علق المفكر المعروف يوسف زيدان حول الجدال الخاص بالشيخ محمد متولى الشعراوي قائلا
الجدالُ المحتدمُ حاليًا حول مكانة الشيخ الشعراوي، لا جدوى منه . وسوف يؤدي إلى مزيد من التباعد والكراهية المقيتة بين المختلفين فيما بينهم، والأخطر من ذلك هو ما يحدثه من “تعمية” عن قضايا أهم وأجدى، مثل :
لماذا اتجهت السعودية مؤخرًا إلى استثمار المليارات في تركيا بدلًا من مصر ؟ .. ما هي الخطوات الواجب علينا اتخاذها للحد من خطر المتحورات الحالية لفيروس كورونا ؟
لماذا فشلت كل محاولات تطوير التعليم في مصر ؟ .. ما هو مصير العقل الجمعي المصري، والعربي، في ظل أزمة النشر الحالية التي تكاد تُنهي هذه الصناعة الحيوية، إلى أجل غير مسمّى ؟ .. لماذا نتقاعس عن القيام بعمليات “التثقيف العام” للخروج من حالة الجهالة إلى أفق الاستنارة ؟
لماذا أهملنا الطرح العبقري للدكتور طه حسين، في كتابة الصادر قبل خمسة وثمانين سنة بعنوان: مستقبل الثقافة ؟
ما هو مستقبل العلاقة البينية بين الدول العربية ؟ .. ما الذي يجب عمله بعد عودة نيتنياهو لإدارة إسرائيل ؟ .. كيف يمكن سداد ديون مصر ؟ .. لماذا يدّعي حكام بعض الدول العربية أنهم مسلمون وهم لا يؤدون “زكاة الركاز” لفقراء المسلمين، بينما يهدرون مئات المليارات على الترفيه ولعبة كرة القدم ؟
وغير ذلك من القضايا الحقيقية، غير الاستهلاكية، الواجب طرحها قبل مواجهة خطر الانقراض .. أما الجدال الذي لا جدوى منه حول الشيخ الشعراوي، فيمكن إزاحته عن الطاولة بطرح بسيطٍ وبدهيٍّ : إذا كنت متدينًا، فالتزم بنصِّ الآية ” تلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكن ما كسبتم، ولا تُسألون عما كانوا يفعلون”
وإذا كنت ملحدًا، وجب عليك عدم الخوض في الجدالات التي لا جدوى، وتوجيه الجهد إلى ما هو عقلانيٌّ ونافعٌ، ومفيدٌ ذهنيًا للفرد وللجماعة