رامي كامل
فى قديم الزمن و مع بداية نهضة الفكر المسيحي فى القرون الأولى ادرك المسيحيون جوهر الفلسفة المسيحية
وهو تجاوز الماديات الى الروحيات فكان هذا ينعكس على مبانى الأقباط بصورة كاملة فهى مبانى بسيطة أغلبها من الطوب اللبن أو حجر الجبال “كنائس وأديرة آثرية كثيرة تشهد بهذا”
بينما انغمست روما وبيزنطة فى السلطة واحلام الهيمنة و السيطرة فانعكس هذا أيضا على مبانيهم التى غاصت فى الماديات والنقوش بالذهب.
وبينما كان بابا روما امبراطور يمتلك و يحكم باسم الدين كان بابا الإسكندرية فقير يجول فى البلاد ليجمع قيمة جزية او ضريبة وضعها فى عنقه الولاة ، وكان بابا الأقباط أبعد ما يكون عن الغنى المادى بينما كان فاحش الثراء روحيا.
انعكس كل هذا على العمارة القبطية حتى القرن ال ١٩ و حتى منتصف القرن ال ٢٠ بينما حدث تمدد حداثى وميل الى بناء مبانى ضخمة منذ الخمسينات فى عصر البابا كيرلس السادس “الكاتدرائية المرقسية فى العباسية”
وهو ما لاقى هوى فى قلب عبد الناصر لبناء المبانى الضخمة ضمن مشاريعه العملاقة.
استمر الوضع على هذا الحال حتى الان و خفتة الأصوات القبطية المنادية باستمرار بساطة العمارة القبطية واقتحم كنائسنا الفن الرومانى وتراجع القبطى و أصبحنا الأن نهتم بالرخام وعدد التكيفات والإضاة المبهرة بينما تراجعت الروحانيات والخدمات فى الوقت الذى تتخلص فى روما من أرث الماديات لتنعكس الأحوال و تتبدل.
فهل من عاقل يعيد بناء المفاهيم ؟