الخميس , ديسمبر 19 2024
الكنيسة القبطية
ماري ملاك صادق

هل تطلب الشريعة من فم من يخالفونها ؟!

لنضع نقاطا فوق الحروف .. حتى لمن ليس لديهم كهنوت من الأساس …و لا الأمر له علاقة حتي بشموسية المرأة ولكن هل قيادة المرأة كرتبة في ذاتها هي مبدأ كتابي؟!

في البداية ليس لنا أن نتعجب .. فحين تأتى إنحرافات جديدة كل يوم ممن خرجوا كلية عن الإيمان المستقيم منذ قرون واستحدثوا إيمانا جديدا وتفاسير عجيبة نابعة من ذاتية و خارجة عن ما سلم مرة للقديسين .. فليس لنا وقتها إلا أن ندرك أن الإنحراف لا يأتى إلا بمزيد من الإنحرافات .. وإرضاء الرغبات البشرية والحركات العالمية التي تؤله الإنسان وتضع رغباته فوق وصية الله هي السمة الغالبة علي زماننا هذا وسنري المزيد والمزيد كلما إقتربت الساعة

ولن أتحدث عن الأمور المعتادة التي قتلت نقاشا عن أن الله تجسد كرجل و هو رئيس الكهنة واننا جميعنا في صلب ادم ولا عن ان ام النور لم تكن كاهنة مع انها الأولي وفوق الجميع ….. لن اتطرق لكل هذا … ولكن و حتي لا تختلط الأمور وتتداخل المسميات والوظائف والرتب فلنوضح بعض النقاط

١- النقطة الأولي: الكتاب المقدس ساوي بين المرأة والرجل في البنوة و الخلاص في المسيح يسوع: غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ.لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ. (1 كو 11: 11-12).”لأَنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ”. (غلاطية 26:3-28).

ولكن:

٢- النقطة الثانية: حدد الكتاب الفرق في الوظيفة وفرق تفريقا واضحا بين وظيفة المرأة ووظيفة الرجل من ناحية القيادة بصفة عامة وليس فقط الكهنوت :”وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ،” (1 تي 2: 12).

وهنا يتحدث عن التعليم و التسلط .. وليس الكهنوت في حد ذاته لمن لا يؤمنون بالكهنوت .. فإن أخذنا في الإعتبار أن هذه هي القاعدة العامة فما بالنا في القاعدة الأخص وهي الكهنوت الذي ليس فقط من مسئوليته التعليم ولكن بالصورة الأشمل هي وضع القوانين الكنسية و سلطان الحل والربط و السرائر الإلهية كوكلاء لله!

٣- النقطة الثالثة: وهذا التفريق الوظيفي قائم علي أسباب: وَلكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُل هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. . (1 كو 11: 3)” لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلًا ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي.” (١تى ١٣، ١٤) ” لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ.وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.” أف ٥: ٢٢وهنا يظهر بوضوح السبب.. + الرجل رأس المرأة .. ورأس ليست رئيس ولكن بدء المرأة .. فالرجل (آدم الأول ) هو بكر البشرية وبداية خليقة الله للبشر .. المرأة جبلت من الرجل .. أخذت منه .. من جنبه .. وكما يعلمنا الآباء ليست من رأسه ولا من قدمه لتكون معين نظيره ..

كهنوت المرأة

وهذا يفسر كيف أن الله هو رأس المسيح .. فعندما يقال إن الله رأس المسيح يشرح مكانة المسيح جسديًا إذ بتدبير التجسد صار رأس البشرية الجديد (آدم الثاني) آخذا البكورية من آدم الأول لذلك يقول عنه الكتاب “بكرا بين إخوة كثيرين” (أى نحن )

ولنلاحظ: تنوع وتعدد الشواهد الكتابية لئلا يقصر البعض الأمر علي كنيسة كورنثوس التي كانت تعاني من مشاكل متعددة منها ما يخص المرأة .. “لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. 35 وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.” (١كو ١٤: ٣٤)

٤- النقطة الرابعة: هل هذا يعني آلا تعلم المرأة علي الإطلاق ؟! ب

الطبع لا … فليس كل تعليم هو رئاسة ولا قيادة .. بل هو نقل ما تعلمته المرأة وتسلمته وتسلمه لآخرين أيضا .. دون تسلط و دون وضع قوانين ودون تعليم خاص ودون إشتراك ليتورچي

فالتعليم في محاضرة أو إجتماع هو أمر يختلف عن العظة في الليتورچية أثناء ممارسة طقسا كنسيا محددا علي المنبر.. والتعليم في محاضرة يختلف عن الإشتراك في مجمع مقدس ينظم قوانين كنسية تقود الكنيسة وتنظمها .. فالمرأة تخدم وتعطي محاضرات في الإجتماعات (غير الليتورچية)

وفي المعاهد والكليات الإكليريكية والرعائية .. وفي هذا هي فقط تبشر وتعلم وتنقل ما سلمته الكنيسة إليها منطبقا عليها ما قاله الكتاب : ” يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا.” (أع 2: 17).

