كل سنة و انتم طيبين رمضان كريم , و بما إننا فى ليلة من ليالى رمضان من تاريخ الإذاعة حكايات ألف ليلة و ليلة مين فاكرها , كانت جميلة بصوت الفنانة الرائعة زوزو نبيل , التاريخ حكايات و حواديت , أكيد بيكون مسلى و ممتع لكن الأهم إنه دروس لازم نفهمها و نعرف مغزاها , حاحكى لكم حكاية مصرية حتى الثمالة.
معلم اتربى على ايده أجيال من مصر و من بلاد كتير, كان بيعلمهم تاريخ , كان كمان مؤرخ , و كاتب , عشقها مش عارف يتخلص من حبها , تعب منها , ياما شاف فى حبها , عذاب و شقا و جفا, فى يوم كانت الثورة , قام و ثار و أصر يطلع النهار و يصرخ بأعلى صوته بحبك و بروحى و بدمى أفديك , بيسرقوك منى , أنا ليكى و عمرى ما حأكون غير ليكى , من غيرك ضايع و بيضيع تاريخى , سنة و التانية و التالتة وهو بيقاوم و يعافر علشانها , مش حيسيبها , فضل يكتب تاريخها و تاريخه , لحد ما طلع عليه النهار و نورت شمس حبه عليها , نفضت ثوبها من دناسة مجرمين , رفع علمها فوق كل كلمة كتبها بدمه و بقلمه , و كل تلامذته و معاه اخوانه و صحبته بيكتبوا معاه تاريخها بخط واضح و جميل لجيل ورا جيل.
دى حكاية دكتور محمد عفيفى , قابلته فى مؤتمر اتعمل للمثقفين 2013 , حاورته و كانت آرائنا مشتركة , التواصل بينا مش مستمر لكن وقت ما تحتاجنا بتلاقينا سوا , شباب و شابات مصر هم أملنا , طلاب و طالبات كلية الآداب جامعة القاهرة قسم التاريخ راحوا لأستاذهم و رئيس القسم أيضا طلبوا يتدربوا فى الصحافة فى فترة الصيف , استجاب لرغبتهم و بلغ أصدقائه , عرفت و عرضت على الأستاذ مدحت عويضة التعاون معى بنشر ما أجده متميز , رحب الأستاذ مدحت , أعطتهم تدريب و تواصلت معاهم , و فعلا تم نشر موضوع لاحدى المتدربات , عملنا جميعا فى صمت , كل ما نريده اعطاء مساحات للشباب , تدريبهم و تأهيلهم لمجابهة الحياة و تحدياتها , و لولا رحابة و سعة صدر دكتور محمد المربى الفاضل , كانوا لازالوا يبحثون عن فرصة , كما تفهم جريدة الأهرام الجديد الكندى و رئيس تحريرها للدور المنوط بهم كانوا لازالوا يبحثون عن مساحة .
جاء دكتور جابر عصفور وزيرا للثقافة , لا نعرف ماذا سيحدث فى هذه الوزارة المثقلة بالأعباء و ميراث من الفساد و التناحر , كان حاسما دكتور جابر فى اختياراته للقيادات و لعل دائما التركيز على المجلس الأعلى للثقافة فهى منوط بها صناعة الثقافة فى مصر , قد كان اختياره و أتصور لأول مرة مؤرخ أكاديمى يتولى منصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة و هو المربى الفاضل دكتور محمد عفيفى و كانت مفاجأة سارة للوسط الثقافى المصرى , هذا العاشق لتاريخها و الذى يعمل بكد و اجتهاد و لا ينتظر الكثير , ترى حين يصنع المؤرخ تاريخ الثقافة كيف ستكون؟
نسرين جمعة
nesrinegomaanetwork@gmail.com