الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
اسماعيل حسنى
إسماعيل حسنى

قصة التخلف في مصر

كان يمكن لمصر بعد عملية التحديث التي قام بها محمد علي أن تكون اليوم في مصاف الدول المتقدمة لولا المقاومة العنيفة التي أبداها المشايخ باسم الدين لكل قيم ومظاهر الحداثة

إذ حرموا البعثات التعليمية والمناهج الحديثة وتعليم المرأة وعملها والإختلاط والدستور والبرلمان والديموقراطية والمساواة والطباعة والطب والتشريح والفلسفة والتصوير والأزياء الحديثة والفنون والآداب والمذياع

والعمل في البنوك والمصارف وشركات التأمين وتوصيل مياه الشرب للمنازل بالأنابيب ، وأشهروا سلاح التكفير في وجه المفكرين والمبدعين ودعاة التطوير فحالوا دون بزوغ شمس البحث العلمي ووقفوا سدا منيعا ضد انسياب قيم الحداثة ومظاهرها في شرايين المجتمع لتغير أفكار الناس وعاداتهم وتقاليدهم

فاقتصرت الحداثة على أنظمة الدولة ولم تصل ثمارها إلى الناس

وهو ما حرص الاحتلال البريطاني على استمراره بعرقلة محاولات التحديث التي قادها محمد عبده وقاسم أمين ولطفي السيد وغيرهم ودعم تكتل الاتجاهات المحافظة في جمعيات مثل أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية والإخوان المسلمين ، ولم تلعب الأقلية المسيحية في مصر الدور الذي تلعبه جميع الأقليات في تحفيز كوامن النشاط والإبداع في المجتمع وذلك نتيجة لانكفائها داخل الكنيسة التي تبتزها الدولة من ناحية ، ولا يعارض كهنتها جهل المشايخ عن سلفية مماثلة أو أشد تخلفا ورجعية.

تبا لأمة تضع عقلها بيد جهلائها وتجعل من دينها عقبة في طريق نهضتها.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.