شريف رسمي
رغم رفضي القاطع لمادة ازدراء الاديان لكن ازدواجية تطبيقها خلاني اكتب المقال ده
كان الشيخ مبروك عطية قد ظهر في احد برامجه واستهزأ بالسيد المسيح له المجد
وقال بلا السيد المسيح بلا المريخ في إهانة واضحة أغضبت كل مسيحي في مصر وتم رفع دعوي ازدراء المسيحية عليه ، وحكم عليه بالأمس بعقوبة أقل ما يقال عنها أنها تافهة ، وهي تغريمه مبلغ ألف جنية ، وإحالة الدعوي المدنية للمحكمة المختصة
طبعا عقوبة ضعيفة تكشف ازدواجية المعايير وتشجع علي مزيد من الهجوم علي المسيحية والمسيحيين المادة ٩٨ (و) أو مادة ازدراء الأديان غير دستورية ، وتطبق وتفسر بشكل خاطئ لأن القضاة المنوط بهم تحقيق العدل
والعدالة أغفلوا أسباب تشريعها لأنها وُضِعت فى إبريل عام 1982 ، وكان المقصود بها فى المذكرة الإيضاحية لها هو الحد من استخدام المساجد من قِبل السلفيين الاسلاميين ، وهجومهم المستمر علي المسيحية
وعلى الأقباط مما كان يؤدى فيما يعني انطباق مادة ازدراء الاديان لحماية المجتمع من حدوث فتنة طائفية مثل فتنة الزاوية الحمراء ، و ليس لحماية الأديان لكن أتضح مع الأيام أن تطبيقها أصبح لحماية الأديان ، وليس لحماية الوطن ، وأيضا الملاحظ أنها تطبق في اتجاه واحد فقط ، وهو حماية الاسلام وخاصة الاسلام السني وتفعيلها فقط ضد المسيحيين والمسلمين المختلفين مع العقيدة السنية من شيعة و قرآنيين وغيرهم
نجد علي سبيل المثال لا الحصر في ٢٠١٢ الحكم علي الطفل جمال مسعود ١٦ سنة بالسجن المشدد ٣ سنين بعد الهجوم علي مسيحيين قريته ، وتهجير أسرته و في نفس السنة تم محاكمة الشاب ألبير صابر من القاهرة رغم أنه اكد ان حسابه مسروق ، والحكم علي المدرسة دميانة عبيد بالحبس ٦ شهور في اتهام ظالم والحكم بالسجن المشدد ٦ سنين علي كيرلس شوقي لأنه قام بعمل اعجاب علي صفحة مسيئة للإسلام
ثم الحكم علي ٤ أطفال في المنيا بالسجن ٥ سنين لأنهم سخروا علي داعش ، ومن الأحكام الغريبة العجيبة المريبة الحكم علي الشاب ماركو جرجس ٥ سنين علي الرغم أنه لم ينشر شئ علي صفحته
بل كان في محادثة خاصة بينهم وبين صديق مسلم
أنا شخصيا توليت قضية إزدراء أديان مع زملاء مسلمين من اسوان لشاب مسيحي من ادفو ويدعي فؤاد وحكم عليه بالسجن ٥ سنين لأنه قام بكتابة سؤال يريد معرفة إجابته من نوعية الأسئلة التى يقوم الصحفى إبراهيم عيسي بطرحها هذه الأيام ، وتم حرق بيته وبيت أسرته ، وتم تهجيرهم وترك بلدته ، وهرب إلى القاهرة
ومر أكثر من خمسة سنوات علي النطق بالحكم وتم القبض عليه في احد الكمائن، واكتشف الحكم وتم ترحيله لمحافظة أسوان ، وقمت كمحامي بعمل مذكرة قانونية للمحامي العام في أسوان
بسقوط العقوبة بالتقادم ، لكن كانت المفاجأة أن القاضي رفض الدفع بسقوط العقوبة ، و طلب أن نتحدث في موضوع الدعوي ، وفى ذلك الوقت تضامن معنا مجموعة من خيرة المحامين المسلمين ، وحصلنا على براءة في قضية نادر جدا ما تحدث وهى أن يحصل مسيحي علي براءة
الخلاصة
الخلاصة ان مادة ازدراء الاديان هي مادة سيئة السمعة تطبق فقط علي الأقباط من ناحية ، ومن ناحية أخري تطبق لمنع حرية التعبير و الرأي و علي التنويريين الاسلاميين مثل اسلام بحيري ، و أحمد عبده ماهر ، وحكم بها الغالبية مثل فاطمة ناعوت ، وقبلها بسنوات الحكم بالتفريق بين المفكر نصر حامد وزوجته بعد وصمه بالكفر