الجمعة , نوفمبر 22 2024
نقابة الصحفيين
صلاح الدين حافظ نقيب الصحافيين الأسبق

نقابة الصحفيين نقابة لها تاريخ ” 8 “

جمال عبد الرحيم

بمناسبة مرور 82 سنة على إنشاء نقابة الصحفيين في 31 مارس عام 1941… انشر سلسلة حلقات عن المحطات التاريخية لنقابتنا العريقة وعمالقة العمل النقابي منذ الإنشاء وحتى الآن.

صلاح الدين حافظ.. ناظر مدرسة الحريات.

صلاح الدين محمد حافظ ولد في قرية العقلية مركزالعدوة محافظة المنيا عام 1938م لعائلة صعيدية ريفية محافظة، تؤمن بالعلم ورسالته في تهذيب النفس ورقي الانسان وتطوير المجتمع… كان والده شيخا للقرية فيما شغل عمه وجده العمديه في نفس القرية تلقى تعليمه الأولي (الابتدائي والثانوي) في مقر نشأته، وفي عام 1956م التحق بقسم الصحافة كلية الآداب جامعة القاهرة وتخرج عام 1960م.

بدأ صلاح الدين حافظ حياته العملية بكتابة القصة القصيرة، لكن سرعان ما ترك المجال الأدبي ليتدرج في بلاط صاحبة الجلالة، منذ بواكير عمره

عمل بمؤسسات “الأخبار”، و”التعاون”، و”الشعب”، ثم التحق بـ “الأهرام” عام 1965، ليبني معها مجده الصحفي، فأصبح سكرتير تحرير عام 1968، فمساعد رئيس تحرير، ثم نائب رئيس تحرير، حتى وصل إلى “مدير تحرير الأهرام”عمل مشرفا عن “الأهرام الدولي” من عام 1985 وحتى 2001، كما شغل موقع رئاسة التحرير بمجلة “دراسات إعلامية”.

عمل مدير تحرير لجريدة الراية القطرية 1981- 1984 ومحاضراَ كأستاذ بجامعة قطر 1984- 1985، وبكلية الإعلام جامعة القاهرة 1987 ، كما ساهم في تسعينيات القرن الماضى بتأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان.. شغل منصب رئيس تحرير “الأهرام الدولية” (الطبعة العربية للصحيفة)، وظلّ يكتب فيها حتى آخر أيام حياته.

دوره النقابي

شغل منصب الأمين العام لنقابة الصحفيين في الفترة (1968-1971) ثم (1973-1977)، الأولى منها لم يكن قد أتم فيها عامه الثلاثين، فكان بذلك أصغر أمين عام لنقابة الصحفيين في تاريخها.

شغل موقع الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب في عام 1976 لمدة عام واحد ثم تولي نفس الموقع بعد عودة الاتحاد من بغداد إلي القاهرة في عام 1996 وحتى وفاته.

المنهج الصحفي

تميزت كتابات صلاح الدين حافظ بالوطنية والاستقلالية حيث ظل حتي وفاته مدافعاً عن المهمشين وعن الحريات العامة والعدالة الاجتماعية وكانت مقالته كل أربعاء بالأهرام والتي تنشر بالتزامن في خمس صحف عربية مليئة بالرؤي البعيدة والتحليلات العميقة وقد منعت الأهرام بعض مقالاته لنبرتة العالية في نقد السلطة السياسية المصرية وكان آخر ما كتب مقاله “نحن وأوباما.. هل سيُغير أم سنتغير؟”مدافع عن الحرية وقضايا الامة.

كان صلاح الدين حافظ كيانا حرا عاشقا للحرية دافع عن حرية الإنسان وحقه في المعرفة، دافع عن حق الصحف في نشر تلك المعرفة ودافع عن حرية المجتمع في حصوله علي العدالة ودافع عن استقلالية شعوبنا العربية في مجابهة الإمبراطورية الأمريكية ومحاولاتها التدخل في الشأن الداخلي في أقطارنا العربية برسم السياسات الاقتصادية والتدخل في السياسات الإعلامية والثقافية ومناهج التعليم وصياغة القوانين والتشريعات من خلال تجنيد عدد من منظمات المجتمع المدني منها جمعيات أهلية ومراكز دراسات تتخفي وراء العمل الأهلي والتطوعي

وتهتم بقضايا المرأة والشباب وحقوق الإنسان. في عام 2007 فاز صلاح الدين حافظ بالجائزة التقديرية للصحافة، التي تمنحها النقابة المصرية لرموز الصحافة سنويا وهي أرفع الجوائز الصحفية شأنا.

