نشر الدكتور شريف حرب استاذ الاعلام بجامعة القاهرة رثاء للمذيعة المصرية أبلة فضيلة المذيعة ومقدمة برنامج الاطفال غنوة وحدوته ياولاد ياولاد .. تعالو تعالو.. ……. حداد على أبلة فضيلة.. بكلمات انتشرت بصورة كبيرة على شبكة التواصل الإجتماعى قائلا
توفيت في أول أيام رمضان أول من تلقينا منها مفردات فلسفة الحياة خارج نطاق الأب والأم .
توفيت من شكلت وجداننا قبل المدرسة ، وقبل الكتاب والشارع والأهل والاصدقاء الأقران .
توفيت من كان موعد برنامجها مقدس وكلماتها وصوتها وحكاياتها تطبيق عملي لمقولة أن الاعلام تعليم وترفيه وتسيلة وتثقيف، واضيف اليها “وتربية وتنشئة” .
توفيت أول من كنا – نحن أطفال جيل الراديو في ريف مصر وقبل ظهور التليفزيون إلا لدى علية القوم – نضبط ايقاع حياتنا يوميا على موجات صوتها
توفيت أبلة فضيلة ، التي ساهمت في تنشئىة أجيال مغروس فيها الإنتماء والمودة والقيم واحترام الاخر والجدية والدقة والصدق والامانة
توفيت من كانت تساوي المدرسة قيمة وقامة دون مبالغة.
فقد كانت أكثر تأثيرا في بعض الاحيان من المدرسة نفسها
توفيت أبلة فضيلة وليس من بديل لها سوى “مؤسسات تعليمية أو برامج” لا تغرس أو تعلم الأطفال سوى الاغتراب والتغريب والتمييز الطبقي والتكاسل والتواكل والتعالي، وتنزع الانتماء وتعلي من شأن الذاتية والانانية والتفرقة الإجتماعية
رحمة الله عليها… وداعا علم آخر من أعلام مصر “أم الدنيا” التي يتطاول عليها حاليا بعض من علمتهم “أبلة فضيلة”وثقفتهم وآنست وحشتهم..
من هى الأبلة فضيلة
أبلة فضيلة اسمها الحقيقى فضيلة عبد العزيز، ولدت لأب مصرى وأم تركية، كان ترتيبها الأول بين ثلاث بنات وولد، وهى شقيقة الفنانة محسنة توفيق.
درست في مدرسة الأميرة فريال، وكانت من بين زميلاتها الفنانة فاتن حمامة، وكان والدها سكرتير المدرسة.
التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة، تحقيقاً لرغبة أسرتها، وكان من زملائها في الكلية الدكتور أسامة الباز والدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب السابق.
عملت أبلة فضيلة بالمحاماة لمدة 24 ساعة، فبعد تخرجها عملت في مكتب حامد باشا زكى والذى كان يشغل منصب وزير المواصلات.
حاولت أبلة فضيلة الصلح بين الخصوم في إحدى القضايا، وعندما علم حامد باشا عاتبها وقال لها: “مهنتنا تعتمد على الخلافات، وأنتِ لا تصلحين للعمل بها”
فى عام 1953 قابلت الإذاعى بابا شارو، وأعربت عن أمنيتها فى العمل الإذاعي، خاصة برامج الأطفال، وبالفعل قدمت أوراقها وتم تعيينها كمذيعة لنشرة الأخبار، وتدربت على يد الأستاذ حسنى الحديدى.
مع بداية البث التلفزيوني عام 1959، انتقل بابا شارو للعمل بالتليفزيون، فتحقق حلم أبلة فضيلة، فقد تم إختيارها لتحل محله فى تقديم برنامجة “غنوة وحدوتة”
وفضلت أن تكون بمثابة أخت كبيرة للأطفال وتلقب بـ”أبلة” بدلاً من لقب ماما الذى كانت تختارة مذيعات برامج الأطفال آنذاك.