كمال زاخر
فى التراث الشعبى حكاية ترصد وقائع إقامة مهندسو الحملة الفرنسية أول شبكة مياه نقية صالحة للشرب، تنتهى بحنفيات عمومية على نواصى الشوارع الرئيسية، الآمر الذى رفضه الشيوخ وقتها، وقالوا انها مياه كافرة، لأن المياه خلقها الله جارية والمشروع حبسها فى أنابيب، بالمخالفة لنص صريح، واصيب العامة بحيرة بين الشرب من الترع وتحمل أمراضها، أو استخدام مياه المشروع النقية وتحمل مسئولية التحريم.
حتى جاء شيخ يتبع المذهب الحنفى وقال بعدم تحريمها.
اقبل المصريون على الصنابير العمومية، وأرادوا بحس شعبى تقديم الشكر والأمتنان لهذا الشيخ، فأطلقوا على الصنبور مسمى (حنفية).
قبل ايام أعلن عن حفل موسيقى للفنان هانى شنودة، يقام على مسرح الأنبا رويس بالعباسية (القاعة اليوسابية سابقاً) فإذا بشيوخ وفقهاء حراس المعبد يشنون حملة عويل، ويحشدون النصوص التى تؤكد حرمانية هذا الحفل، فى تدليس فاضح، رغم ان الاعلان بين بكل وضوح أن الحفل فوق خشبة مسرح!!
الكاذبون يدخلون النار.
هل يخرج شيخ من حراس المعبد ليقول ان الحفلة ليست كافرة؟
* بجهلكم تريحون ادمغتكم
هانى شنودة مبدع راق مبهج لا تخشى ان تصطحب بيتك الى حفلاته
وجود مسرح فى مكان تعليمى مكمل لرسالة المكان (الكلية الاكليريكية)
المضمون والمحتوى هما الفيصل فى تقييم العمل الفنى.
لو اعتمدنا منطق الرفض الملتبس فعلينا ان نحذف ما ورد فى الانجيل عن عرس قانا الجليل ! والذى قدم فيه خمراً مسكراً بحسب سياق السرد.
وشارك الحضور فى بهجة الفرح بطبيعة الحال.
فى مزمور التوزيع بالقداس يطالبنا المرنم (داود النبى) بالتعبير عن فرحنا باللحظة باستخدام كل ادوات الغناء وآلات التلحين والعزف فى التسبيح.