الخميس , ديسمبر 19 2024
المسيح

هل تعلم أن المجوس لم يأتوا للمزود؟

يوجد خلط في المعلومات الزمنية لعمر السيد المسيح، حيث يقع الكثير من الأشخاص في خطأ “وضع المجوس وهداياهم في مزود البقر بجانب المولود وعمر السيد المسيح بالجسد وقت زيارة المجوس نوضحها كالآتي

من هم المجوس؟

المجوس هم حكماء من المشرق جاؤوا من بلاد فارس ( إيران الحالية ) حسب وصية الحكيم زارادشت كبيرهم الذي أوصاهم إنه عند ظهور نجم مميز في السماء فهذا دليل على ولادة ملك عظيم ولم يحدد لهم مكانه.

وكلمة مجوس جاءت من كلمة ” ماجو” الفارسية وتعني عالماً بالفلك أو كاهناً حيث كان الكهنة قديماً هم المختصين بعلوم الفلك

وقد اختلط المجوس باليهود وديانتهم أثناء السبي وقد عاش وسطهم دانيال النبي فقد سيق إلى السبي وهو صبي صغير سنة ٦٠٦ ق. م . وعاش معهم وتعلم من علومهم

وإذا ذكرهم في سفر دانيال ١: ٢٠ و ٥ : ١١- ١٢ومن هنا نفهم كيف عرف المجوس ديانة اليهود

وانتظار المخلص الذي أكده لهم أيضا معلمهم زارادشت بظهور علامة فلكية غير عادية– لذلك عندما ظهرت العلامة الفلكية وكانت بشكل نجم يسير في إتجاهات غير إعتيادية كالنجوم الأخرى ساروا وراءه وهم حاملين هدايا قيمة

وأرشدهم النجم الذي كان يسير أمامهم لبلاد اليهودية فإعتبروه (ملك اليهود) فقط ولذا سألوا

( أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق مت ٢ : ٢)

أما هيرودس فلم يسأل عن ملك اليهود لأنه ونسله هم ملوك اليهود ولكنه سأل ( أين يولد المسيح ؟ مت ٢ : ٤)

ويحدد القديس يوحنا ذهبي الفم أنه لم يكن نجماً عادياً بل كان ملاكاً يسير بشكل نجم لأنه يسير في غير مدار النجوم

وصلوا بعد سنتين من ميلاد يسوع ولذا إستخدم الإنجيل كلمة ( صبي ) فيقول ( ورأوا الصبي مع مريم أمه مت ٢ : ١٠ )

ونفس الكلمة استخدمها الملاك ليوسف ( قم وخذ الصبي وأمه وأهرب إلى أرض مصر . مت ٢ : ١٣)

ولم يقل ( الطفل ) كما أستخدمت مع الرعاة (تجدون طفلاً )(لو ٢ : ١٢) ونفس الأمر قاله الإنجيل ( فقام وأخذ الصبي . مت ٢ : ١٤) إذن هو صبي وليس طفل وكان في نحو السنتين لأن هيرودس تحقق من تاريخ ميلاده وبناء على هذا ( فأرسل وقتل جميع الصبيان ٠٠ من إبن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس مت ٢ : ١٦)

ولم يسجد المجوس ليسوع في المذود بل في البيت هكذا قال الإنجيل : ( وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي ٠٠ فخروا وسجدوا له . مت ٢ : ١١)

إذن لم يكن طفلاً ولم يكن في مزود بل صبياً وفي البيت

أما الذين سجدوا في المزود فهم الرعاة الذين جاؤوا في نفس يوم ميلاده لأنهم عرفوا يومها لأن الملاك أخبرهم قائلا : ( ولد لكم اليوم ٠٠ مخلص لو ٢ : ١١)

ورتبت الكنيسة أن تٌقرأ في إنجيل عيد الميلاد حادثة حدثت بعد الميلاد بسنتين هي حادثة سجود المجوس له للإشارة للاهوته وإن له السجود

وإنه ليس طفلاً ذي جسد مثل سائر الأطفال بل الله الظاهر في الجسد (١تيمو ٣ : ١٦ ) المولود بناسوت متحد بلاهوت ( فالكلمة صار جسداُ وحل بيننا يو ١: ١٤)

وتدعم هذه القراءة المقدسة بما قاله بولس في الرسالة للعبرانيين ( ومتى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله . عب ١ : ٦ )

ومن هنا فالكنيسة المستنيرة تعلمنا دروساً لاهوتية في ليلة الميلاد

وقد رتبت الكنيسه القبطية الأرثوذكسية يوم زيارة المجوس عيداً يحتفل به ويقع يوم ٣٠ كيهك من كل عام .. ولوقوعه في اليوم التالي لعيد الميلاد في ٢٩ كيهك ظن البعض أنهم أتوا في اليوم التالي مباشرة .. لكن كان هذا بعد سنتين ..

ومن العجيب أن أحد الأديرة اليونانية يعلن عن امتلاكه هدايا المجوس للآن فقد أعلن دير القديس بولس بجبل آثوس المقدس باليونان عن وجود سبائك ذهبية هي هدايا المجوس وعن امتلاكه نوع من البخور في شكل كور صغيرة هي اللبان .. وكذلك المر ..

أما رفات المجوس الثلاثة فموجودة في صندوق من الذهب خلف شرقية كاتدرائية فرانكفورت بألمانيا وهي أكبر كاتدرائية في ألمانيا من حيث المساحة والثانية في أوروبا بعد سان بيتر في روما

وقد أخبرونا أن بالصندوق الذهبي أربعة رفات المجوس الثلاثة والرابع رفات الملك الذي صنع لهم الصندوق فقد أوصى بوضع رفاته معهم ..

والكنيسة تعتبر المجوس أول مبشرين بالمسيحية في بلاد فارس ( إيران حالياً ) ومن وقتها بدأت المسيحية تنتشر شيئاً فشيئاً حتى رسموا لهم أساقفة وكهنة وكانوا يتبعون كرسي أنطاكية وسائر المشرق

القمص يوسف الحومي أستاذ تاريخ الكنيسة وعلم المخطوطات وعضو لجنة التاريخ القبطي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية

عيد ميلاد مجيد وانتم بخير

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.