وقالت مبررات منحها إن صلاح الدين حافظ مدافع عنيد عن حرية الصحافة والرأي والتعبير.. كرس جهده وقلمه على مدى سنوات للعمل النقابي وللدفاع عن الحريات والتطور الديموقراطي والعدالة الاجتماعية في مصر والوطن العربي .

عاش صلاح الدين حافظ حياته كما أراد ربما خذلته أحلامه في بعض الناس وبعض المواقف وبعض الأحداث, ولكنه لم يتغير في شيء, بقي ذلك الشاب الصعيدي الذي حمل تقاليد القرية وعاش بها صدقا وإخلاصا ورجولة.. فجمع بين أصالة أهل الصعيد وكبرياء المثقف المعتز بنفسه.. الخلق وكرم الطباع

وبرغم الظروف الصعبة التي عاشها كاتبا وإنسانا لم يتغير في شيء.. خذلته أحلامه أحيانا وتخلت عنه.. وواجه في مشواره الصحفي واقعا مهنيا وإنسانيا أتسم بالشراسة.. ولم يأخذ المكان والمكانة التي تليق به في بلاط صاحبة الجلالة أما تجاهلا أو حقدا أو تصفية حسابات.. ولكنه عوض ذلك كله في هذا الحب الجارف الذي عاشه مع زملاء مهنته من الصحفيين الشباب قبل الشيوخ ومع القراء الذين حملوه في عيونهم محبة وتقديرا واحتراما.

فمن بين قلة قليلة في الوسط الصحفي استطاع صلاح أن يحظي بتقدير زملاء المهنة منذ بدأ مشواره في بلاط صاحبة الجلالة.. كان سكرتيرا عاما لنقابة الصحفيين قبل أن يكمل الثلاثين من عمره لفترتين متتاليين وبأعلي الأصوات

ومنذ هذا التاريخ احتفظ صلاح بتقدير الصحفيين من كل الاتجاهات برغم وضوحه الشديد في مواقفه وفكره.. ولم تشهد نقابة الصحفيين انتخابات لم يطرح فيها اسم صلاح الدين حافظ سواء كان نقيبا أو عضوا في مجلس النقابة وكان دائما يمثل صفحة مضيئة في تاريخ صاحبة الجلالة اهتم صلاح الدين حافظ بالديمقراطية وحرية الصحافة وكرامة الصحفيين.. صال وجال في مقالاته و كتبه بالدافاع عن حرية الصحافة، وكان دائما يأخذ موقف المدافع عنها في أشد الظروف قسوة وكنت تراه في مقدمة الصفوف دفاعا عن كرامة الصحفي وحقه في التعبير عن رأيه ومواقفه.

وقال “لن يحدث إصلاح سياسي جوهري في مصر، دون ضمان حرية الصحافة، خصوصًا حقوق المشاركة والتصويت والترشح في انتخابات نظيفة، وحرية تداول السلطة، وحرية تدفق المعلومات وانسيابها، وتلاحق الآراء المختلفة، وقبول الرأي المخالف واحترامه، باعتباره قوة تغيير وتطوير وتنوير نحو الأفضل، لتشكيل ثقافة عامة تؤمن بالديمقراطية”.

نقابة الصحفيين

في عام 2006م كان في طليعة من رفعوا الصوت احتجاجاً على »بطء الإصلاح الديموقراطي« في مصر، حين وقف القضاة والصحافيون جنباً إلى جنب للمطالبة بحقوقهم مؤلفاته أصدر صلاح الدين حافظ 15 كتابا، منها ثلاثة كتب تدافع عن حرية الصحافة والرأي، هي أحزان حرية الصحافة، وتزييف الوعي، وتحريم السياسة وتجريم الصحافة، ومنها كتب عن ضرورات الديموقراطية مثل، صدمة الديموقراطية، والديموقراطية والثورة مأزق العالم الثالث.

