في مساء يوم الخميس الموافق ٣٠ يناير ٢٠٢٠ عشية عيد القديس انطونيوس، رحل للسماء الراهب الاسكيمي زوسيما آڤا مينا، وهو من مواليد ١٢ يناير ١٩٣٩ بأسم فكري، التحق للدراسة الجامعية بكلية الهندسة جامعة عين شمس قسم الهندسة المدنية، وأثناء دراسته الجامعية سافر للعمل بألمانيا الغربية حينما كان شقيقه الأكبر ببعثة دراسية بألمانيا للحصول على الدكتوراة، وقد عمل فكري بأحد المكاتب الهندسية وقد كان صاحب المكتب المهندس “مانجولد” ألماني الجنسية يحبه جدا لتفانيه في عمله ولذكائه
وقَبيل عودته عرض عليه البقاء معهم ووعده بمساعدته في استكمال باقي دراسته ومعادلة شهادته ولكنه فضل العودة لعدم وجود كنائس قبطية هناك في هذه الآونة
وعقب حصوله على البكالوريوس تم تكليفه للعمل كمهندس بإدارة الحركة بهيئة السكك الحديدية، وقد تم تجنيده كضابط احتياط بسلاح المهندسين العسكرين بالقوات المسلحة المصرية أثناء حرب الاستنزاف وعقب انتهائه من فترة تجنيده توجه لدير الشهيد العظيم مارمينا العجائبي للرهبنة
وقد امضى فترة اختبار باسم الاخ انطونيوس، وقد تمت رهبنته – بتزكية من ابونا القمص مينا آڤا مينا (الانبا مينا رئيس الدير المتنيح) بيد المتنيح الانبا مكسيموس مطران بنها في ٢٤ يونيه ١٩٧٨
وقد رفض الكهنوت لعدة مرات اذ كان شاعراً انه ليس اهلاً لهذه الدرجة السامية
فلذا قرر البابا شنودة الثالث منحه الاسكيم الرهباني الكبير والذي تم في ٩ يناير ٢٠٠٦ بيد البابا شنوده الثالث وبمشاركة الانبا كيرلس آڤا مينا رئيس الدير -اطال الله حياته- وبمشاركة العديد من الاباء الاساقفة
وقد عاش طقس الاكسيم ملتزماً بتنفيذ قانونه بمنتهى الدقة والأمانة والنسك الشديد، وفي مرضه الأخير اقتضى الامر نزوله للمستشفى وكان وصوله لمستشفى السلام بالمهندسين مساء يوم الاحد الموافق ١٢ يناير ٢٠٢٠
وكان يوافق ذلك اليوم عيد ميلاده وكنوع من محبة واهتمام احد الآباء الرهبان -المقيمين بمقر الدير بمصر القديمة
الراهب الاسكيمي زوسيما آڤا مينا الراهب الاسكيمي زوسيما آڤا مينا
احضر معه لفه واخذ يداعب ويداعب أبونا زوسيما قائلاً له “احنا جبنا لك تورته علشان عيد ميلادك” ولأن أبونا لا يعترف بالاحتفال بعيد ميلاده ويقول الكنيسة “لا تحتفل الا بثلاثة اعياد ميلاد… عيد ميلاد رب المجد وعيد ميلاد ام النور والدة الإله والقديس يوحنا المعمدان”
وعندما انتهى ابونا من فتح اللفة فاكتشفوا أنها بطاطة مشوية وعند تقديمها لأبونا زوسيما ليأكل منها
رفضها ظناً انها تورتة ولكن الأدهى من ذلك أنه عند ما اعلمنا أبونا زوسيما أنها بطاطة مشوية وليست تورتة
اخذ ابونا يشاور بيده مستفسراً عما تكون هذه البطاطا؟ وهل هي تورته؟
اذ أن ابونا كان لا يتكلم طبقاً لقانون الاسكيم الكبير
فيا لبساطة هذا الراهب الاسكيمي الزاهد والناسك!!!
اذكرنا امام عرش النعمة