قصة خروج الدم من قبر القديس العظيم ماريوحنا المعمدان بالجامع الاموى فى دمشق
هناك العديد من الحقائق المخفية داخل الجامع الأموي الكبير في دمشق وتحت هذه القبّة
يُحفظ جزءٌ من رفات القديس يوحنا المعمدان، وهو على الأرجح من رأس القديس، وذلك منذ أن
كان كنيسة كبيرة شيّدها الروم البيزنطيين في القرن الرابع الميلادي على اسم هذا القديس
وقبل أن يتمّ تحويله الى “الجامع الأموي” في القرن الثامن الميلادي، بعد احتلال العرب لبلاد الشام!
في العهد الخلافة الفاطمية، وهو أشدّ العهود قهراً واضطهاداً للمسيحيين في بلاد الشام
أمر والي دمشق بإزالة قبر القديس يوحنا المعمدان من مكانه داخل الجامع الأموي.
فما أن باشر العمّال المُكلّفون عملهم، ومع ضربات المطرقات والمعاول الأولى لإزالة المقام
حتى نَفرَ من الضريح سيلٌ غزيرٌ من الدماء وجرى باتّجاه منطقة “باب مصلى”
التي كانت عبارة عن ميدان الحَصى الذي كانت تجري عليه سباقات الخيل في الماضي
وتقع عند تقاطع شوارع ابن عساكر – المجتهد – الميدان – الزاهرة.
فأُصيب العُمّال بالذُعر الشديد والذهول! وسرعان ما انتشر الخبر في دمشق كلّها
وجاء والي الشام بنفسه لينظر ما حدث، وسارع الأئمّة والمشايخ الى المكان
وبدأوا بالأدعية والصلوات من أجل ايقاف جريان الدم، ولكن دون جدوى…!
عندها أُبلغَ مطران دمشق الذي توجه إلى المكان يرافقه رجالٌ من الكهنة والشمامسة
والرهبان الأرثوذكس، فلمّا وصلوا الى المكان بدأوا يتلون الصلوات
عندئذ توقف الدم عن الجريان والامتداد، وبدأ بالانكفاء والانقطاع تدريجياً حتى دخوله الضريح
بعد ذلك تراجع الوالي عن قراره وأمر بإبقاء المقام داخل الجامع الأموي على حاله.
ويقال أيضاً بأن سبب تسمية المقهى المعروف قرب الجامع الأموي ب “مقهى النوفرة”
يعود إلى هذه الحادثة أي نسبةً الى “نفور الدم” من داخل القبر، وأن “باب مصلّى”
أُطلقت عليه لاحقاً هذه التسمية نسبةً الى “صلوات” الأساقفة والكهنة الأرثوذكسيين
التي أُقيمت بقربه من أجل إيقاف سيل الدماء.
هذا ما حفظته الذاكرة الشعبية المسيحية الدمشقية، وورد ذكره أيضاً في مخطوط تاريخي موجود في دير سيدة البلمند البطريركي في لبنان.
إ بقلم دكتور جوزيف زيتون