وتميز منهجه الصحفي بالوطنية والاستقلالية حيث ظل حتي وفاته مدافعاً عن المهمشين وعن الحريات العامة والعدالة الإجتماعية، وكان كتاب “تحريم السياسة وتجريم الصحافة” آخر كتاب أصدره انتقد فيه ظاهرة غياب الحريات في مصر”

والاصدارات الاخري هي :

عرب بلا غضب،

تهافت السلام،

تزييف الوعي،

أحزان حرية الصحافة،

كراهية تحت الجلد: إسرائيل عقدة العلاقات العربية الأمريكية،

صدمة الديموقراطية،

الديموقراطية والثورة مأزق العالم الثالث

صراع القوى العظمى حول القرن الأفريقي، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، يناير 1982.

الجوائز

الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للصحفيين.

وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

جائزة مصطفى وعلي أمين.

شهادة الاستحقاق من جامعة القاهرة.

وسام الصحافة العربية (2002).

جائزة تريم عمران لرواد الصحافة (2004).

شخصيه العام الاعلامية لعام 2005م، سلمه الجائزة سمو الشيخ محمد بن راشد الـ مكتوم.

الجائزة التقديرية للصحافةالمصرية التي تمنحها النقابة المصرية لرموز الصحافة سنوياً، وتعتبر أرفع الجوائز الصحفية شأناً.

وعبر حافظ عن سعادته بتلك الجائزه في حفل تسليم الجوائز بالنقابة وقال: ” بأنها الأقرب إلى قلبه لأنها من البيت الهانئ، والحضن الدافئ، والملجأ لكل صحفي”.

وفاته

رحل صلاح الدين حافظ عن دنيانا مساء الأحد 16 نوفمبر 2008 عن عمر يناهز السبعين عاماً وشيعت جنازته من مسجد الحصري بمحافظة 6 أكتوبر ظهر الإثنين 17 نوفمبر، فقد عاني في أيامه الأخيرة من مرض السرطان فضلا عن تاثره باليوم الذى حمل فيه نعش نجله الشاب “إيهاب” مراسل الأهرام في مكتبها في نيويويورك، أغسطس من نفس العام، إثر نزيف مفاجئ في المخ، في هذا اليوم فقط استسلم، على غير عادته- للمرض الذى لازمه عدة سنوات قبل الرحيل – معلنا عدم الرغبة في استكمال مسيرة وهب فيها حياته متبنيا قضايا جماعته الصحفية، ووطنه الأصغر، وأمته العربية.

لتنعيه كبري الجرائد المحلية والعربية والدولية والمواقع العالمية كالـ BBC.

فقدت الصحافة المصرية والعربية صلاح الدين حافظ بعد حياة حافلة بالعطاء…. فقدت الصحافة المصرية والعربية واحدا من أبرز المدافعين عن حريتها

نعم فقدنا فارسا وعلما ومثالا يحتذي به في الخلق الرفيع والتواضع والالتزام بقضايا المهنة وقضايا الأمة

فقدنا إنساناً وكاتبا متميزا نال كل الاحترام والتقدير من الجميع

فقدنا واحدا من أبرز المناضلين الشرفاء في ساحتي العمل النقابي والسياسي

فقدنا فارسا للكلمة الحرة مدافعا بشراسة عن الديمقراطية والوطن والمواطن

فقدنا أستاذا تبني طوال حياته المهنية مواقف سياسية مستقلة ودافع بكل قوة عن العدالة الاجتماعية في مصر والوطن العربي

فقدنا نقابيا كرس جهده وقلمه علي مدي سنوات طويلة للعمل النقابي والدفاع عن الحريات

فقدنا أستاذنا الكبير صلاح الدين حافظ

رحم الله أستاذنا الكبير القدير

نقابة الصحفيين
جمال عبد الرحيم

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.