بقلم د/عبد الخالق فاروق الخبير الاقتصادى
نرى إعلانات تستدر الدموع وتوجع القلوب وتشعرك أن المصري بات واحد من ثلاث ( مريض بالسرطان او فقير جائع أو متشرد بلا مأوى ) ومطلوب منك التبرع لهؤلاء وحل مشكلتهم ▪︎فحين تعلم أن سعر الإعلان على MBC فى رمضان ولا يستغرق أكثر من 30 ثانية يكلف الشركة المعلنة 150 مليون جنيه
نعم 150 وأمامها ستة أصفار بينما تكلفته على قنوات ON تبلغ 120 مليون جنيه وتنزل القيمة إلى 80 مليون على النهار وCBC
حينما تعلم ذلك ربما وفى الغالب ستندهش وتهز رأسك غير مصدق ولكنك ستصدق وتبتلع دهشتك ومعها قرص أسبرين حينما تعلم أن قيمة تبرعات المصريين فى رمضان الفائت بلغت أربعة ونصف مليار جنيه
نحن أمام ( تورتة ) كبيرة وضخمة يتنافس ويتقاتل ويتهافت عليها الضباع المسعورة مستغلة طيبة وحب الناس لفعل الخير ومستغلة أكثر ضعف ثقافة العمل الجمعي الخيرى لدى عموم المصريين
فى العام الماضى تبرعت 15.8 مليون أسرة من أصل 18.4 مليون أسرة مصرية أى بنسبة 86 بالمائة بالمبلغ المذكور أعلاه ( 4.5 مليار جنيه ) وهذا العام متوقع زيادة التبرعات بنسبة تصل إلى النصف تقريبا أى حوالى سبعة مليارات جنيه.
المصيبة الكبرى أن ما تتبرع به عبر الرسائل التليفونية يستقطع منه 55 بالمائة لصالح شركة الهاتف ولصالح القناة صاحبة الإعلان ولصالح الجمعية الخيرية والعاملين عليها ولا يصل لمستحقيه سوى 45 فى المائة فقط مما دفعت
إذا لماذا نتورط ونُستغل بهذه الطريقة وندفع لهؤلاء الضباع ما قيمته 2.5 مليار جنيه العام الماضي ونحو أربعة مليار هذا العام؟
قليل من الوعي يفوت الفرصة على شبكة فساد واستغلال هائلة يتشارك فيها الإعلام والاتصالات ومؤسسات دينية فى غياب او تواطؤ من مؤسسات الدولة الخاصة بالإشراف على هذه الأعمال .
تبرع بنفسك لمن تعرفه وأبحث عن المحتاجين فما أكثرهم وما أحوجهم فى بلادنا واحرص على تبرعك ليصل إلى المستحقين