25 يناير سقوط عصابة الوريث
حتى منتصف يوم 25 يناير2011 كانت كافه التقارير التى رفعت لمبارك تؤكد ان الانتفاخ الذى ظهرت اعراضه على البطن المصريه ليس الا رد فعل طبيعى لمتاعب القولون الذى يعانى منها أغلبية المصريين وأنه فى أسوء الاحوال لن يخرج عن أوهام الحمل الكاذب الذى تعانى منه أغلب الحالمات بالانجاب وأن كل ما يدور من شائعات عن أن مصر حامل بجنين الديموقراطيه ليس إلا وهم فى أذهان ومخيلات المصريين.
منتصف يوم 25 يناير
انتصف اليوم وبدأت التقارير التى ترفع تتبدل ويصيبها الضباب فما يرفع إلى مبارك عكس ما يراها مباشرة على المحطات العربيه والغربيه فالالاف تتوافد على ميدان التحرير والميادين الكبرى وقوات الأمن المركزى وقادة الداخلية يهربون إلى أكبر مخبأ ليغيروا ملابسهم بأخرى مدنية حتى لا يقعوا فى أيدى الغاضبين من الإسكندرية لأسوان ووزير الداخليه نفسه اختفى فى ظروف غامضة حتى إذا بدات الشمس فى الرحيل واتشحت بالسواد
كان مبارك قد تأكد أن جنين الديموقراطيه المصرى قد قاده المخاض لميدان التحرير وأن قرر الخروج مساء يوم 25 يناير وأن شهادة ميلاده كتبت بدماء المصريين من الإسكندريه لأسوان
ومع الساعات الاولى كان مبارك يشاهد أسوءعرض فى حياته عرض لا يقل ضراوة عن لحظات إطلاق النار على السادات يوم 6 أكتوبر1981 فقد فتحت امامه شاشة عرض من الإسكندرية لأسوان ليرى ما كان يرفض ان يصدقه
بدأت الحياة صباح يوم 25 يناير 2011″ عادية فـ 25 يناير عيد الشرطة أجازة رسمية ،الشوارع شبه خالية من المارة ، باستثناء قوات الأمن التي احتشدت بكثافة في ميادين وشوارع القاهرة ، وبعد مرور ساعات واقتراب منتصف النهار ضجت الشوارع والميادين بآلاف الغاضبة المطالبة بالتغيير، واتجه الغاضبون إلى ميدان التحرير ليقضوا يوماً انتهى بعد منتصف الليل ، تخلل ليلة “الحشد الكبير” عددا من المشاهد المتداخلة ” أمام دار القضاء العالي ومع حلول منتصف النهار واحتشاد عدد كبير من المتظاهرين
على جانبي الطريق انضم مجند امن مركزي إلي الجموع الغضبة الغاضبة واخذ يهتف ضد الحكومة والنظام والداخلية ، وردد المتظاهرين خلفه وأخفوه بعيداً عن أعين قياداته، واستمر الجندي لنحو نصف ساعة بين حشود المتظاهرين ، حتى شك في أن أحد الضباط لمحه وسط المتظاهرين ، فتسلل إلى صفوف الأمن المركزي مرة أخرى
أمام نقابة المحامين
أمام باب نقابة المحامين و في تمام الواحدة ظهرا حاول المئات من المحامين الخروج من نقابتهم للإنضمام إلي المتظاهرين ، فأغلق الأمن باب النقابة وضرب كردون امني لمنعهم من الخروج ، وأمام إصرار المتظاهرين قام عددا من ضباط ولواءات الشرطة باستدعاء تعزيزات أمنية لإغلاق باب النقابة ، ووقف اللواءات والضباط خلف جنود الأمن المركزي يدفعوهم باتجاه المتظاهرين لمنعهم من الخروج ووضعوا أيديهم في ظهور العساكر قائلين
“هيلا هوب هيلا هوب شدوا حيلكوا يا رجالة ” وهو ما أدي إلي إصابة عددا من المجندين بحالات إغماء و سقط احدهم وسط المتظاهرين فحمله احد الضباط علي كتفه وسحبه بعيدا لإسعافه في الوقت الذي انشغل فيه الأمن بحصار المتظاهرين أمام دار القضاء العالي وأمام نقابة المحامين
شباب حزب الوفد ومحاصرة الحزب الوطني
ظهر المئات من شباب حزب الوفد وهم يجوبون شارع رمسيس بحركة سريعة ودون أن يتعرض لهم الأمن وتزايدت أعداد المتظاهرين فاتجهوا إلى ميدان التحرير بحركة سريعة لم يستطع الأمن السيطرة عليها ، و أمام عجز الأمن علي ملاحقة المتظاهرين بسبب سرعة حركتهم اتجهوا إلي كورنيش النيل وبعدها اتجهوا إلي المقر الرئيسي للحزب الوطني وحاصروه لدقائق مرددين هتافات معادية للنظام ورموزه وتوعدوهم باللحاق بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في السعودية،وقبل أن يفرض الأمن كردونا علي مقر الحزب الوطني
كان الآلاف من المتظاهرين قد ظهروا عند كوبري قصر النيل فالتحموا بالمجموعة التي تحاصر مقر “الوطني ” وانطلقوا بعد ذلك باتجاه مبني الإذاعة والتلفزيون وحاصروه لدقائق دون أي وجود يذكر للأمن وانطلقوا بعد ذلك إلي حي بولاق ومنه إلي الإسعاف وعاد الجميع إلى ميدان التحرير .
رفع صلاة العصر فى قلب ميدان التحرير
المتظاهرون يرفعون آذان العصر في قلب الميدان والغاضبون يتوافدون من الشوارع المطلة ، اصطفت الصفوف وأقيمت الصلاة على الأرض ،يتحدثوا عن المعجزة التي تحققت في يوم الغضب وهي من وجهة نظرهم خروج هذا العدد وتشكلت لجان إعاشة من شباب المتظاهرين جمعوا مبلغ من المال اشتروا منه بطاطين وسندوتشات ومياه وعصائر ووزعوها على الحضور استعداداً للمبيت في الميدان ، وافترشت بعض العائلات البسيطة اركان الحديقة التي تتوسط الميدان وبدءوا في وضع البطاطين على أجسادهم مع اشتداد البرد وبجوارهم شباب الجامعة الأمريكية
وفي أعينهم نظرات تحدي وإصرار علي البقاء ،وافترش شباب اليسار الأرض وغنوا أشعار احمد فؤاد نجم بصحبة نواره ابنته.
وأمام اتساع رقعة التظاهرة فكر المشاركون في حيلة لإيجاد مكبر صوت فصعد احدهم فوق احد أعمدة الإنارة وعلق ميكرفون ،حينما بدأ صوت الميكرفون يشق الصفوف صفق الحاضرون بقوة للإذاعة الداخلية التي أنشأها المتظاهرون بأنفسهم وعبر هذه الإذاعة كانت تلقي البيانات والهتافات وصيحات التهليل والتكبير ونقل خلالها أخبار يوم الغضب في المحافظات.