبين ؛ فسارعت مطرانية الأقباط إلي رفع قضية ضد السلطات الإسرائيلية مطالبة إياها برد ملكية الدير إلي الأقباط ؛ وبالفعل أصدرت المحكمة الإسرائيلية قرارها رقم 109/71 بتاريخ 16 مارس 1971 برد ملكية الدير إلي الأقباط الارثوذكس ؛وطالبت رئيس الشرطة الإسرائيلية بإعادة المقدسات المغتصبة إلي أصحابها قبل يوم 6 أبريل من نفس السنة (1971 ) ؛

كما أصدرت حكما بتوقيع غرامة مالية علي كل من وزير الشرطة الإسرائيلي ومطران أثيوبيا في القدس ؛ولكن وللأسف الشديد لم تستجب السلطات الإسرائيلية لهذا الحكم حتي الآن ؛ولقد بذلت الدبلوماسية المصرية بالتعاون مع الكنيسة القبطية جهودا مضنية من أجل عودة الحق إلي أصحابه دون جدوي .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.