جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
أيمن عريان
لا أنسى ذلك البار الذي إلتقيته يوماً في مكتبه بالكنيسة منذ سنوات بعيدة، وقد أكتسى وجهه بنعمة الروح القدس في وقار وحكمة ووداعة الشيوخ جلس يتحدث عن خدمة كنيسته للفقراء، ..سألته في سذاجة:
وهل هناك فقراء بمنطقة أرض الجولف يا أبي؟! أجاب في هدوء وتواضع: إحنا بنخدم العشوائيات وقرى الصعيد، فيه ناس فقيرة وفيه ناس تحت خط الفقر! (كانت هذه أول مرة بحياتي أسمع تعبير تحت خط الفقر)
فسألته مرة أخرى: ما معنى تحت خط الفقر؟فعاد ليجيب: من لم تتعدى يوميتهم ٢ جنيه ( أي أن دخلهم ستين جنيه شهري بحسب وقتها طبعاً)!
ثم استطرد ليُرسي على مسامعي درساً ما نسيته حتى الآن، يقول قداسته: ” الكنيسة اللي صندوقها مليان ده مؤشر خطير، لأن ده معناه إنها مش ملتفتة لفقراء شعبنا .. فإحنا هنا بنؤمن إن صندوقنا يبقى فارغ بإستمرار.
وده يدينا بُعد إننا نخدم بكل مليم يجيلنا لأن الفقراء والمرضى كتير جداً، وكذلك لما يبقى فارغ هنكلم الرب فيبعت تاني ونعيش بالإيمان مش متكلين على فلوسنا المتخزنة لكن متكلين على نعمته وحده.
وكل ما يلاقينا الرب أمناء على خدمة ولاده يبعت تاني من فيض غناه ”
وهكذا وهذه بعض من محطات أبونا الغالي نسطرها للتاريخ، ..
مولده
ولد نبيل ثابت فى 22 نوفمبر 1938 بالجيزة
تخرج في كلية التجارة جامعة عين شمس عام 1961
أثناء ذلك كان يخدم فى كنيسة مارمرقس الجيزة، وخدم القرى التابعة لبيت الشمامسة القبطى بالجيزة.
وتتلمذ للراحل البار القمص صليب سوريال ” أب إيبارشية الجيزة “
إلتحق بالكلية الاكليريكية القسم المسائى الجامعى وتخرج فيها
كهنوته
سيم كاهناً على مذبح كنيسة مارمينا شبرا فى سبتمبر 1972م
أوفده قداسة البابا شنودة الثالث للخدمة بأستراليا (سيدنى) فى يوليو 1973 حتى سنة 1975
بعدها بدء خدمة كنيسة السيدة العذراء مريم بأرض الجولف، ونال القمصية فى يوليو 1994.
التي ظل بها حتى إنتقاله أباً وراعياً للألاف_قام بتأسيس كثير من الخدمات التى ظلت قائمة حتى الآن و هى:
” بيت الشماسة فيبى للمسنات، بيت الموظفات، بيت الطالبات المغتربات، بيت اجيا ماريا للبنات اليتيمات، حضانة تى بارثينوس للأطفال الرضع، مركز كواليترين لكورسات الكمبيوتر ودروس التقوية وكافة الأنشطة الثقافية، مركز المشورة الارثوذكسية، أسرة سمعان الشيخ لكبار السن، مكتبة الحمامة الحسنة للكتب والهدايا المسيحية، مشغل لأنتاج ملابس الخدمة وفرش المذبح والستور، معرض الكنيسة لبيع منتجات الأديرة والأسر المنتجة “
تميزت خدمته بأسفار خارج القطر المصري حيث أفتقد أولاده في أستراليا وقبرص والسويد وهولندا وألمانيا
نيح الله نفسه، كان من أبرز آباء جيلنا المعاصرين