وهنا التنبؤبالأكثر هو التعليم .. ورأينا إشارات بسيطة في العهد القديم كدبورة النبيةوقد وجدنا إشارات في العهد الجديد مثل : ” سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، رو ١٥:٣العاملين معي … فماذا كان عمل أكيلا وبريسكلا ؟!

أهو كهنوت وخدمة ليتورچية أم شموسية أم ماذا ؟؟ وَابْتَدَأَ هذَا يُجَاهِرُ فِي الْمَجْمَعِ. فَلَمَّا سَمِعَهُ أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِّلاَ أَخَذَاهُ إِلَيْهِمَا، وَشَرَحَا لَهُ طَرِيقَ الرَّبِّ بِأَكْثَرِ تَدْقِيق. أع ١٨: ٢٦وهذا هو بالتحديد التعليم ونقل التعليم المستقيم للأفراد .. والآن يظهر عدة تساؤلات حول موضوع القسيسية لدي هذه الجماعات :

هل يؤمنون بالفعل بالوصية الكتابية كما قصدها كاتب الوصية الروح القدس الناطق في الأنبياء؟! هل يقدسون الوصية ويضعونها فوق الرؤوس والعقول أم يضعون عقولهم فوق الوصية مطوعين إياها لرغباتهم وأهواءهم ؟!

هل يؤمنون حقا بقانون الإيمان الذى جعلهم يتسمون زيفا بكنائس ؟ فإن كانوا يؤمنون به فهل لا يعلمون أن من وضع قانون الإيمان الذي يرددونه هم ٣١٨ من الأساقفة الرجال في رتب كهنوتية وهم لا يؤمنون الآن لا بالكهنوت ولا بإقتصار الوظيفة علي الرجال؟!

وإن كانوا كما ذكرت سابقا لا يؤمنون بالكهنوت فهل يؤمنون بالرئاسة و بالقيادة وسلطة التعليم متحديين وصية الكتاب ؟!!إذا فليس لأنهم لا يؤمنون بالكهنوت فليس هذا وحده المقصد ولكنهم لا يؤمنون هكذا في العموم بالوصية الكتابية في العموم أيا كان تفسيرهم لموضوع الكهنوت ..

الخضوع للوصية وللتدبير الإلهي وللنظام الذي وضعه الحكمة ذاته هو مفتاح الأمر كله ..

الأمر الأخير .. هؤلاء يؤمنون بالثالوث وبالتجسد وبالقيامة والصعود ( وان كان لديهم بعض الانحرافات المتفاوتة في كل منهم ) .. فهل للداعين للوحدة قبول إنحرافاتهم الخادعة الأخرى ؟

يتبرعون بالكنائس الفارغة وبالأموال الجزيلة لديهم ويسعون بهمة ونشاط لجذب مزيد من الضحايا .. فهل هكذا يحبون أكثر ويبشرون أكثر لأجل المسيح حقا أم قوى خفية شريرة تحركهم لهلاك مزيد من النفوس في شكل ظاهرى لنور ولكنه نور مضلل نور أخضر يفتح لهم طريق الهلاك ؟!!

يا إخوتى .. إنها علامات لنا في الطريق سيراها البعض ليفزع ويجذع من طريقهم سائرا وراء النور الحقيقي ويثبت في طريقه المستقيم وعاقبته طريق الحياة وسيراها آخرون نورا أخضرا مبهجا يفتح أمل لطريق واسع يحقق الشهوات والرغبات ويشبع الذات وعاقبته طريق الموت فأى النورين ستختار ؟

النور الحقيقي المؤدي للحياة أم الأخضر الخادع المؤدي للموت ؟ يقصر الله أيام الشر و يثبتنا وأولادنا في الطريق المستقيم..

#مارى_ملاك_صادق

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.